أشار رئيس أساقفة أبرشية صور المارونيّة المطران شربل عبدالله، إلى أنّ "القيامة تحمل أوّلًا رسالة السّلام. هذا السّلام هو ثمرة الانتصار على الموت، حيث غلب المسيح الموت والشّيطان، ومنحنا الحياة الأبديّة، سلام المسيح يفتح قلوبنا على السّماء، لأنّ المؤمن لا يعيش فقط لزمن هذا العالم، بل يتوق إلى موطنه الأبدي"، موضحًا أنّ "بالتّالي هذا السّلام هو أيضًا سلام المصالحة، فقد صالحنا يسوع مع الآب ومع ذواتنا. من يمتلك سلام المسيح، يعيش بالنّعمة ويطلب القداسة، إذ لا حياة مقدّسة خارج يسوع".
ولفت، خلال ترؤّسه القدّاس السّنوي لإقليم "كاريتاس"- صور، في كاتدرائية سيدة البحار- صور، إلى أنّ "المسيح دعانا للتّوبة ومغفرة الخطايا. مَن تحرّر من الخطيئة لا يعيش في خوف، بل في نور القيامة، أمّا من استعبدته الخطيئة، فهو في ظلمة وقلق"، مركّزًا على أنّ "البرّ ليس من الإنسان، بل من الله. لا نتبرّر بأفكارنا، بل بأفكار المسيح وسلوكه، لأنّه وحده يحرّرنا من الموت الثّاني".
وذكر عبدالله أنّ "غاية الإيمان هي خلاص النّفوس، وهذا ما نبلغه بالإيمان بقيامة المسيح"، مؤكّدًا أنّ "يسوع القائم من بين الأموات حاضر معنا، لا كذكرى، بل كشخص حيّ يحمل جراحه، ويهبنا سلامه الحقيقي".
بدوره، توجّه رئيس رابطة "كاريتاس" الأب ميشال عبود، بالشّكر إلى المطران عبدالله على "حضوره الدّائم ودعمه المستمر لكاريتاس"، مشيرًا إلى "دوره الرّيادي حين كان رئيسًا للإقليم". ونوّه إلى أنّ "شهادته تعني الكثير، ولا سيّما في ظلّ متابعته الحثيثة لقضايا الأبرشيّة خلال فترة الحرب".
ووجّه أيضًا تحيّة تقدير إلى إقليم صيدا برئاسة المونسينيور مارون غفري، وجميع أعضاء الإقليم، مثنيًا على "جهودهم المتواصلة ومتابعتهم الدّقيقة لكل أعمال الإقليم، لا سيّما خلال الظّروف الصّعبة الّتي مرّت بها البلاد". وشدّد على أنّ "كاريتاس بذلت كل ما بوسعها، بكل ما أوتيت من قوّة، للوقوف إلى جانب أهل الجنوب بمختلف الطّرق الممكنة".
وشكر عبّود أيضًا لقوّات "اليونيفيل" الإيطاليّة مشاركتها في القداس، معتبرًا أنّ "دعمها يشكّل رسالة تضامن مهمّة للبنان في كلّ لحظة". ولفت إلى أنّ "من خلالكم، أوجّه الشّكر إلى الشّعب الإيطالي وكل الجهات الرّاعية الّتي تقدّم لنا المساعدة، ولا سيّما عبر "كاريتاس" إيطاليا، في تأكيد دائم أنّ الشّعب اللّبناني ليس وحده، بل تحيط به أيادٍ ممدودة بالخير والمحبّة".