أكد رئيس ​التيار الوطني الحر​ الوزير ​جبران باسيل​ "ان اللقاء اليوم في اول عشاء ينظمه قطاع ارباب العمل و​الهيئات الاقتصادية​ في "التيار الوطني الحر، ان دل على شيء فهو يدل على الاهتمام الذي يوليه "التيار" اليوم لموضوع الاقتصاد، مشيرا الى اننا نلتقي مع مجموعة من الاصدقاء ومن الناس الذين لهم تأثيرهم في البلد ما يجعل الحوار والمناقشة وتبادل الافكار معهم مفيدا لنبني جميعا البلد".

ولفت باسيل خلال العشاء السنوي لمكتب أرباب العمل والهيئات الاقتصادية في "التيار الوطني الحر" في فندق الحبتور- سن الفيل، الى انه "عندما يبدأ البلد التفكير بتطوير اقتصاده يكون بذلك ينتقل الى مرحلة متقدمة لان الدول المتقدمة تخوض معاركها الانتخابية على اساس البرامج الاقتصادية وتكون مواضيع الحرية وحقوق الانسان والديمقراطية ليست في حاجة الى النقاش وتكون العناوين على نصف نقطة "تاكس" صعودا او هبوطا وفي بلد كلبنان دائما تتقدم المواضيع الكيانية والوجودية مواضيع الساعة والمواضيع الحياتية وهذا امر طبيعي في كل مجتمع".

واعتبر انه "عندما نكون في مرحلة نركز فيها بشكل كبير على الاقتصاد يكون ذلك مؤشرا على ان البلد بدأ يتحضر لانه اصبح في مرحلة استقرار مستدام ويستطيع ان يسمح لنفسه بهذه الرفاهية بالتفكير بالمواضيع الاقتصادية ، مشيرا الى ان " انتم ارباب عمل وتفسير ارباب العمل يختلف بين مجتمع وآخر ولكن كلنا عندنا رب عمل هو ربنا ، هو الله ، وهذه الازمة صعبة جدا لانها صراع الآلهة ، للاسف الله اليهودي والله المسيحي والله المسلم وفي النهاية كأننا نصور ان هناك الله يطرد الله آخر من ارض جميع الاديان جميع الناس لذلك هذه الازمة من المؤكد انها ستطول ولذلك يجب ان نفكر كيف يجب ان نحمي لبنان مرة اخرى من ازمات المنطقة ولو كنا معنيين فيها ولو كنا اول المتصدين لها ولكن يجب ان نركب في عقلنا السياسي ان نعمل يوميا على موجتين : موجة الازمات الكيانية والوجودية والاستراتيجية ، هذا صراع حق دائم لبنان هو بطله ، شعب لبنان حمل دائما هذا الرسالة واداها بافضل طريقة ولكن يجب ان نفكر في الجانب اللآخر من عقلنا كيف نؤمن الديمومة لهذا البلد ولهذا الشعب الرائع ليمكنه اكمال المواجهة ونؤمن له مستلزمات الحياة ".

وشدد على "ان لذلك يجب ان يبقى الموضوع الاقتصادي هاجسا اساسيا عندنا ويجب ان نعطيه الاولوية اللازمة والا نعتبره ثانويا عندما تأتي ازمة لاننا عندما نخرج من الازمة نجد انفسنا اضعف اقتصاديا في حين انه اذا كانت عجلة الاقتصاد تدور مهما حصلت ازمات يمكننا ان نتقدم عندما نخرج منها. وهذا امر ممكن لان لبنان الا اذا كانت النار مشتعلة على ارضه، يمكنه ان ينأى بنفسه كما نجحنا في التجربة في العام الماضي ، ويمكننا ان نتفق كلبنانيين في ما بيننا انه يمكن ان تكون لنا وجهات اقتصادية مختلفة ولكن ممنوع الا يكون الاقتصاد اولوية لنبقى في هذا البلد وليبقى شعبنا ويقاوم ويصمد. لا يمكن الا ان نكون متفقين اننا نريد كهرباء وماء واتصالات وبنى تحتية سليمة".

وأبدى باسيل سعادته " باننا اثبتنا قدرة على الاستقلال السياسي ، يبقى ان نحقق الاستقلال الاقتصادي وهذا يحصل عندما يكون اقتصادنا في ذاته بقدرة شعبنا. فكم من دولة في العالم عانت حصارا متقنا: كوبا، ايران وكوريا الشمالية وغيرها، ما وفر لهذه الدول القدرة على الابداع والانتاج ، نحن وضعنا ليس كذلك ، بلدنا بطبيعته منفتح ولا يمكن حصاره بسبب تاريخنا وثقافتنا وهمنا ان نفتح طرقات حول العالم وان نتواصل مع كل العالم ووضع لبنان الاقتصادي ينهض فقط بتوفير مناخ استقرار في البلد ما يجعله يسير بسرعة على طريق الازدهار . لذلك نحن اليوم نقول الاستقرار والاستقرار والاستقرار كي نجلس معا كلبنانيين ونفكر بصفاء وعندما نفكر ونشبك ايدينا لا يمكن الا ان نخرج بنتيجة ايجابية، ولا يمكن الا ان يتقدم البلد بسرعة. يحتاج ذلك فقط الى قرار منا ان نضع الخلافات الساسية جانبا عندما يتعلق الامر بهم: الناس وحياتهم واقتصاد البلد. وهكذا لا يختلف الهيئات الاقتصادية ورجال الاعمال وارباب العمل في السياسة، بل نتنافس للقيام بما هو افضل وننشئ ثقافة جديدة هي ثقافة التنافس الايجابي وليس ثقافة النكد وتعطيل المشاريع على بعضنا البعض . وهذا الامر ممكن، آمل ان تبدأ ​الحكومة​، كما كانت قد قررت منذ شهر، بجلسات اقتصادية دورية ويكون لديها مجلس اقتصادي دائم تنتج منه قرارات اسبوعية لنشعر جميعا، المستثمر والعامل ورب العمل بأن هناك دولة راعية له حقيقة ليس فقط باعطائه المال لتشجيعه على الخمول ، بل راعية له لتوفر له المناخ الملائم ليعمل ويؤمن المال له ولبلده لان لديه القدرة على ذلك".

وختم بالتأكيد "اننا بكل امل وبكل اتكال عليكم وبكل ثقة اننا نملك القدرة لنقوم بكل ذلك، متجهون الى مرحلة مهما كبرت الصعوبات الخارجية فيها وستكبر، ولكن في استطاعتنا في هذا المعنى الاقتصادي ان نعزل انفسنا عن التأثيرات الخارجية السيئة ونطور اقتصادنا، والمجالات كبيرة امامنا لنلتقي ونتحاور ونفكر. ومشكور اليوم منسق ارباب العمل في التيار الوطني الحر رفيقنا سليم على جهده وعلى هذه الفرصة لنلتقي معا ونتحاور, واصبح لنا اكثر من برنامج في "التيار الوطني الحر" للآلية التي بدأت بمؤتمر كبير وفي الاشهر المقبلة سنعقد مؤتمرا للصناعات الغذائية ومؤتمرا آخر مع الغرفة لتشجيع الاستثمار في لبنان وآخر مع وزارة الطاقة للطاقة المتجددة ومشاريع ​الطاقة المتجددة​ ومؤتمرا مع وزارة السياحة للسياحة الدينية. واعتقد اننا خلال بضعة اشهر وبجهد نساهم جميعا به وكلنا مسؤولون عنه لان النجاح هو لنا جميعا والفشل فشل لنا وللبلد، فلنشبك ايدينا لننتصر معا وينتصر معنا لبنان".