رأى مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​وهبي قاطيشا​ أن "المشاورات بين رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ ورئيس الحكومة ​سعد الحريري​، والحوار المزمع انعقاده بين الفرقاء اللبنانيين، باتا مسمومين سلفا بتصريح قائد ​الحرس الثوري​ الإيراني ​محمد علي الجعفري​، الذي أكد فيه أن سلاح "​حزب الله​" غير قابل للنقاش"، معتبرا أن "هذا السهم المسموم أصاب مساعي رئيس الجمهورية في معالجة أسباب استقالة الحريري، وقطع الطريق سلفا على أي تسوية جديدة من شأنها تفعيل ​سياسة النأي بالنفس​".

ولفت قاطيشا في حديث صحفي إلى أن "تصريحات المسؤولين الإيرانيين بدءا من الرئيس حسن روحاني مرورا بالمستشار علي أكبر ولايتي وصولا إلى الجعفري، أسدلت ستارا حديديا بين ما أعلنه الأمين عام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن وجود نية لانسحاب حزبه من سوريا والعراق، وتريث الحريري إفساحا في المجال أمام إمكانية التوصل إلى تسوية جديدة، ناهيك عن أنها أكدت على الحجم الكبير للتدخل الإيراني في الشأن اللبناني".

وردا على سؤال، أعرب قاطيشا عن "قناعته بأنه ليس من باب الصدف وجود تطابق حرفي بين كلام الجعفري وكلام رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الذي أكد فيه أثناء مناقشة الاستراتيجية الدفاعية في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان أن "سلاح حزب الله غير قابل للنقاش"، ما يعني أن هذا الموقف السلبي والمسموم، أشبه بـ "مسمار جحا"، إذ في كل مرة تتجه فيه الأمور بالداخل إلى البحث بشرعية سلاح حزب الله أو أقله إلى وضع ضوابط له، يصدر هذا الكلام إما من طهران وإما من حارة حريك ليقطع الطريق أمام إمكانية قطف الثمار المرجوة من الحوارات والمناقشات".

وأعرب قاطيشا عن يقينه أن "تريث الحريري أصبح بفعل كلام الجعفري غير ذي معنى، فلا "حزب الله" قادر على مخالفة التوجيهات الإيرانية وإملاءات الحرس الثوري عليه، ولا طهران مستعدة لإضعاف يدها العسكرية في لبنان وعلى شواطئ المتوسط، ما يعني أن لعبة "ربح الوقت"، التقليدية، عادت من البوابة الإيرانية المعهودة، لتفرض نفسها ومن جديد على مرحلة ما بين التريث وإعلان الاستقالة رسميا".

وردا على سؤال، أشار إلى أن "العهد يحاول مشكورا إنقاذ الحكومة والتسوية والبيان الوزاري الذي أكد على حياد لبنان عن الصراعات الإقليمية، إلا أنه في حقيقة الأمر بات بفعل التدخل الإيراني السافر، واقعا بين المطرقة الإيرانية وسندان الاستقالة"، مؤكداً "أننا أمام أزمة حكومية مفتوحة ومعقدة سياسيا".