أكّد المفتي الجعفري الممتاز ​الشيخ أحمد قبلان​ في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في ​برج البراجنة​ أننا "لا نريد أن نخسر السعودية، لكن لا نريد للسعودية أن تخسر نفسها، فالمطلوب بقضايانا العربية والإسلامية ليس النأي بالنفس والتزام العِرق والفخذ، بل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحدود القيم الواجبة، ومنع المشروع الأميركي من تمزيقنا وتخريب بلادنا وأوطاننا ودفعنا للاقتتال في ما بيننا. ف​إسرائيل​ وحدها المستفيد، وتعيش اليوم وضعية الرابح الاستراتيجي بسبب ما يجري في ​سوريا​ و​العراق​ و​اليمن​ و​ليبيا​ و​سيناء​، فضلاً عن حالة التمزق العربي والإسلامي، والواجب علينا تقريب وجهات النظر بين السعودية و​إيران​، والبحث في ما يجمع لا في ما يفرّق والقصف على الطريقة المذهبية".

وأشار قبلان إلى أننا "قد مررنا بأزمات ومؤامرات خطيرة، وبفضل الله وتضحيات ال​لبنان​يين ووحدتهم وصبرهم وتمسكهم بأرضهم تمكّنا من تخطيها والتغلب عليها، كذلك سنتمكن اليوم من تجاوز المخططات الجهنمية التي تستهدف بلدنا، فنحن متمسكون بالدور الوطني للرئيس الحريري، وسنعمل معاً على حماية بلدنا وتحصينه في وجه كل محاولات الفتن والتصدع والاعتداء من أي جهة أتت، وهو حرّ في أي قرار يجده مناسباً ويخدم المصلحة الوطنية".

ولفت الى ان "لبنان واللبنانيين هم من قاتل ودافع وقدّم التضحيات عن كل العرب، وهم من احتضن ​اللاجئين الفلسطينيين​، وفتحوا أبوابهم أمام ​النازحين السوريين​، وتحملوا ما لم يتحمّله شعب عربي آخر، لهؤلاء نسأل ماذا قدّمتم للبنان ولشعبه؟ أين كنتم يوم الاجتياح الإسرائيلي لعاصمته ​بيروت​؟ ألا يستحق منكم لبنان واللبنانيون المكافأة والتكريم؟" وتابع"إننا بانتظار موقفكم في اجتماع وزراء الخارجية العرب المزمع عقده في ​القاهرة​، ونأمل ألا يكون لبنان ضحية للسياسات الإقليمية المجنونة؛ فهذه الجامعة، رغم عدم فعاليتها، لا نريدها أن تكون آخر كيان يجمع شمل ​الدول العربية​ التي تعيش اليوم لحظة تمزّق تاريخي".