رغم التنسيق غير المعلن مع كل من وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج تامر السبهان الذي علق تغريدته حاليا ومع القيادي السعودي نزار علولا المعني في الجانب الانتخابي ، يستمر التباعد في المواقف السياسية حيال النظرة الى دور حزب الله وسلاحه بين ​السعودية​ وبين رئيس الحكومة سعد الحريري الى حد بات من الصعب استنادا الى هذ الحد من المواقف ان يتحول الحريري في خطابه الى موقع مواجه للممانعة بعدما أسقطت نظرته الى حزب الله ربط النزاع الذي كان قاعدة التواجد معا في الحكومة السابقة، فرئىس المستقبل يتكئ على دعم فرنسي يمكنه من اتخاذ هذه المواقف رغم اعتراض الرياض عليها

ويدرج معارضو سياسة الحريري مواقفه في خانة التوافق بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبينه على تظهير حزب الله للمجتمع الدولي على انه عامل استقرار والتعرض له من شأنه ان يعمر الواقع السياسي المحصن بالتسوية الرئاسية التي باتت تمتلك عدة دول خليجية تحفظا عليها وفي مقدمها السعودية ثم عمد كل من رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل ومدير مكتب رئيس الحكومة السيد نادر الحريري الى تحصينها بملاحق بينها التفاهم على التحالفات الانتخابية النيابية المقبلة بما يزيد من حصة الزعيم السني لاستدراك تقليص كتلته كنتيجة لصيغة قانون الانتخاب التي لن تمكن« فتات » القوى الحزبية ل 14 اذار من زيادة عديدهم النيابي

ثم ان الحريري في منطق المعارضين له قد تعب من السياسة السعودية التي لم تحقق مكاسب على مدى الاقليم العربي على ما يسمعون من فريق عمله ،ولذلك لا نريد الانتحار السياسي لا سيما بعد انزلاقها في الرمال المتحركة اليمنية وما تبعها من مقتل للرئيس علي عبد الله صالح ،اذ هو يجد بان ما يقدم عليه من خطوات سياسية يصب لصالح استقرار لبنان بالتعاون مع رئيس الجمهورية

ويصل معارضو الحريري في كلامهم الى ان لبنان سيكون حكما في الفلك الإيراني طالما ان زعيم السنة غير معترض على اداء ايران وحزب الله ولذلك من غير الطبيعي ان تعود القوى المسيحية والدرزية رغم تواضع حجم كل منهما ان يتقدما تيار المستقبل في خياره هذا على غرار ما حصل ابان حقبة الوصاية السورية ،في حين ان الطائفة السنية هي محورية في هذا الصراع الهادف للحفاظ على وجه لبنان العربيوفي موازاة كلام الحريري المدافع عن دور حزب الله فان ثمة معطيات بان هذا الموقف أتى في خانة رفع سقفه التفاوضي مع السعودية لعدم التغاضي عنه ودعمه وحده انتخابيا دون اي من المتقلبين على موقفه داخل الطائفة او تيار المستقبل او خارجها ليكون هو المتقدم الدائم ودون منازع ومن اجل لجم هؤلاء وفي مقدمهم اللواء اشرف ريفي ، عدا انه لا يريد ان تظهر مصالحته مع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ومع رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل والمستقلين المسيحيين انكسارا نتيجة الضغط الذي يمارس عليه لخوض الانتخابات على قاعدة التحالف لتحصيل افضل نتيجة نيابية ممكنة.

وفي ظل تحفظ الرياض على سياسة الحريري وغير وزراء حيال مهادنتهم لدور حزب الله وسلاحه وقتاله في سوريا على ما تبلغوا مباشرة ،فان الرياض تجاوزت وفق المعطيات هذا الامر ولم تريد استهلاك الوقت حيال كيفية ترجمة لبنان لسياسة «النأي بالنفس» التي لا يمكن ترجمتها، فاتجهت نحو اداء ميداني من خلال تحركها لإعادة لم الشمل بين حلفائها لتنظيم صفوفهم على ما كان الواقع في العام 2009 ،ومن المرتقب ان تحصل لقاءات ومصالحات بين هولاء ابان زيارة القيادي السعودي علولا الى لبنان في غضون أسبوعين من اليوم ،وينتج عنها بداية رسم التحالفات رغم الشروط العالية السقف داخل الجانب المسيحي على خط القوات ،الكتائب ،الأحرار والمستقلين

لكن مقابلة الحريري «المستغربة » وما رافقها من قراءات لا تعكس الإستراتيجية التي قرر اعتمادها منذ ازمة الاستقالة وفق وزير بارز، لان رئيس المستقبل قرر التمسك بالثوابت والدفاع عنها بقوة في ظل تفهم سعودي لخياراته وطبيعة الواقع اللبناني ،سيما ان الانتخابات النيابية باتت على قاب قوسين من موعد إجرائها وسيتبعها طاولة حوار يرأسها عون لمناقشة استراتيجية دفاعية وسلاح حزب الله

ومنذ اليوم يرسم الوزير صورة التحالفات بانها ستكون بين بقايا 8 و 14 اذار وستخلص النتيجة الى كتلتين لهذه القوى وتكون عندها كتلة التيار الوطني الحر هي المرجحة لأي فريق ،مخرجا إياها من كونها في محور 8اذار استنادا الى الاهتمام الدولي تجاه لبنان الذي يترجم بالمؤتمرات الثلاث التي ستعقد قريبا ،ناهيك عن العقوبات والقرارات الاميركية ذات التأثير ولذلك من غير الممكن ان تقدم القوى اللبنانية ورئيس الجمهورية لمواجهة المجتمع الدولي بمواقف وقرارات من شأنها ان تستجلب ردة فعل سلبية لا يمكن تحملها.