تعالت في الآونة الاخيرة صرخة سكان مباني مؤسسة "​كاريتاس​" في ​الدكوانة​، ذوق الخراب وصربا، وذلك بعد ان تلقى عدد من شاغلي شقق في هذه المباني، كتاباً من المؤسسة تطلب فيه إخلاءها بعد إنتهاء عقد الايجار، فبدأت تراود هؤلاء تساؤلات حول الأسباب خصوصاً وأن مثل هذه الخطوة لم تكن متوقّعة...

الصرخة تصاعدت ووصلت الى حدود الاتهام بوجود مصالح مالية للمؤسسة خلف هذا الاجراء. ازاء هذا الامر، رغبت "النشرة" في الاضاءة على ما يحصل، والتقت بعض المتهِمين، فيما توجهت الى المؤسسة لمعرفة رأي المتهَمين بالموضوع.

سمير (اسم مستعار) وصلت اليه واحدة من هذه الإشعارات التي تطالبه بإخلاء الشقّة بعد أن سكن فيها مدّة من الزمن دون إيجاد مسكن بديل حتى الساعة، ويقول: "مؤسسة كاريتاس رفضت تجديد عقد الإيجار معي ولم اجد حتى اليوم مكاناً بديلاً ولا اعرف ماذا سأفعل". في المقابل، تتردد عبر مصادر من تلقوا كتب الاخلاء، علامات إستفهام حول رغبة مؤسسة "كاريتاس" في إخلاء هذه المساكن حالياً وفي هذا الوقت بالذات، لافتة الى أن "المعلومات تشير الى أن مفوضية ​الامم المتحدة​ لشؤون اللاجئين تريد استئجار هذه الشقق وبسعر اعلى من الذي يدفعه السكان الحاليون ليقطن فيها سوريون".

في المقابل، يوضح رئيس مؤسسة "كاريتاس" ​الأب بول كرم​ موقفه من المسألة ويشدد على ان "مساكن كاريتاس بنيت بأموال من مؤسسات مانحة اقدمت على هذه الخطوة رغبةً منها في مساعدة أكبر عدد ممكن من الناس"، ونفى أن "يكون لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) دخل في هذه المسألة من قريب أو بعيد"، مؤكداً أنه "وحتى لو أرادت هذه المفوضية استئجار المساكن للسوريين فلن نوافق لأنها مخصصة للبنانيين فقط".

ويشير الأب كرم الى أن "هذه المساكن انشئت في ايام التهجير، وأغلب الناس سكنوا فيها ما يقارب أحد عشر الى اثني عشر عاماً دون أي بدل مادي، ولكن وبعد أن انتهت ​الحرب اللبنانية​ وباتت المباني بحاجة الى صيانة، قمنا بإبرام عقد إيجار لكي يشعر الشخص أن من يسكن في المنزل مسؤول عنه".

ويشدد الاب كرم على انه "عندما قمنا بتأجير المنازل لم يكن ذلك مدى الحياة بل لفترة محددة حتى يتمكن الناس من ايجاد مسكن بديل إذ هناك حوالي مئة طلب على لائحة الانتظار، والناس بأمسّ الحاجة لايجاد ايواء، لذا قررنا القيام بخطوة الإخلاء لإعطاء فرصة لعائلات جديدة". ويضيف: "نتعامل مع كلّ حالة على حدى، فهناك بعض الأشخاص طلبوا مهلاً اضافية لإيجاد مكان بديلا فتجاوبنا معهم وجددنا لهم سنة اضافية، ولكن من بات يملك منزلاً آخر لا يمكن أن نسمح ببقائه في مساكننا لأنه يأخذ مكان غيره".

كلام الاب كرم يناقض ما يقوله السكان، وبين هذا وذاك، يبقى الواقع الذي سيفرض نفسه، فهل هناك فعلاً من "قطبة مخفية" في المسألة ام ان الامور اخذت حجماً اكثر مما هي عليه بالفعل؟ وحدها الايام المقبلة كفيلة بالحد من هذا الالتباس.