اشار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة ​غسان حاصباني​ إلى أنه "من أبشع الازمات التي عصفت ب​لبنان​ أزمة النفايات التي ما زالت الحكومة تعمل لبلورة حل جدي ونهائي لها، وهي أزمة شوهت صورته عالميا وصار على لسان وسائل الاعلام الدولية، وهددت أبناءه بصحتهم اولا وهددت بيئته وثروته المائية. وجزء من هذه النفايات هو نفايات المؤسسات الصحية المعروفة بالنفايات الطبية".

وفي كلمة له خلال توقيعه مذكرة تفاهم بين ​وزارة الصحة​ العامة ونقابة مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات في لبنان، والشركة القبرصية "ادفانس ميديكال ماناجمانت ليميتد Advance Management Waste Medical Ltd "والشركة اللبنانية سولوشن Solution لفت حاصباني الى "إن النفايات الدوائية التي تعرف بأنها نفايات خطيرة وغير معدية، تشمل الأدوية المنتهية الصلاحية وغير الصالحة للاستعمال والأدوية التالفة والملوثة وتلك المستعملة لعلاج السرطان Drugs Cytotoxic والتي تعتبر ذات خطورة شديدة على الصحة ولها تأثيرات مشوهة وماسخة للخلايا Mutagenic and Teratogenic. بالتالي فإنها تحتاج إلى طرق خاصة لإدارتها، أي جمعها وتخزينها ونقلها ومعالجتها والتخلص منها في منشآت متخصصة مجهزة بنظام تقني مناسب لهذا النوع من النفايات".

وراى حاصباني انه "في ما يتعلق بتشريعات وقوانين ادارة النفايات الطبية، فبوجود قوانين ومراسيم، صنفت النفايات الطبية إلى أنواع، وتم حض ​المستشفيات​ و​المختبرات الطبية​ والعيادات الطبية ومستودعات الأدوية و​الصيدليات​ ومراكز الأبحاث على البدء بمعالجة نفاياتها الناتجة من العناية الصحية بطريقة تتوافق مع البيئة كما وقع لبنان إتفاقات عدة حول التخلص من النفايات والتلوث، ومنها اتفاقية بازل Basle Convention 1994 التي تنظم حركة النفايات الخطرة عبر الحدود والتخلص منها، والتي تطلب من لبنان تأمين مرافق للتخلص منها وإدارتها على نحو سليم وتدعوه إلى تخفيف تولد النفايات والى توفير منشآت مناسبة لإدارتها بطريقة سليمة بيئيا"، مضيفا:"بما أن نفايات لبنان غير مصنفة، فإن تصديرها سيتطلب، وفق أحكام اتفاقية بازل، العمل على تحديد هويتها، وفئاتها، وتوضيبها وفق معايير ملائمة، قبل السماح بنقلها.أما اتفاقية ​ستوكهولم​ 2001 فترمي الى حماية الصحة البشرية والبيئة من الملوثات العضوية الثابتة وتتطلب من لبنان منع حرق ​النفايات الصلبة​ في الهواء الطلق وخفض إنتاج النفايات العضوية والطبية من خلال إعادة التدوير من المصدر وإعادة الاستعمال واسترداد وفصل النفايات".

وأشار الى أنه "التزاما لهذه الاتفاقات، ولعدم توافر التقنيات المناسبة لمعالجة هذا النوع من النفايات، أي النفايات الدوائية الكيميائية في لبنان وفي مجال التعاون مع نقابة مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات في لبنان، تقرر توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة العامة ونقابة مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات في لبنان والشركة القبرصية "ادفانس ميديكال ماناجمانت ليميتد Advance Medical Waste Management Ltd والشركة اللبنانية Solution لوضع إطار للتعاون في مجال تلف النفايات الدوائية اللبنانية في قبرص بالطرق المعتمدة عالميا. وبهذا تكون وزارة الصحة أخذت التدابير المناسبة التي تكفل أن يتم التخلص من النفايات الدوائية مع مراعاة القواعد والمعايير والمبادئ التوجيهية الدولية"، مشددا على ان "وزارة الصحة ستقوم جاهدة بالاشراف والمراقبة على تنفيذ هذا التعاون تطبيقا للمادة 53 من قانون مزاولة مهنة الصيدلة، على أن يعمم على كل الذين يتعاملون بقطاع الدواء".