شدد وزير الدولة لشؤون التخطيط ​ميشال فرعون​ على ان تفعيل عمل الحكومة وانتاجيتها مرتبطان بشكل أساسي بالاستقرار اللبناني، والذي لا يتأمن الا من خلال التطبيق الفعلي لسياسة النأي بالنفس، والتي جدد كل الفرقاء التزامهم بها من خلال القرار الحكومي الذي صدر عن ​مجلس الوزراء​ مؤخرا، معتبرا انّه كلما طبّقت هذه السياسة بشكل أفضل كلما تم تحصين الاستقرار السياسي وزادت انتاجية الحكومة.

وأشار فرعون في حديث لـ"النشرة" الى ان جولة الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق» العراقية ​قيس الخزعلي​ على الحدود اللبنانية الجنوبية طرحت أكثر من علامة استفهام حول مدى الالتزام بسياسة النأي بالنفس، وهذا ما يتطلب أجوبة من الفريق الآخر. وقال: "المطلوب ان يلتزم فعليا كل الفرقاء بالقرارات التي يوافقون عليها والتفاهمات التي يتم التوصل لها حفاظا على الاستقرار اللبناني".

انعكاسات سلبية...

وشدد فرعون على ان "جولة الخزعلي سواء طرحت على طاولة مجلس الوزراء او تم العمل على معالجتها من خارج الحكومة، ففي الحالتين تنعكس سلبا على انتاجية مجلس الوزراء وعلى أكثر من صعيد". وأشار الى ان الجلسة الحكومية المرتقبة اليوم" ستركز بشكل أساسي على ملفي النفط والنفايات"، مستبعدا ان يكون هناك متسع من الوقت للانتهاء من النقاش بخصوصهما والتطرق لملفات أخرى.

وأوضح فرعون ان "معظم الملفات المطروحة حاليا على مجلس الوزراء تقنية مالية، وبالتالي هي لا تحتاج لقرار سياسي لتمريرها بل لنقاش وبحث تقني". وقال: "هناك ما يسمى بالخلاف السياسي كما ان هناك الاختلاف بوجهات النظر حول كيفية معالجة بعض الملفات، ونحن حاليا نسعى للتوصل لتفاهمات بما يؤمن المصلحة العليا للدولة".

الاجماع العربي

وتطرق فرعون للملف الفلسطيني بعد القرار الأميركي الأخير بنقل سفارة واشنطن الى ​القدس​، فذكّر بأن لبنان دفع أثمانا كبيرة في سبيل القضية الفلسطينية، مشددا على وجوب ان يبقى الموقف اللبناني مرتبطا بالاجماع العربي، لافتا الى ان هناك مواقف مبدئية لا يمكن تخطيها في موضوع تطبيق القرارات الدولية.

واعتبر فرعون ان "قرار الرئيس الاميركي الأخير معاكس لهذه القرارات ويتوجب التراجع عنه"، مستبعدا ان يكون للتطورات الاخيرة انعكاسات سلبية على الاستقرر الامني والسياسي اللبناني، "من منطلق ان لبنان ليس البلد الوحيد المعني بهذه التطورات، بل ان انعكاسات القرار تطال المنطقة ككل".

بين "القوات" والمستقبل"

وعمّا اذا مان سيلعب دور الوسيط لحلحلة الأزمة بين تيار "المستقبل" و"​القوات اللبنانية​"، قال فرعون: "لا شك ان علاقتي مع الفريقين مميّزة، وهناك مساعٍ في هذا الاطار ضمن الحكومة، لكنني مقتنع ان الطرفين يتلاقيان على المبادىء العامة الاساسية وبأن لا خلاف سياسي بينهما بل مجرد اختلاف بوجهات النظر حول بعض الملفات وهناك مساعٍ تبذل لتوضيح الأمور".