أشارت صحيفة "التايمز" البريطانية إلى أن الرئيس الروسي ​فلاديمير بوتين​ قد تفوق في دهائه السياسي في ما يسميه "لعبته السياسية الشرق أوسطية" على كل من الرئيسين الأميركيين ​باراك أوباما​ و​دونالد ترامب​ عبر استخدام واقعية سياسية وخبرته في المنطقة.

ولفتت إلى أن تدخل ​روسيا​ لعامين في ​سوريا​ يكلفها أكثر من مليوني ونصف دولار يوميا، وقد خسرت روسيا أحد قادتها العسكريين الكبار في سوريا، لكن الحرب فتحت أيضا منجما لشركات بيع الأسلحة الروسية.

وأوضحت أن الحملة التي يفترض أنها شنت ضد تنظيم "داعش" الإرهابي سمحت لموسكو باختبار ليس أقل من 600 نوع من أسلحتها، بما فيها مخزونات الأسلحة القديمة، إذ حتى طائرات إس- يو 25 التي تصفها الصحيفة بأن قنابلها لم تصب أهدافها بشكل دقيق في نحو 1600 حادثة في مناطق ​المعارضة السورية​، باتت تُباع الآن بشكل جيد.

ولفتت إلى أن الرئيس الروسي قد ربح سوريا وكل ما يحتاجه الآن أن يربح معركة السلام، ليقدم نفسه إلى بقية بلدان ​الشرق الأوسط​ بوصفه الرجل الذي لا يتخلى عن حلفائه في الضراء أو السراء وأنه سيصبح لاعبا معترفا به في المشهد العالمي.

واعتبرت الصحيفة أن ثمة لحظات تحتاج فيها موسكو و​واشنطن​ للتعاون بوضوح، لكن بوتين كانت لديه في معظم الأحيان نية اللعب على ترامب وخداعه.

ورسمت الصحيفة ما تراه سيناريو ما تسميه نصر بوتين الذي سيبدو بنظره كالتالي: بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة حتى يجد الكرملين بديلا مناسبا، ستوسع روسيا قاعدتها البحرية في طرطوس لاستيعاب عشرات السفن الحربية وستسعى أيضا لتقرير من سيمثل المعارضة في مفاوضات الطاولة المستديرة المستقبلية، وأن تتولى أمسركا و​الاتحاد الأوروبي​ قائمة تمويلات إعادة بناء البنية التحتية المحطمة في سوريا، على أن تنسحب ​الولايات المتحدة​ بعد فترة وجيزة، بوصة بوصة، من الشرق الأوسط.

وتسألت الصحيفة: كيف يمكن أن تخدع الولايات المتحدة بهذه الطريقة؟ وتجيب على تساؤلها معيدة بداية ذلك إلى استخفاف أوباما بخبرة بوتين في الشرق الأوسط.

وأشارت إلى أن بوتين، ضابط المخابرات السابق، قد تدرب على يد رئيس الوزراء والقيادي السابق في المخابرات الروسية والمستعرب ​يفغيني بريماكوف​، الذي علمه كيف يستخدم الشرق الأوسط كرصيد ومنطقة نفوذ ضد الولايات المتحدة.

وخلصت التايمز إلى أن الهدف الرئيسي لسياسة بوتين الشرق أوسطية هو حماية روسيا من المتمردين الإسلاميين فيها، ولكن في المستوى الأعم أيضا إظهار تعب الولايات من الحرب وترددها في القيادة.