هي ساعاتٌ وينصرفُ عامٌ مثقل بالحيرة: أهو عامُ إنجازٍ للعهد الجديد أم عامُ خيباتٍ؟ ظالمٌ في حقّ العام والعهد على السواء القولُ إنه أسوأ الأعوام. لم يكن كذلك رغم الخضات السياسية والاختناق الاقتصادي.

كيف يكون العام 2017 أسوأ الأعوام طالما أنّ الجرود تحرّرت من الإرهابيين على أيدي بواسل ​الجيش اللبناني​؟ كيف يكون العام 2017 أسوأ الأعوام طالما أنّ لبنان وقف صفًا واحدًا لاستعادة رئيس حكومته يوم احُتجِز في ​السعودية​، ونجح في ذلك؟ كيف يكون العام 2017 أسوأ الأعوام طالما أنّ ​قانون الانتخاب​ أنجِز ناهلًا من النسبية قوةً وجِدّة؟ كيف يكون العام 2017 أسوأ الأعوام طالما أنّ المغتربين نالوا فرصة الانتخاب في الدورة المقبلة، وبعدها الترشُّح؟ كيف يكون العام 2017 أسوأ الأعوام طالما أنّ ​سلسلة الرتب والرواتب​ أبصرت النور لإحقاق ذوي الحقوق؟ كيف يكون العام 2017 أسوأ الأعوام طالما أنّ العهدَ أنجز موازنة عامّة حُرِم منها اللبنانيون أعوامًا؟ كيف يكون العام 2017 أسوأ الأعوام طالما أنّ رحلة التنقيب عن النفط انطلقت رسميًا في خواتيمه؟ كيف يكون العام 2017 أسوأ الأعوام طالما أنّ الإنسانية وجدت لها حيزًا في كلّ النواصي ولا سيما في قصر بعبدا؟ كيف يكون العام 2017 أسوأ الأعوام طالما أنّ الأمن بقي ممسوكًا ومتماسكًا؟ كيف يكون العام 2017 أسوأ الأعوام طالما أنّ ​التشكيلات القضائية​ والديبلوماسية والتعيينات الامنية أنجِزت؟

ليس العام 2017 أسوأ الأعوام وإن كان الركود الاقتصادي يعكّر صفو اهتناء اللبنانيين فيه. ليس العام 2017 أسوأ الأعوام وإن كانت الخلافات السياسية وآخرها بين الرئيسين ​ميشال عون​ و​نبيه بري​، وقبلها بين الرئيس ​سعد الحريري​ والدكتور ​سمير جعجع​، أبت إلا أن تجرجر ذيولها الى عام جديد. ليس العام 2017 أسوأ الأعوام وإن كان ملفّ ​النازحين السوريين​ ما زال عالقًا. ليس العام 2017 أسوأ الأعوام وإن تمرّغ العقد الاجتماعي بوحول الفلتان الأمني والقتل العشوائي. ليس العام 2017 أسوأ الأعوام وإن بقي الفاسدون على فسادهم مع وعودٍ بـ"تطهير" لبنان

منهم. ليس العام 2017 أسوأ الأعوام وإن بقيت الملفات المعيشية من حقوق الأساتذة وضبابية ملف المالكين والمستأجرين والكهرباء و​المياه​ والمولدات وسواها عالقة الى حين ظهور ملامح الفرج في العام الجديد.

ليس العام 2017 أسوأ الأعوام، ولسنا مرتضين ببداهة الحقوق، ولكنّنا ببساطةٍ طمّاعون طامعون بما نستحقّه كشعبٍ قاسى ولمّا يزل... أو ربّما بما لا نستحقّه ونسعى الى أن نستحقّه ذات يوم من ذات عام!