صار الحديث عن الفراغ المستدام في كل وزارات الدولة ومؤسساتها: الرسمية منها والعسكرية والأمنية والقضائية، من العلويين شيئاً اعتيادياً دخل في ذاكرة مجتمعنا الجماعية، وصار العجب العجاب الذي ترقص له عقول فارغة عنا هو منصب تافه من هنا، أو مركز أتفه منه من هناك...

وهذه هي حالنا: كانت وما زالت مستمرة بالإحباط ...

ولكننا نكتب ونكتب لأن التاريخ يسجل فقط ، وليس أملاً بالمستقبل ولا ب​تيار المستقبل​ أو أيِّ تيار آخر في ​لبنان​، يدعي الوطنية وهو مملوء بالحقد والكراهية ...

في لبنان 33 مستشفى حكوميا، تتوزع على معظم الأقضية، مقابل 113 مستشفىاً خاصاً،وخطة ​وزارة الصحة​ تقضي بأن يكون هناك مستشفى واحد على الأقل في كل قضاء.

وعندنا في ​طرابلس​( القبة ) خلف ثكنة الشهيد بهجت غانم: المشفى الحكومي على مرمى حجرٍ من ​جبل محسن​...أما في عكار مستشفى الدكتور عبدالله الراسي الحكومي في حلبا بين قرى وبلدات العلويين يشرف عليهم دون إشرافٍ منهم عليه: لا يوجد فيه دكتور أو موظف علوي واحد بالرغم من غنى القرى العلوية بالطاقات الطبية وغيرها العلمية ..

وجاءت تعيينات ​مجلس الوزراء​ لأعضاء مجالس إدارة لـ7 مستشفيات حكومية في بيروت وطرابلسوصيدا وزحلة وجزين وفتوح كسروان وسبلين،خلال السنوات الثلاث المقبلة.

جاءت هذه التعيينات لتزيد العلويين غصةً فوق قهرهم ، وفوق موتِهم عَصَّةُ قبرٍ..

فكانت تعيينات صادمة، كما قالت أوساط إعلامية: وأن “هذه الاسماء غير مستحقة للتعيين، بل ان بعضهم متهم بالفساد،ولا يملك شروط التوظيف، .. كما قال آخرون..أما وزير الدولة لشؤون المرأة جان اوغاسابيان،فيحديثصحفي فرأى: أن "28 بالمئة من تعيينات ​المستشفيات الحكومية​ هي للنساء وهذا إنجاز لأول مرة في لبنان".

اكتفى الأخ جان بحصة الرجال، وصار يبحث عن حصة النساء حتى ظفر بها، ونحن يا ليتنا عندنا عشر معشار ما ذهب إليه أوغاسبيان .. إذا هي محسوبياتٌ حزبية وطائفيةٌ ، فماذا يفعل مثلنا نحن العلويون في لبنان، وتمثيلنا الطائفي ورقيٌّ فقط ، ولا حزبٌ لدينا إلاَّ على الفيسبوك، وقد إنتهى دوره في عصر السلام ؟؟!!!

وبالتالي استبعاد آلية "جوجلة" اسماء المرشحين عبر ​مجلس الخدمة المدنية​، والتي كانت من الممكن أن تأتيَ بعلويٍّ رُبما: لم تعتمد...

والنائب المُمدِّد لنفسه ثلاث مراتٍ، والذي من المفترض أن يُتابع قضايا من ينتحل زوراً تمثيلهم لا أعرف له مراجعةً ولا دوراً...

أليس هو في ​كتلة المستقبل​؟

صاحبة القرار في التعيين وسلب حقوق العلويين ..

وعديله ملك الصدف التاريخية آلت إليه أمور الطائفة الإسلامية العلوية أين هو ؟

ماذا يفعل بمجلسه؟ وبجهازه الأمني ؟

قيل لي أنه سافر إلى القارة الأسترالية .. ومن سيتابع قضايا الطائفة...

أظن أن حضوره وغيابه سيان ..

أين وعود وزير الصحة ؟

جاءنا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة ​غسان حاصباني​، كأول وزير يأتي إلى جبل محسن منذ 22 عاما… يوم الاثنين 13 آذار 2017.

جاءنا هذا الوزير القواتي بكل محبة قائلاً: اياً يكن الإنتماء: لبنان يجمعنا..

جاءنا وبادلناه المحبة بالمحبة، بعد أن خاصمنا كل وزراء الصحة : من ​8 آذار​ وصولاً إلى مصيبتنا الدائمة في ​14 آذار​ ..

قال عندنا كلاماً جميلاً أطربنا: ونحن قدر استطاعتنا سنقدم الدعم من موقعنا وسنبقى معكم لمعرفة المعاناة على ارض الواقع".وبعد 7 أشهر تقربباً لم نلمس شيئاً من هذا الدعم المرتجى من دولته ..

وأوضح: "نحن نسمع طلباتكم لنقلها الى موقع القرار في مجلس الوزراء، فانتم في القلب وأشعر بأنني لست ضيفاً بل من أهل البيت. نحن إلى جانبكم أهل جبل محسن ونتمنى أن تنتهى المعاناة سريعاً ونكون إلى جانبكم يداً بيدٍ..". أمّا بالنسبة لطلب التوظيف في الوزارة والمستشفيات العامة وللجرحى، قال: "ساتابع ذلك معكم وستكون موضع اهتمام من جانبنا، وشكرا لحسن الاستقبال".

وجاءتِ التعيينات يا دولة نائب الرئيس مجردةً من ذكر اسمِ علوي، فهل يرضيك هذا ؟

لم يصدق الخبر الخبر ..

ليس لنا عليك شيءٌ إلاَّ ما التزمت به أخلاقياً أمامنا في غياب كل من يدعي تمثيلنا ..

فهلاّ أوصلت معاناتنا إلى مجلس الوزراء ولم يسمعها أحد ؟

أم نسيت ذلك ؟

على كل حالٍ أيَّاً كانت أسبابك فرجاؤنا لديك العمل قدر المستطاع على تصحيح الخلل في تمثيل العلويين في وزارتك ، وكما كنتَ الوزير الأول في الصحة تزورنا فيا ليتك تكملها وتكون الوزير الأول الذي يُنصفنا ..

يافطات الشكر: تضيع حقوقنا في جبل محسن:

لا يوجد خفيفٌ أخفُّ قيمةً في الدنيا كلها، من تجارٍ يسكنون بيننا ولو جهد العالمون ...

صار لكل من طفا في غفلةٍ من الدهر: أصدقاءٌ يرفعون له يافطات الشكر كأنَّها رايات النصر ..

وعلى ماذا؟

لا أعرف ..

الرجل المناسب في المكان المناسب صارت تضج بها أزقة جبل محسن وسكة الشمال ..

شكراً أيتها الدولة ...

نشكر الحكومة الجديدة ..

ومن يرى هذه ​اللافتات​ واليافطات تملأ كل مفرقٍ و( زيبوقةٍ ...على قولة ​سامي الجميل​) يظنُّ أنَّ الدولة اللبنانية قد تفضلت وأنعمت علينا حتى أتخمتنا إنجازات ومكاسب ومراكز ..

ولا شيءَ ذي قيمةٍ في البال إلاَّ عند شرشوح حديثِ النعمة، لم يصدق ما رأى، فبهت الذي كفر ..

واتصل بي أخ ٌ صديقٌ لي من جيراننا الطرابلسيين يصعد دوماً إلى جبلنا قائلاً : حاج تنق مولانا أنتم بألف خيرٍ عنا نحن ..

وهم وبكلِّ حُبٍ لديهم الرئيس والوزير والقائد والضابط والمدير العام ..حسدنا على بؤسنا وحرماننا عندما رأى عجقة اليافطات الشاكرة الحامدة على سكة الشمال ..

ويا ليتها كانت بمن تمثل يوماً صابرةً في سبيل الله ..

ونقول للجميع : يا ليت أصحاب اليافطات يرقون إلى مكانة "حَذامِ"، و هي امرأة في الجاهلية ضرب بها المثل في حدة البصر وصدق الخبر، وكان قومها يستعينون بها في الحروب التي تدور بينهم وبين أعدائهممعتمدين عليها في جمع أخبار العدو مستخدمة حدة بصرها. غير أن أعداء قبيلتها فطنوا إلى ذلك فاحتال أعداء قبيلتها على الأمرمستخدمين أفرع الشجر وهم يقدمون عليهم، وقد رأتهم حَذامِ فأسرعت تُحَذِر قومها فما صدقوها.عندما قالت لهم إني أرى شجراً يهجم على قبيلتنا، فقالوا إن حذام قد كبر سنها وخرف عقلها

وكانت النتيجة أنْ هُزِموا لعدم أخذهم بكلامها..

فقال زوجها الشاعر لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل:

إِذَا قَالَتْ حَذَامِ فَصَدِّقُوهَافَإِنَّ القَولَ مَا قَالَتْ حَذَامِ

فمن حَذامِ في طائفتنا، عليكم أن تبحثوا عنها وإلاَّ..

وسلامٌ على طيبِ الكلامِ