أعلن مفتي عكار الشيخ زيد محمد بكار زكريا "رفض كل المحاولات التي تحرف مضمون استقالة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ للانشغال بشكليات ومظاهر تهدف إلى إجهاض المحاولة الانقاذية للبنان"، معتبرا انه "إن من أكبر المغالطات المقارنة بين علاقة السعودية بلبنان وبين تدخلات إيران في لبنان التي جعلت من لبنان قاعدة لمهاجمة السعودية وتصفية الحسابات معها ومع ​دول الخليج​ العربي، وعلى اللبنانيين أن يميزوا بين من يقف معهم ومن يقف ضدهم؟!".

وأضاف "لقد قامت السعودية منذ سنة برعاية التسوية اللبنانية التي أفضت إلى وصول العماد ​ميشال عون​ إلى ​رئاسة الجمهورية​ ووصول سعد الحريري إلى ​رئاسة الحكومة​ . ومنذ ذلك الحين وعين السعودية تتابع مجريات العهد الجديد والذي كان من المفترض أن يرتكز على الحياد في الملفات الخلافية وعدم التدخل في شؤون الدول الشقيقة والصديقة، وأن يبقى في فلك النأي بالنفس عن أحداث المنطقة، وأن يكون حريصا على أمن واستقرار هذه الدول. ولكن جاءت الأحداث والتصريحات والممارسات من بعض الجهات والأحزاب اللبنانية تخالف ذلك التوجه، ضاربة بمصلحة لبنان عرض الحائط، وحولته إلى فلك العداء لأشقائه العرب وللعروبة وللمملكة العربية السعودية خصوصا، بل وصار منصة لزعزعة استقرار دول الخليج العربي".

ولفت إلى انه " تجاهل هؤلاء وقفة بلاد الحرمين مع لبنان خلال عقود من الزمن دون تفريق بين منطقة وأخرى ولا بين طائفة وأخرى، ولا يجوز أن ننسى أن السعودية ساعدت لبنان في أحلك الظروف، فهي قدمت مساعدات بمليارات الدولارات وهناك تحويلات بالمليارات يرسلها اللبنانيون المقيمون في السعودية إلى أهلهم سنويا، ولم تطلب السعودية يوما شيئا من هذا الوطن، بل وقفت معه في أحلك الظروف إبان الحرب الأهلية التي امتدت بين 1975 و1989 تاريخ توقيع اتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب الداخلية في لبنان، والذي كرس المناصفة بين المسيحيين والمسلمين.ومن هنا يأتي حرص المملكة العربية السعودية على لبنان العربي ووقوفها معه، ويتجلى مدى حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده على مصلحة بلدنا وعلى استقراره". واعتبر ان "الموقف الذي اتخذته المملكة تجاه لبنان حاليا ما هو إلا لإعادته إلى محيطه، ولمنع استمراره في عدائه لأشقائه العرب، ولمنع دخوله في غير المحور العربي، فلبنان عربي الهوى والانتماء".