أكّد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ تعليق قطع الحساب يمكن أن يكون باباً من أبواب الطعن ب​قانون الموازنة​، إلا أنّه شكّك بقدرة رئيس حزب الكتائب النائب ​سامي الجميل​ هذه المرة على تأمين عشرة أصوات للطعن، لافتاً في الوقت عينه إلى أنّ هناك إنجازًا يُسجَّل للعهد وللحكومة بإقرار الموازنة بعد 12 سنة، مشدّداً على أنّ الموازنة أمر ضروري، معرباً عن اعتقاده بأنّ مهلة الشهر التي أعطيت لقطع الحساب هي بهدف كشف مصير الـ11 مليار.

وفي حديث إلى تلفزيون "MTV" ضمن برنامج "بموضوعية" أداره معدّ ومقدّم البرنامج الإعلامي وليد عبود، وجمعه مع الناشط السياسي في حزب "القوات اللبنانية" إبراهيم الصقر، جدّد أبو فاضل رفضه لشعار "بيّ الكل"، في إشارة إلى رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​، مشدّداً على أنّ الرئيس هو عماد الوطن، معتبراً أنّ مقولة "أوعا خيّك" طارت عمليًا رغم كلّ محاولات تجميلها، وقد أصبحنا نعيش في مرحلة "أوعا بيّك".

وشدّد أبو فاضل على أنّ حلّ ​أزمة اللاجئين​ السوريين لا يمكن أن يحصل سوى من خلال التنسيق مع ​الحكومة السورية​، لافتاً إلى أنّ إعادتهم بطريقة آمنة لا يمكن أن تحصل لا بالفاكس ولا من خلال التويتر، مشدّداً على أنّ هناك مناطق آمنة في أماكن نفوذ النظام وكذلك في أماكن نفوذ المعارضة.

مرحلة تهجمات على الرئيس

ورداً على سؤال، انتقد أبو فاضل الهجوم الذي شنّه النائب ​جورج عدوان​ على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، مؤكداً أنّه لا يوجد فساد في مصرف لبنان، معرباً عن اعتقاده بأنّ وزراء ونواب "القوات" يهاجمون السلطة بغية تحقيق مصالح معيّنة. واعتبر أنّ هذه مرحلة تهجّمات على الرئيس ميشال عون وعلى "​التيار الوطني الحر​" لأنّ الانتخابات مقبلة.

ورأى أبو فاضل أنّ الكيمياء مفقودة بين رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية ​جبران باسيل​ وبين رئيس ​حزب القوات اللبنانية​ ​سمير جعجع​ ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، معتبراً أنّ ما يفاقم المشكلة أنّ أيّ لقاءٍ لم يحصل بين جعجع ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون منذ فترة، وأشار إلى أنّ الوزير جبران باسيل يأخذ دوره في الحياة السياسية في لبنان، منبّهاً إلى أنّ اتفاق جعجع والنائب ​وليد جنبلاط​ لا يعني عودة المسيحيين إلى الجبل، وهذه العودة لها مقوّماتها وشروطها.

وفيما أكّد أبو فاضل أنّه لا ينتمي إلى التيار الوطني الحر، شدّد على أنّ إصرار ​حزب الله​ على إيصال العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية هو الذي أوصله إلى الرئاسة، لافتاً إلى أنّ "القوات" أرادت مشاركة عون بالسلطة، إلا أنّ الرئيس عون لا يشارك أحدًا في السلطة، وهذه هي عقليّته.

السعودية تحاول الدخول بقوة

ولفت أبو فاضل إلى أنّ السعودية تحاول الدخول بقوة إلى الانتخابات اللبنانية خصوصاً بعد دعوة كلّ من رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، مشيراً إلى أنّ الخطورة أنّ السعودية تتجه إلى مخاصمة الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر إلى حد بعيد.

واعتبر أبو فاضل أنّ لقاء كليمنصو الذي جمع كلاً من الرئيسين ​نبيه بري​ و​سعد الحريري​ والنائب وليد جنبلاط ليس ردة فعل إسلامية في وجه المسيحيين، حيث أنّ هؤلاء يعتبرون أنّ تمدّد الوزير جبران باسيل جمعهم، كما جعل الدكتور جعجع يغادر إلى أستراليا من دون أن ينظر خلفه.

باسيل يريد تعديل القانون؟

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ الانتخابات ستكون انتخابات الصوت التفضيلي أو الحاصل الانتخابي ولم يبق هناك انتخابات نسبية بالفعل، مشيراً إلى أنّ هذه الانتخابات تصبّ في مصلحة المسيحيين بشكل عام لكنّها لا تصبّ في مصلحة التيار الوطني الحر.

وكشف أبو فاضل، رداً على سؤال آخر، أنّ الوزير باسيل وبعض الدوائر الحكومية الأخرى يحاولون طرح تعديل ​قانون الانتخاب​، لكن ذلك يواجَه بممانعة كلية من قبل الرئيس نبيه بري وحزب الله والنائب سليمان فرنجية و​قوى 8 آذار​ الأخرى وقوى ​14 آذار​ الأخرى.

كي لا يتكرر السيناريو الفلسطيني

من جهة ثانية، قال أبو فاضل "أننا نقاتل اليوم لرحيل النازحين السوريين كي لا يتكرر السيناريو الفلسطيني ذاته"، ولفت إلى أنّه لو لم يتدخل حزب الله في سوريا لكان أصبح الإرهابيون والدواعش في قلب لبنان، وأشار إلى أنّ حزب الله يحقق الانتصارات ضدّ التكفيريين والإرهابيين.

وأكد أبو فاضل، رداً على سؤال، أنّ ولاية الفقيه لا يمكن أن تطبّق في لبنان وفي سوريا، مشيراً إلى أنّه سيكون ضدّ حزب الله في حال ارتأى فرض هذا الأمر، مشيدًا بوصول مسيحي في سوريا إلى رئاسة مجلس الشعب، مؤكداً أنّ أحداً لم يهجّر أيّ مسيحي من منزله في سوريا. وقال أنّ "القوات" تستميت لاقامة علاقات مع "حزب الله"، إلا أنّه لا يستجيب.

ورداً على سؤال، أوضح أبو فاضل أنّ حزب الله يقاتل من ضمن خط إقليمي، وهو حزب سياسي في لبنان، وشدّد على أنّ الإرادة السياسية في لبنان هي التي لم تسمح للجيش أن يعمل في أيام قائد الجيش السابق ​العماد جان قهوجي​، وأشار إلى أنّ ​رئاسة الحكومة​ هي التي منعت الجيش من التصرف عند اندلاع أحداث عرسال في العام 2014.

البطاقة البيومترية​ تفيد المسيحيين

وفي موضوعٍ آخر، لفت أبو فاضل إلى أنّه لا يجزم بأنّ الانتخابات ستجري في موعدها، مشيراً إلى أنّ هناك أسباباً كثيرة يمكن أن تطيح بالانتخابات وإن كان ذلك يؤثر سلباً على العهد والحكومة، واعتبر أنّ البطاقة البيومترية تفيد المسيحيين في لبنان والمهجر، ومن الضروري اعتمادها، منبّهاً إلى أنّ التسجيل المسبق يؤدي لرفع سعر الصوت التفضيلي، لأنّ الماكينات الانتخابية ستعرف عندها من سينتخب ومن لن ينتخب.

ولفت أبو فاضل إلى أنّه لا يرى خطوات سريعة للاطمئنان بأنّ الانتخابات ستجري في أيار، ملاحظاً أنّ الاجتماع الأخير الذي حدد للجنة الوزارية المكلفة بحث آليات تطبيق قانون الانتخاب لم يعقد ولم يتمّ تحديد موعد آخر لاجتماع جديد، مشدّداً على أنّ عدم حصول الانتخابات في موعدها من شأنه أن يشكّل ضربة للعهد.

الحريري الأقوى في زحلة

ورداً على سؤال، رأى أبو فاضل أنّ آل الحريري هم الأقوى في زحلة، خصوصاً أنّ هناك 35000 سُنّي في زحلة، مشيراً إلى أنّ الرئيس سعد الحريري لا يزال انطلاقاً من ذلك اللاعب الأول في زحلة، لأنّه لا يوجد شخصيات سنية هناك تنافسه، لافتاً إلى أنّ تيار المستقبل مرتاح جداً انتخابياً في ​مدينة زحلة​.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ حزب الله و​حركة أمل​ اتفقا على أن يكون المرشح الشيعي في زحلة من نصيب حزب الله، في مقابل مرشحين للحركة في البقاع الغربي والأوسط، واعتبر أنّه من المبكر الحكم على الصورة الانتخابية لأنّ الأمر مرهون بالتحالفات الانتخابية التي سيتمّ بلورتها من الآن وحتى موعد الانتخابات.

الانتخابات الفرعية​ كان يجب أن تحصل

وأكّد أبو فاضل أنّ الانتخابات الفرعية كان يجب أن تحصل، معتبراً أنّ الرئيس الحريري له مصلحة بعدم إجرائها في الشمال لأنّه لا يعرف ما هي التوازنات والمعطيات، مشيراً إلى أنّ كسروان أيضاً كانت تنتظر معركة، مشدّداً على أنّه في كلّ الأحوال، فإنّ عدم إجراء هذه الانتخابات هو نقطة سلبية تُسجّل على العهد والحكومة.

ولفت أبو فاضل، رداً على سؤال، إلى أنّ المعركة في زحلة ليست على المقعد الأرثوذكسي بقدر ما هي على المقعد الماروني، مشيراً إلى أنّ هذا المقعد يخصّ رئيس الجمهورية مباشرةً.

وطالب أبو فاضل القوات اللبنانية بأن يقفوا في وجه ​التوطين​، واعتبر أنّ لبنان له دولة وعلم ونشيد ورئيس ووزراء ووضعه يتحسّن، ولكن هناك تجاذبات سياسية على أبواب انتخابية، مرجّحاً أن نشهد صراعات كثيرة في المرحلة المقبلة، وقال: "سنحافظ على لبنان برموش أعيننا، ولا شيء لدينا سوى لبنان".