وخيراً اثمرت الجهود اللبنانية والفلسطينية الحثيثة في وضع ملف مطلوبي عين الحلوة على "السكة الصحيحة" بفعل مساع "رباعية" قامت بها لجنة المتابعة الفلسطينية التي شكلت منذ اسابيع بنصيحة من حزب الله وبمشورة من مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله النائب السابق حسن حب الله وبرعاية كاملة من الدولة اللبنانية ممثلة بمدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم وتحت "انظار" رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود الذي كان له دور بناء وفاعل بحكم موقعه القريب من المقاومة الفلسطينية واللبنانية ولما له من احترام عند الدولة والاحزاب البنانية ولدى الفصائل الفلسطينية والاسلامية منها خصوصا.

وتؤكد معلومات متقاطعة حصلت عليها "الديار" من مراجع امنية بارزة لبنانية وفلسطينية ان المطلوب اللبناني الابرز للقضاء الارهابي ​شادي المولوي​ ومعه 4 مطلوبين آخرين خرجوا على دفعتين منذ 5 ايام، ثلاثة خرجوا قبله بساعات والمولوي خرج ومعه شخص واحد وبطريقة "تنكرية" وبزي إمرأة وبهوية مزورة . بينما تجزم جهات فلسطينية اخرى ان المولوي خرج بـ"طريقته" المعهودة كما دخل خلسة. اي انه خرج من زاوية ضيقة وفي بقعة جغرافية تقع تحت سيطرة التكفيريين. وتشير المعلومات الى ان الاعلان عن خروج المولوي اتى بعد رصد امني دقيق اجرته الفصائل الفلسطينية والاجهزة اللبنانية داخل مخيم عين الحلوة وتبين صحة المعلومات التي تفيد عن خروج المولوي و4 آخرين منه. وتجزم المعلومات وجود تنسيق امني لبناني- فلسطيني لخروج المولوي بأي طريقة كانت منعاً لـ"احراج" الدولة اللبنانية او المس بسيادتها لا سيما ان المولوي مطلوب كبير للقضاء وبجرائم ثابتة وبمخططات ارهابية وعليه احكام. وتلفت المعلومات الى انه لا يمكن الجزم ايضا بتسهيل مخابرات الجيش او الامن العام خروج المولوي بشكل "واضح" وصريح.

وتشير المعطيات الى ان احد اعضاء لجنة المتابعة من الاسلاميين، التي شكلت اخيراً من ممثلي الفصائل الوطنية والاسلامية الفلسطينية التقى شادي المولوي منذ اسبوعين واخبره بضرورة ايجاد حل لوضعه فإما تسليم نفسه الى القوة الامنية المشتركة والتي ستسلمه الى مخابرات الجيش او الامن العام او الخروج بنفسه ومن دون متاعب من المخيم كما دخل عليه، لان القرار اتخذ فلسطينياً بإنهاء هذا الملف وان الضغط اللبناني "بات هائلاً علينا" ولا يمكننا ان نقبل باستمرار حجز المخيم واخذ اهله رهائن لحفنة من المطلوبين. وخلال هذا اللقاء تؤكد المعطيات ان المولوي وعد بالخروج من المخيم الى سوريا بـ"طريقته الخاصة" عندما يتمكن من ذلك.

في المقابل كانت لجنة المتابعة الفلسطينية وبعد تشكلها بدأت بالمتابعة مع اللواء ابراهيم والشيخ حمود والحاج حب الله وقامت بنقل وجهات نظر وافكار بين المطلوبين واللواء ابراهيم وخيرت المطلوبين وخصوصا اللبنانيين منهم بين خيارين: اما تسليم انفسهم الى القضاء عبر اللجنة الامنية الفلسطينية او الخروج من المخيم كما "دخلوا" او انتظار القاء القبض عليهم بالقوة او بالعمل العسكري. اما المطلوبين الاخرين وبتهم بسيطة كاطلاق نار وسرقات ومن دون جرائم كبرى او ارهابية وليس عليهم احكام قضائية فيمكن تسوية وضعهم وانهاؤه بسرعة.

وخلال الاسبوعين الماضيين جالت اللجنة على غالبية المراجع الصيداوية السياسية والحزبية والامنية كما التقت مخابرات الجيش في صيدا اكثر من مرة والتقت الشيخ حمود والحاج حب الله وهي تستعد بعد ايام للقاء رئيس الحكومة سعد الحريري.

ومنذ ايام التقى حب الله وفد لجنة المتابعة في مقر المجلس السياسي لحزب الله في بيروت، وناقش الطرفان تفاصيل ملف المطلوبين. وكرر حب الله على مسامع الوفد كما يؤكد لـ"الديار" ان حزب الله حريص على ملف المخيمات والقضية الفلسطينية ولا يريد ان يضر بهذه القضية حفنة من التكفيريين والارهابيين والذين يشكلون ضرراً على لبنان وفلسطين ويخدمون العدو الصهيوني ويتقاطعون مع مشاريع اقليمية ودولية هدامة. ويعتبر حب الله ان خروج المولوي بداية جيدة وسقوط رمز ارهابي شغل بال اهل المخيم طويلاً وسيكون بداية نهاية هذا الملف. ويعتقد حب الله ان الضغط الذي مورس لبنانياً اثمر في خلق جدية فلسطينية لانهاء هذا الملف بعد اكثر من فشل لاسباب عدة. ويرى حب الله ان حشر المطلوبين في الزاوية جاء بعد سقوط مشاريع اقليمية وفشل رهانات دول خليجية كانت تراهن على هؤلاء لخلق مشاكل في لبنان فسقطت رهاناتهم وسقطت رهانات وتغطية جهات لبنانية موجودة في السلطة لهؤلاء فشعروا انهم مجبرون على امرين اما الاستسلام او الفرار.

بدوره يعبر الشيخ حمود لـ"الديار" عن اطمئنانه على حسن سير ملف المطلوبين في عين الحلوة ويؤكد ان ما بذله من جهود اثمر ولو بشكل غير مباشر وهو كان على خط المتابعة اليومية مع اللجنة، ويقول : عسى ان يكون خروج المولوي بداية لراحة عين الحلوة واستقراره ويؤكد انه حاضر لاية مساعدة او جهود تخدم قضية المقاومة في لبنان وفلسطين وتحمي استقرار المخيم والجوار.