شدّدت صحيفة "الخليج" الإماراتية، على أنّ "ما نريده ل​لبنان​ نريده لكلّ ​الدول العربية​. نريد الأمن والسلام والإستقرار في هذه المرحلة الخطيرة الّتي تمرّ بها الأمة العربية في مواجهة أعتى موجة إرهابية حاقت بها وضربت حواضرها وأدّت إلى ما أدّت إليه من دمار طال البشر والحجر وكلّ أشكال الحياة، وتجاوز كلّ ما يخطر على بال من انتهاك لإنسانية الإنسان وبما يتجاوز كلّ القيم الأخلاقيّة والدينيّة والإنسانيّة".

وركّزت الصحيفة في افتتاحيّتها، على أنّ "الأمة تواجه في صراعها التاريخي مع إسرائيلي، غطرسة إسرائيلية متمادية في رفض الإمتثال للشرعية الدولية وقراراتها، والمضي في تهويد الأرض الفلسطينية والمقدسات الإسلامية، والإقرار بالحدّ الأدنى من الحقوق الفلسطينية المتمثّلة بإقامة دولة فلسطينية مستقلّة عاصمتها ​القدس​ على جزء من أرضهم التاريخية".

وأوضحت "أنّنا نقول ذلك لأنّ الأمة العربية تحتاج في مثل هذه الظروف إلى مزيد من المناعة والقدرة والقوة لمواجهة هذه المخاطر، وذلك لن يتأتى إلّا من خلال وحدة وطنيّة داخليّة حقيقيّة، وترسيخ كلّ قيم التعايش بين مكوّنات الأمة السياسيّة والإثنيّة والطائفيّة، وتعزيز عوامل السلم الأهلي لزرع الطمأنينة والإستقرار، وبذلك تقطع الطريق على محاولات بذر الفتنة والإنقسام".

وبيّنت الصحيفة، أنّ "وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية ​أنور قرقاش​، اختصر موقف الإمارات بل موقف العرب ممّا جرى في لبنان مؤخّراً، بالقول "نتمنى للبنان الإستقرار كما نتمنّاه لسائر العرب، ونرى في ​سياسة النأي بالنفس​ توجّهاً عاقلاً في هذه الأزمنة الصعبة... سياسة تراعي التنوّع اللبناني ولا تجعل منه مصدر تدخل في شؤون جيرانه والمنطقة""، لافتةً إلى أنّ "لبنان عاش خلال الأيام القليلة الماضية لحظات صعبة وضعته في مهبّ عواصف خطرة كان يمكن أن تعيده إلى أيام الحرب الأهلية المريرة وربما أصعب، لولا تدارك الأمر وتدخّل الخيرين والأشقاء والأصدقاء، بما أعاده إلى سكة الأمن والأمان".

وأشارت إلى أنّ "عودة رئيس الحكومة اللبنانية ​سعد الحريري​ إلى ​بيروت​ ومشاركته على الفور في احتفالات عيد الإستقلال الرابع والسبعين، وإعلان عودته عن الإستقالة الّتي كان أعلنها قبل أكثر من أسبوعين، تشكّل خطوة مهمّة على درب استعادة الروح والإنطلاق مجدّداً على طريق الأمن والإستقرار اللذين يحتاجهما لبنان للنهوض الإقتصادي والاجتماعي"، مشدّدةً على أنّ "هذا الأمر لن يتحقّق إلّا من خلال وعي كلّ القوى والمكوّنات اللبنانية بأهميّة ترسيخ مفهوم الدولة كضامن وحيد لأمن كلّ اللبنانيين، وضرورة الإبتعاد عن سياسة المحاور الإقليمية والدولية، والنأي بالنفس عن كلّ ما من شأنه أن يعرّض لبنان إلى تجاذبات وصراعات هو بغنى عنها".

ونوّهت الصحيفة، إلى أنّه "يمكن القول إنّ لبنان عبر مأزقاً وتجاوز أزمةً كبرى، وذلك بفضل دعم بعض الأشقاء والأصدقاء والقيادات اللبنانية الحريصة على لبنان والمتمسّكة به بلداً للتعايش والإخاء والتسامح والسلام".