لفتت مصادر متابعة لجلسة مجلس الوزراء امس لصحيفة الديار، الى عودة رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ عن استقالته واصدار البيان الوزاري الذي شدد على النأي بالنفس قولا وفعلا شكلا الحدث الاهم على الساحة اللبنانية حيث تبين ان لا فريق لبنانياً يريد التورط في ازمات سياسية بل يريدون العودة الى التسوية القديمة التي كانت قائمة قبل 4 تشرين الثاني، مشيرة الى ان البرهان على ذلك انه لم يبد اي فريق لبناني اعتراضاً او تحفظاً على البيان الوزراي جملة وتفصيلا وهم جميعا مقتنعون بانه لا افضل من العودة الى قبل 4 تشرين الثاني الى ان تتبلور ظروف المنطقة في المستقبل القريب.

وذكرت المصادر ان الجلسة سادها التوافق حتى ان ​القوات اللبنانية​ لم تبد اي ملاحظة على البيان وهذا يشير الى ان المخرج كان موضع توافق نتيجة مداولات مكثفة انتهت الى هذه الصيغة المرضية. وعليه، تم احياء التسوية القديمة التي ابرمت منذ انتخاب الرئيس ميشال عون رئيسا للجمهورية وتشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري اذ لا يمكن التوصل الى تسوية جديدة في ظل التصعيد الحاصل في ​اليمن​. وهنا سؤال يطرح نفسه: هل سيتمكن ​حزب الله​ من النأي بنفسه حيال ازمة اليمن والمتغيرات الميدانية الطارئة؟ خاصة ان السيد حسن نصر الله كان قد عبر في خطاب له عن اهمية موقفه المبدئي تجاه الظلم الذي يلحق اليمنيين. والحال ان توازن القوى في المنطقة هو الذي سيحدد لحزب الله موقعه ويرسم بناء على ذلك استراتيجيته في المنطقة فاذا الامور تفاقمت ليس من المرجح ان يبقى حزب الله صامتا. اضف على ذلك، هل بامكان اي فريق لبناني سواء القوات اللبنانية او ​الحزب الاشتراكي​ او حركة امل او تيار المستقبل ان يفرض تسوية جديدة في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة؟ بيد ان ميزان القوى يميل الى محور محدد ولذلك لا يمكن اتخاذ قرارات متهورة تودي بالبلاد الى الهاوية.

ورأت المصادر ان مفهوم النأي بالنفس عاد الى الضوء نظرا لتشعب تفسيراته وتأويلاته عند افرقاء لبنانيين كثر. فالنأي بالنفس له لون واحد ويجب تطبيقه على الجميع اذ ليس عدلا ان نطالب حزب الله بالنأي بالنفس في حين يتلقى تيار المستقبل توجيهات من ​السعودية​ الى جانب قيام الاخيرة بالتأثير على القوات اللبنانية. وقصارى القول اذا كان البيان الوزراي قد شدد على النأي بالنفس فيجب ان ينص ذلك على رفض اي تدخل سواء ايراني او سعودي او فرنسي او اميركي او من اي دولة غربية.

وفي هذا النطاق، علمت "الديار" ان حزب الله ملتزم بالبيان الوزراي وبتحييد لبنان عن الصراعات العربية - العربية كما ان البيان الورزاي هو ثمرة ازمة 4 تشرين الثاني والذي هو مخرج للازمة السياسية منذ اجبار الحريري على الاستقالة في السعودية.