تكاد طائرات الاستطلاع ال​اسرائيل​ية من دون طيار من نوع "أم كا " لا تغادر الاجواء الجنوبية ولو للحظة واحدة، سواء في النهار ام في الليل، وهي تُرى احيانا بالعين المجردة. وقد أدخلت اسرائيل هذه الطائرات في اطار حربها الاستخباراتية لجمع المعلومات عن ​حزب الله​ والجيش بعدما باتت اجهزة التجسس "غير نافعة" بفعل كشفها اكثر من مرة.

وفي هذا السياق، أوضحت مصادر مطلعة لـ"النشرة"، ان "طائرة الاستطلاع لديها القدرة الهائلة على المسح الضوئي وهي تنطلق فجرا من فوق شبعا وصولا الى ​النبطية​ ونزولا الى صور و​بنت جبيل​ و​الضاحية الجنوبية​ وتستمر حتى فجر اليوم التالي"، مشيرة الى ان "هذا النوع تستعمله كتائب المشاة الإسرائيلية المتمركزة قبالة الحدود ال​لبنان​ية للمهام الاستخباراتية وجمع المعلومات، نظراً الى قدرتها الهائلة على المسح الضوئي وتحديد الأهداف بدقة عالية، وقدرتها على التحليق ليلاً من دون أن تشعر بها الجهة أو المنطقة المراقبة، لأنّها مزوّدة بكاميرات كهربائية بصريّة، وكاميرات الليزر والأشعة ما تحت الحمراء".

واشارت المصادر الى انه "خلال تحليق طائرة إستطلاع إسرائيلية من نوع "سكايلارك" العام 2016، باتجاه الأجواء اللبنانية فوق منطقة ​عيتا الشعب​ على مقربة من المنطقة الواقعة خارج ​الخط الأزرق​، سقطت لخلل تقني اصابها عند الحدود اللبنانية الجنوبية بينما كانت تقوم بتنفيذ نشاط استخباراتي في إطار إجراءات روتينية يقوم بها ​الجيش الإسرائيلي​ المحتل عند حدود لبنان".

وأكدت المصادر أن "اسرائيل اعتمدت في عمليات التجسس ايضاً على المناطيد التي كانت ترفعها فوق الحدود بهدف التصوير وجمع المعلومات، وهي رفعت منطادا تجسسيا فوق مجرى الوزاني المقابل لمزرعة الميسات المحتلة بعدما كانت قد انزلته من المنطقة اثر سقوط طائرة الاستطلاع الاسرائيلية في سردا في قضاء مرجعيون منذ شهر تقريبا".

ولم ينس الجنوبيون التشويش الاسرائيلي الذي حصل على هواتفهم، حيث تبين ان مصدرها دولة لاتفيا تبشرهم انهم ربحوا سيارة وعليهم الاتصال على الرقم 0037178916082 لاستلامها، ثم كانت رسائل نصية اخرى تقول أنه اخر تذكير بوجوب الاتصال على الرقم 0037178912447 والا يتم خسارة السيارة، وكانت كلها امور تدخل في اطار ​التجسس الاسرائيلي​ للحصول على معلومات عن المقاومة .

وأشارت المصادر الى أن "تركيب الجيش الإسرائيلي رادارات على الحدود المتاخمة، وأجهزة تنصّت موجّهة نحو الأراضي اللبنانيّة هو السبب الرئيسيّ لهذا التشويش، فضلا عن طائرات الاستطلاع والأقمار الصناعيّة والصحون اللاقطة المرفوعة على مواقع إسرائيلية مشرفة على الأراضي اللبنانيّة، والتي يتفاوت عددها بين 25 و50 جهازا ورادارا لا سيما في جبل المرصد في جبل الشيخ ، لافتة الى أنّ هذا التشويش يطاول أيضا اجهزة الاستقبال لمحطّات التلفزة و​الإنترنت​"، موضحة أن "الزوارق الإسرائيلية المتمركزة في عرض البحر تمارس دورا مخابراتيّا وتسهم في هذا التشويش، حيث ارتفعت وتيرته منذ المناورة الإسرائيليّة على الحدود مع لبنان في ​مزارع شبعا​ و​الجولان​ و بنت جبيل خلال الفترة الماضية".

وأكدت المصادر أن "عمليات تشويش مكثفة تضرب مختلف انواع الاتصالات اللاسلكية، خصوصاً شبكة الهاتف الخلوي وأجهزة الاتصال المدنية والعسكرية، بما فيها أجهزة مراقبي لجنة الهدنة الدولية، إضافة الى اجهزة التلفزة المنزلية، مما ينعكس سلباً على حركة ونوعية الاتصالات الهوائية بشكل عام، وعلى فواتير الخلوي التي تضاعفت في هذه المناطق خلال الأشهر القليلة الماضية بشكل خاص، في ظل سوء تخابر من دون ان تبدو في الأفق أي محاولات جدية للجهات المعنية، في التصدي لهذه القرصنة ووقفها او الحد من ضررها".