أطلقت ​وزارة الصحة العامة​، بالتعاون مع ​منظمة الصحة العالمية​ في ​لبنان​ بدعم من حكومة ​اليابان​، مشروعًا ثلاثي الأبعاد يهدف إلى "التعزيز الطارئ لنظام الرعاية الصحية في المستشفيات الحكومية في لبنان إستجابة لحالات الطوارئ" ويتضمن أولا توسعة نظام إدارة اللوجستيات (LMS Logistic Management System) الذي يسجل كل ما يدخل إلى مستودعات وزارة الصحة العامة ويخرج منها، ليشمل المستشفيات الحكومية في جميع أنحاء لبنان، وثانيًا تعزيز قدرة بنوك الدم في المستشفيات الحكومية وثالثًا توسعة مستودع الإمدادات والمستلزمات الطبية التابع لوزارة الصحة العامة في الكرنتينا، وذلك بقيمة إجمالية تبلغ حوالى مليون دولار.

وأكّد وزير الصحة ​ركان ناصر الدين​، أنّ "المشروع ببرامجه الثلاثة يتماشى مع استراتيجية الصحة الوطنية التي تؤكد على تعزيز جودة الرعاية الصحية وتفعيل التحول الرقمي في أنظمة الوزارة، كما أن هذا المشروع يصب في أولوية الوزارة لناحية دعم المستشفيات الحكومية في لبنان".

وقال: "إن توسعة نظام إدارة اللوجستيات، وتعزيز قدرات بنوك الدم، وتوسعة مستودع الإمدادات الطبية التابع لوزارة الصحة العامة في الكرنتينا، من شأنها تمكين المستشفيات الحكومية من إدارة التحديات بفعالية وتحسين استخدام الموارد والإرتقاء بمعايير الرعاية الصحية. فالمشروع الذي يتم إطلاقه اليوم، يسهم من خلال معالجة الثغرات اللوجستية في بناء نظام رعاية صحية أكثر مرونة وإنصافًا. وسيعزز استعداد الوزارة للطوارئ ويعزز الكفاءة التشغيلية ويضمن الوصول في الوقت المناسب إلى الموارد الطبية المنقذة للحياة لجميع الأفراد".

بدوره، أكّد سفير اليابان في لبنان ماغوشي ماسايوكي "دعم اليابان الدائم"، وقال: "إن دعم اليابان لقطاع الصحة في لبنان، من خلال هذا التعاون مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة، أمرٌ أساسي لبناء نظام صحي متجاوب وقوي قادر على تلبية الاحتياجات اليومية ومواجهة تحديات الطوارئ. ويبقى تركيزنا منصبًّا على الحلول المستدامة التي تعزز القدرات المؤسسية وتعزز قدرة المجتمع على الصمود، لمساعدة لبنان على المضي قدمًا نحو التعافي والاستقرار على المدى الطويل".

من جانبه، ذكر ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبد الناصر أبو بكر أن "هذا المشروع استثمارٌ ليس فقط في الأنظمة والبنية التحتية، بل في الاستقرار والكرامة والأمل. بالتعاون مع شركائنا، لا نستجيب للأزمات فحسب، بل نبني مستقبلًا أكثر مرونةً وشمولًا للبنان".

وأوضح منظمة الصحة العالمية في بيان أن "المشروع يتضمن ثلاثة مجالات رئيسية للتدخل:

1. توسيع نظام إدارة اللوجستيات (LMS): بناءً على نظام إدارة اللوجستيات الحالي في مستودع الأدوية المركزي التابع لوزارة الصحة العامة، سيتم نشر النظام في جميع المستشفيات الحكومية، بحيث يمكّن النظام من التتبّع الفوري للأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية، وتقليل حالات نفاد المخزون وتحسين الشفافية والكفاءة التشغيلية.

2. تطوير بنوك الدم في المستشفيات: سيتم تجهيز مستشفيات الإحالة بالبنية التحتية الأساسية لبنوك الدم وإمداداتها، مما يعزز قدرتها على تقديم رعاية آمنة وفي الوقت المناسب لمصابي الصدمات. ويُعد هذا الأمر بالغ الأهمية للفئات الضعيفة، بما في ذلك النساء والنازحون المتضررون بشكل غير متناسب من النزاعات وحالات الطوارئ.

3. تحسين مستودع المستلزمات الطبية في الكرنتينا: باعتباره موردًا استراتيجيًا للاستعداد الوطني، سيخضع مستودع الكرنتينا لترقيات كبيرة لتحسين ظروف التخزين وإدارة سلسلة التوريد، مما يضمن تجهيز مستشفيات لبنان بشكل أفضل للاستجابة لحالات الطوارئ. هذه التدخلات ليست مجرد تحسينات تقنية، بل هي امتدادٌ لحياة آلاف الأشخاص - نساءٌ بحاجة إلى رعاية طارئة، وأطفالٌ يعانون من أمراض مزمنة، وأسرٌ لا تجد الرعاية الصحية إلا من خلال المستشفيات العامة".