عام بعد عام، يزداد الوعي لدى اللبنانيين حول أهمية الحفاظ على السلامة العامة ليلة رأس السنة، ففي العام الماضي أعلن الصليب الاحمر اللبناني ان الحالات الطارئة التي تم نقلها أو الاستجابة لها خلال الاحتفالات بالمناسبة بلغت ما مجموعه 365 حالة إنسانية موزعة بين 57 إصابة من حوادث السير من دون تسجيل أي حالة وفاة، 9 حالات سكر وتقيؤ وإعياء، جريح واحد جراء إشكال، وجريح واحد من رصاص الإبتهاج، وعدد آخر من الحالات المتفرقة.
إن الأبرز في سياق هذا الحديث هو عدد حوادث السير "المعقول" نسبيا والأهم هو عدم وجود "ضحايا"، والفضل يعود الى عوامل عديدة أبرزها من بعد وعي المواطن، عمل قوى الأمن الداخلي و"تعب" الجمعيات التي تُعنى بملف الوقاية من حوادث السير.
في العام الماضي أطلقت جمعية "كن هادي" تطبيقا هاتفيا يسمى "flugen"، وهو يقدم خدمة "التاكسي"، وقد قدّم ليلة رأس السنة خدمة مجانيّة خاصة لكل من أتى للسهر بسيارته، حيث عُرض على هؤلاء أن يعودوا الى منازلهم في سيارة أجرة عبر تطبيق "فلوغن" على حسابه الخاص، وبالمقابل تكفّلت الجمعية بكلفة "سيارة الاجرة" في اليوم التالي لتقلهم الى مكان وجود سيارتهم من أجل احضارها".
أما في هذا العام وبعد أن نجحت "كن هادي" بنشر ثقافة "التاكسي"، قامت بحسب رئيسها فادي جبران بحملتين توعويتين الأولى لمناسبة عيد الميلاد وفيها "شجرة اشارات السير"، والثانية لمناسبة رأس السنة، وفيها شعار: "ليلة رأس السنة في "المهوار"، سندويشات. قهوة. بدل أكاليل".
ويقول جبران في حديث لـ"النشرة": "نحاول دفع المواطنين للتعرف على قانون السير بطريقة سلسة، والاهم دفعهم لتطبيق القانون"، مشيرا الى وجود 6 "لقاحات" تحفظ اذا ما "طُبقت" حياة الانسان من خطر الموت أثناء القيادة وهي الالتزام بسرعة محددة، عدم القيادة خلال التعب، عدم الشرب والقيادة تحت تأثير الكحول، وضع حزام الامان، وعدم استعمال الهاتف خلال القيادة، ووضع الخوذة لسائقي الدراجات النارية". ويذكر جبران بـ"المواقع التي استحدثتها الجمعية على الطرقات للنوم والراحة"، مشيرا الى أن النوم لمدة 10 دقائق يعطي القدرة للقيادة ساعة اضافية.
يشدد قانون السير في بند القيادة تحت تأثير الكحول، أنه يُسمح أن يكون في كل ليتر دم، 0.5 غرام من الكحول. وفي هذا السياق يشدد جبران على أهمية شرب الماء بين الكأس والآخر لأن المشروبات الكحولية تسحب المياه من جسم الانسان، مشيرا الى أن الفكرة السائدة لدى البعض بأن القهوة بعد الشرب تعطي مفعولا جيدا، وهي فكرة خاطئة لأنها أيضا تسحب المياه من الجسم.
ويضيف جبران: "تجدر الإشارة الى أن قانون السير يفرض على حاملي "اجازة السوق" عدم الشرب مطلقا والقيادة في السنوات الثلاث الأولى التي تلي حصولهم على الرخصة، كذلك يُمنع على سائقي السيارات العمومية والباصات أن يقودوا وفي جسمهم أي كمية من الكحول.
كما في كل عام ستكون عناصر قوى الأمن الداخلي حاضرة وجاهزة لمواكبة ليلة رأس السنة، حيث يتم تكثيف الحواجز والدوريات للحفاظ على السلامة العامة ومنح المواطنين فرصة السهر بأمان، انما يبقى دور الناس هو الأهم، اذ أن حياتهم ملكهم، وحمايتها مسؤوليتهم، لذلك "ما تسرع، ما تشرب وتسوق، وما تخلي آخر ليلة بالسنة تكون آخر ليلة بحياتك".
