أفادت صحيفة "الراية" القطرية أن "​مجلس الأمن الدولي​ فشل في تبني مشروع القرار المقدم من المجموعة العربية، الرافض لاعتراف ​الولايات المتحدة​ ب​القدس​ عاصمة ل​إسرائيل​ بسبب الفيتو الأميركي، أمر مؤسف ويؤكد أن الولايات المتحدة غير مؤهلة للعب أي دور إيجابي تجاه السلام، كما يؤكد مدى العزلة التي وجدت فيها ​واشنطن​ نفسها حيث واقفت 14 دولة من 15 دولة عضوا بمجلس الأمن على القرار، الأمر الذي يؤكد أيضا على رفض المجتمع الدولي التام لأية إجراءات تهدف للنيل من مدينة القدس والمساس بمكانتها التاريخية والدينية، ومن المهم أن تدرك الإدارة الأميركية أن قرارها باستخدام حق الفيتو ضد إرادة المجتمع الدولي بقضية القدس يقوض عملية السلام في منطقة ​الشرق الأوسط​، ولذلك فهو أمر مرفوض ويقدح في مصداقية الولايات المتحدة كدولة راعية لعملية السلام كما يقدح في شرعية مجلس الأمن".

ولفتت إلى أن "قطر أكدت ومن منطلق مواقفها الواضحة تأييدها للأصوات الداعية لتوجه ال​فلسطين​يين للحصول على دعم من ​الجمعية العامة للأمم المتحدة​ بعد أن فشل مجلس الأمن في إبطال القرار الأميركي وأن مساهمتها في تنسيق الجهود العربية والإسلامية من أجل عقد الجلسة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة حول القدس الشريف جاءت تأكيدا على موقفها الثابت والدائم في دعم ​القضية الفلسطينية​ وصمود ​الشعب الفلسطيني​ الشقيق المستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وحل الدولتين الذي توافق عليه المجتمع الدولي، بما يضمن إقامة ​الدولة الفلسطينية​ المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها ​القدس الشرقية​".

وأشارت إلى أن "نقل مشروع القرار المتعلق بالقدس من مجلس الأمن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك بعد عرقلته أمريكيا أصبح أمرا ملحا لحمايتها من المؤامرة الأميركية الإسرائيلية التي تعد خرقا واضحا وفجا لجميع القرارات الدولية ذات الشأن بالقضية الفلسطينية والمدينة المقدسية بما في ذلك التعهدات السابقة للإدارات الأميركية المتعاقبة، فالفيتو والاعتراف الأميركي الباطل بمدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال لا ينهي دور الإدارة الأمريكية من أية عملية سياسية ذات مغزى وحسب، بل ويجعلها شريكاً في الاحتلال وفي الجرائم، وأن إقدام إدارة ترامب على هذه الخطوة يعد سابقة خطيرة في ضرب كل منظومة القيم والقوانين والتشريعات الدولية والإنسانية بما يضعها في مواجهة العالم والقيم الإنسانية المشتركة، وعلى صف واحد مع الدول المارقة مثل إسرائيل، ولذلك فإن المطلوب من ​الدول العربية​ والإسلامية وأصدقاء الشعب الفلسطيني الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطين والضغط بكل الوسائل على الإدارة الأمريكية للتراجع عن قرارها المنحاز".