لفت بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي ​مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان​، في رسالة عيد الميلاد لعام 2017 بعنوان "والكلمة صار بشرا، فسكن بيننا"، إلى أنّ "المسيح ولد ليخلّص العالم، تواضع الخالق ليعلّمنا التواضع والبساطة، ولكن حين ننظر إلى الأحداث المفجعة حولنا، نجد أنّ الرجاء قد غاب عن العديد من الأفراد والشعوب، فالحروب والدمار تعمّ منطقتنا، ولا يبقى لنا سوى الرجاء في السلام الآتي مع ملك السلام"، مشيراً إلى "أنّنا نصلّي كي تعرف أرضنا الأمن شرطاً لتقدّم لشعوبها، فنعيش مع إخوتنا وشركائنا في الأوطان بالألفة والمحبة الّتي جاء ملك السلام ​يسوع المسيح​ مبشّراً بها، في كنف حكام عادلين وأمناء على مصالح شعوبهم".

وركّز البطريرك يونان على أنّ "وطننا الغالي ​لبنان​ لا يزال يرزح تحت وطأة أوضاع إقتصادية متردّية تثقل كاهل المواطنين اللبنانيين، إضافة إلى العبء المتفاقم بسبب وجود نحو مليوني نازح على أرضه، لكنّنا نرى في هذه الظلمة فسحة أمل تضيء لنا للمستقبل"، موضحاً أنّ "وطننا تحرّر في الصيف المنصرم بقوّة جيشه البطل من الإرهابيين الّذين كانوا يحتلّون جزءا من أرضه ويتعدّون على سيادته"، منوّهاً إلى أنّ "توحّد اللبنانيين خلف رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ وتخطّيهم الأزمة الأخيرة، أثبت مرّة جديدة أنّ وطننا رسالة، رسالة حرية وتعددية للشرق والغرب".

وطالب القيمين على شؤون الوطن بأن "لا ينسوا أنّ هذه الرسالة الّتي يشكّلها لبنان تبقى ناقصة ما دام المكّون السرياني الشريك في تأسيس هذا الوطن مهمّش الحقوق، ومستبعدا من تمثيله في الندوة البرلمانية والوزارة، وغير ممثّل كما يجب في الإدارات الرسمية ووظائف الفئة الأولى، وهو الزاخر بالطاقات الخيرة والمستحقّة من شبابه وشاباته المؤمنين بلبنان والملتزمين صون حقوقه والدفاع عن استقلاله وحريته".

وأشار البطريرك إلى "أنّنا نصلّي من أجل ​سوريا​ الجريحة، كي يتوقّف العابثون بمواطنيها وأرضها وحضارتها عن بثّ الكراهية وتأليب المتآمرين على أمنها واستقرارها"، مبيّناً "أنّنا إذ نهنئ ​الشعب السوري​ وحكومته بالإنجازات الّتي تمّت، في دحر الإرهابيين وتوحيد البلاد وإحلال الأمن في المناطق المحرّرة، نضرع إلى الرب لتثمر الجهود الخيرة الّتي تبذل، وتصل المؤتمرات واللقاءات الّتي تعقد، إلى إنهاء الحرب وإعادة الوحدة إلى الشعب السوري الحبيب التواق إلى السلام والأمان وإعادة البناء في الحجر والبشر، لتولّد سوريا واحدة لجميع السوريين"، مجدّداً المطالبة بـ"الإفراج عن جميع المخطوفين، من رجال دين ومدنيين وعسكريين، لا سيما مطراني حلب مار غريغوريوس ​يوحنا ابراهيم​ و​بولس اليازجي​ والكهنة، سائلين الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى".