علقت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينة" الألمانية على الهجوم على مسجد الروضة الذي أودى بحياة 305 أشخاص بشمالي ​سيناء​ يوم الجمعة الماضي وشنت هجوما حادا على نظام الرئيس المصري ​عبد الفتاح السيسي​.

واعتبرت أن "السيسي لا يعرف إلا وسيلة وحيدة هي العنف الغاشم والقمع"، محذرةً من "تسبب فشله المستمر بإيصال بلد النيل والأهرامات لمستقبل مرعب"، مشيرةً إلى أن "نزول دبابات الجيش إلى شوارع ​القاهرة​ واحتفاء المصريين به في يوم الغضب الشهير في الثامن والعشرين من كانون الثاني 2011، مثل يوما للأمل بدا فيه ​الجيش المصري​ منحازا لصف الشعب المنتفض على الرئيس المصري الراحل ​حسني مبارك​".

ولفتت إلى أن "الثقة التي تولدت للمصريين في ذلك اليوم أصبحت اليوم مجرد ذكرى لا أثر لها، فيوم الجمعة الماضي الذي سقط فيه مئات المصلين ضحايا، ليس إلا واحدا من أيام كثيرة سلبت المصريين كل بارقة أمل في المستقبل"، مشيرةً إلى أن "الجيش المصري الذي ما زال يحكم مثلما كان الحال بوقت مبارك، أصبح أكثر قسوة ودموية وفشلا، وتم تغييب الآلاف خلف الأسوار، وتفاقمت معاناة البسطاء لحد لا يوصف، وبينما يتحدث السيسي عن مشروعات عملاقة، يبدو فاشلا بجلاء بفعل شيء ملموس في التصدي للإرهاب".

ورأت أن "الجهاديين المنضوين تحت راية تنظيم الدولة أصبحوا قادرين من خلال هجمات كالتي شنوها في ​العريش​ على هز استقرار مصر المهترئ بقوة"، مشيرةً إلى أن "أكثر ما يساعد هؤلاء الجهاديين هو فشل نظام السيسي الذي لا يعرف إلا وسيلة واحدة للتعامل هي العنف الغاشم والقمع".

وأفادت أن "النظام المصري الحالي نجح بدفع شباب بلده المحبطين للارتماء في أحضان الجهاديين، وأثار عليه عداء سكان سيناء الذين تحتاج أجهزته الأمنية إلى دعمهم في مواجهتها للإرهاب هناك"، مشيرةً إلى ان "هذا الواقع يتيح لتنظيم "داعش" الارهابي بعد تفتته أفضل إمكانية لاتخاذ شبه ​جزيرة سيناء​ ساحة معركة جديدة".

وأضاف الصحيفة "توافد المقاتلين من ​ليبيا​ حوّل سيناء إلى منطقة حدودية خطيرة، تقوم فيها وحدات الإرهابيين بحرب متزايدة على المدنيين، كلما زاد الضغط العسكري عليها مثلما فعلت ب​العراق​"، لافتةً إلى أن "أفكار خلافة تنظيم "داعش" ستواصل تسميم المجتمعات العربية وتضليل الشباب هناك".

ورأت أن "العنف الذي يمارسه النظام في مصر يساعد الجهاديين ويمهد لهم التربة بهذا البلد"، معتبرةً أن "ما يقوم به نظام الحكم بالقاهرة يمثل "أسلوب التدمير الذاتي"، مشيرةً إلى أن "تفاقم حدة الأزمة الاقتصادية وفشل السيسي في الوفاء بوعوده بتحقيق الأمن سيفضي بمصر لا محالة إلى أيام غضب جديدة".