تتصرف السعودية قيء ​لبنان​ بذهنية ما قبل العام 2008، وتتجاهل المتغيرات الدولية التي حدثت في المنطقة والتي أدت الى ضمور كبير في الفضاء الاستراتيجي السعودي. فالسعودية كانت في لحظة معيني تملك القرار اللبناني حيث وصل الامر بها لان تكون الطرف شبه الوحيد الذي يقرر للبنان الذي كانمسؤولوه لا يقطعون صغيرة او كبيرة الا بعد الرجوع الى "مملكة الخير " التي كان من يحمل جنسيتها يقوم بوظيفة رئيس لحكومة لبنان والممثل الحصري الوحيد للطائفة السنية التي همشت كل زعاماتها لاقامة تلك الحصرية.

لكن العصر الذهبي للسعودية انتهىوأصبحت السعودية اليوم "مملكة الفشل " التي تحترف الاخفاقالمتعدد الوجوه في كل ميدان تدخله. بدءا من ​العراق​ وسورية مرورابلبنانووصولا الى ​اليمن​ والبحرين.ومن الواضح ان المليارات الوفيرة التي صرفتها السعودية لشراء الأسلحة او لرشوة هذه الدولة او تلك لم تعوض لهاخيبتها،فضاعت الأموال واستمر الفشل.

في هذه ​البيئة​ تريد السعودية ان تستعيد دورها الضائع في لبنان،والمنطقة دورضاع بسبب سوء سياستها وادارتها وجهلها بقدرات الشعوب وحقوقهم حتىوعدم احترامها لهذه الشعوب وحقوقهم.

لقد حاولت السعودية طيلة سبع سنين من ممارسة ​الإرهاب​ التكفيري إخضاع سورية وعبرها محورالمقاومة،وفي النهايةتبين لها ان الإرهاب الذي صنعته يدا بيد مع ​اميركا​ عاجز عن تحقيق المطلوب فتظاهرت كما تظاهرت اميركا بمحاربة الإرهاب والتنصل منهوالادعاء بان غيرها وتقصد محور المقاومة هو من يمارسالإرهاب.

ثم جربت السعودية الحرب المباشرة و شنت حربا على اليمن تحت عنوان ملفق هو تثبيت الشرعية ثم تدحرج الهدف و تبدل الى ان انتهى الى القول بان غاية الحرب منع ظهور حالة ​حزب الله​ في اليمن في موقف يثير السخرية ، خاصة و ان من اعلن عن هذا الهدف بعرف او عليه ان يعرف بان الثورة اليمنية التي يقودها ​انصار الله​ ​الحوثيون​ باتت حقيقة قائمة و جزء لا يتجزأ من النسيج اليمني لن يكون بمقدور احد ان يقتلعها و بالتالي القول باستمرار الحرب حتى تحقيق هدف اقتلاعها انما هو عمل عبثي يشبه ما قاله قبلاتيلرسون عن ​الحشد الشعبي​ عندما طلب إخراجه من العراق في دلالة على جهل و عمى فاضحين .

اما في لبنان فان ​اتفاق الطائف​ الذي شاءته السعودية أداة لتركيز الحكم بيد رئيس الحكومة السعودية الجنسية الذي يتبع لها، ان هذا الطائف يجري تعديل واقعي عليه من شانه ان يعيد التوازن الى مؤسسات الدولة ومراكز السلطة فيها ويسقط حالة التفرد المقيت التي بلغت ذروتها ما بين العام 2005 و2008ويتجه الى إقامة الحكم الوطني المتوازن الذي لا يكون فيه للسعودية ولا لسواها موقع القيادة.

ففي لبنان اليوم رئيس جمهورية قوي، قوي بذاته واستقلالية قراره، قوي بتمثيله الشعبي وتأييد اللبنانيينله،وقوي بمعرفته بموازين القوي الإقليمية والدولية ومعرفة التناغم معها ويملك تمامالقدرة على قيادة سفينة في بحر متلاطم الأمواج إقليميا ودوليا،وقد أكد قوته المتعددة الاشكال تلك في اللقاء المفتوح مع ​الصحافة​ بمناسبة مرور سنة على تليه الرئاسة.ولم يغير في مواقفه وقناعاته عتب او غضب او حرد سعودي مهما كان حجمه.

وفي لبنان مقاومة تملك من القوة ما جعل ​إسرائيل​ تذعن لمعادلة الردعالاستراتيجي في مواجهتهاوتحسب ألف حساب لمواجهتها حتى وباتت تراقب مواقف وتصريحات سياسييها التي يخشى ان تدفع الأمور الى مواجهة مع حزب الله كما حصل مؤخرا مع وزير الحرب الإسرائيلي ليبرمان.

ولبنان أيضاوأيضا مارسوبجدارة مواجهة الإرهاب الذي رعته السعودية واستثمرت به بدءا من جولات الدم الطرابلسية ال 22 وصولا الى احتلال الجرود التي طهرها ​الجيش​ والمقاومة وانتزع من يد السعودية ورقة التهويل على لبنان وامنه واستقراره والتهديد بالإرهاب.

وبالخلاصة ان لبنان اليوم هو لبنان القوي بالرئيس القوي والمقاومة القويةوالجيش الواعيالقوي الذي لم تستطع السعودية شراء مواقفه وعقيدته القتالية بملياراتها ال 3+1،والتي تراجعت عن تقديمها بعد ان فشلت في صفقتها وتعذر اعطاءها مقابل المال ما طلبت ولم تجديها نفعا صرخة رئيس سابق في بعبدا خرق القواعد وقال من قصر الرئاسة اللبنانية "عاشت المملكة ...."

كان على السعودية في تعاطيها الحاضر مع لبنان ان تعلم هذا كله وتأخذه بعينالاعتبار، ثم كان عليها ان تأخذ العبرة من مواقف من استدعتهم اليها من المسؤولين اللبنانيين والذين اعتذروا عن تنفيذ مهمة الاخلال بالأمنوافساد الاستقرار السياسي،لأنهمكإنوأكثر وعيا وأكثر موضوعية ممن استدعاهم إليهوافهموه بان لا قوة لهم لتنفيذ ما يطلب منهم،ولم يغير الحال ان وصفتهم السعودية بالجبناء ـفالوصف لم يثنيهم عن الرفض ولم يحملهم على تغيير المواقف ولم يدفعهم الى ​الانتحار​ المادي او السياسي.

وبعد كل هذا يجب نسأل علام تراهن السعودية في تهديدها للبنان وتهديد المقاومة وباي حقأوقوه تطلب السعودية من لبنان تلك الطلبات التعجيزية المستحيلة وهي تعلم ان أحدا في لبنان او خارجه لن يستطيع تلبيتها او الاستجابة اليها حتى بالحد الأدنى. ؟؟

على السعودية ان تعلم ان المقاومة في لبنان والمنطقة بما فيها اليمن باتت حقيقةثابتة لن تقوى كل مليارات ​النفط​ او سلاح المشروع الصهيواميركي على المس به وحسنا لو اجلت السعودية على مؤتمر علماء المقاومة المنعقد في ​بيروت​ ونظرت الى من احتشد فيه لكانت علمت الشيء الكثير إذا شاءت ان تعلم وتتعلم.

و أخيرا نعود و نؤكد انه و ضمن ما لدينا او تسرب الينا من مواقف اللبنانيين خصوم المقاومة و اعدائها ، نؤكد ان من استعدتهم السعودية اليها لتملي عليهم المهم و المواقف و الوظائف ، كإنو رحماء بأنفسهم و لم تغرهم الأموال و لم يخضعوا لضغوط السعودية من اجل تفجير الوضع السياسي والأمنياللبناني الداخلي و قد فعلوا حسنوا أولا خدمة لأنفسهم ( ولا لزوم للتذكير او الإشارة الى ما يمكن ان يحل بهم لو اخطأوا التقدير ) ثم خدمة للبنان وأهله ، و أخيرا خدمة للسعودية ذاتها حتى لا يضاف للساحات و المستقطعات التي تتمرغ فيها ساحة جديدة على ارض لبنان . اما المراهنة على إسرائيل فننصح السعودية التي هي على اتصال يومي بها ان تتحرى لديها نيتها للذهاب الى الحب ضد المقاومة وستجد السعودية إجابة تزيد من خيباتها.