حتى الساعة تسيطر حالة من الضياع على أغلب القوى السياسية الفاعلة في دائرة صيدا-جزين، بالنسبة إلى كيفية التعامل مع المعركة الإنتخابية المقبلة في شهر أيار المقبل، لا سيما أن التحالفات تلعب دوراً أساسياً في هذه الدائرة، من دون تجاهل أهمية التنافس داخل كل لائحة على الصوت التفضيلي، الذي سيكون بمثابة قنبلة موقوتة، ما قد يدفع بعض الأفرقاء إلى عدم تشكيل لوائح كاملة لمنع إنقسام أصواتهم التفضيلية.

وتشمل هذه الدائرة 5 مقاعد نيابية: 2 للسنة (​قضاء صيدا​) و2 للموارنة و1 للروم الكاثوليك (​قضاء جزين​)، في حين يتوزع الناخبون فيها على الشكل التالي: قضاء صيدا: 1323 موارنة، 303 أرثوذكس، 1578 كاثوليك، 215 أرمن أرثوذكس، 31 أرمن كاثوليك، 155 انجيليون، 25 سريان أرثوذكس، 22 سريان كاثوليك، 139 أقليات، 50900 سنة، 6672 شيعة. أما في قضاء جزين​: 33443 موارنة، 1487 أرثوذكس، 8597 كاثوليك، 145 أرمن أرثوذكس، 89 أرمن كاثوليك، 165 انجيليون، 208 سريان أرثوذكس، 116 سريان كاثوليك، 288 أقليات، 1443 سنة، 12413 شيعة.

في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، إلى أن العامل الأساسي الأول في هذه الدائرة سيكون التحالفات بين القوى الفاعلة، وتوضح أنه حتى الآن هناك 3 لوائح: الأولى تضم "​التيار الوطني الحر​" وتيار "المستقبل"، الثانية، مدعومة من الثنائي الشيعي "​حزب الله​" و"​حركة أمل​"، تضم المرشح عن المقعد الماروني في جزين إبراهيم عازار والمرشح عن المقعد السني في صيدا النائب السابق ​أسامة سعد​، بينما الثالثة بدأت معالمها في الظهور من خلال اللقاءات التي تعقد بين كل من حزب "القوات اللبنانية" و"​الجماعة الإسلامية​"، لكن العدد قد يرتفع في ظل وجود مرشحين مستقلين قد يعمدون إلى تشكيل لائحة مشتركة.

بالإنتقال إلى واقع كل لائحة، توضح هذه المصادر أن اللائحة الأولى قد تذهب إلى عدم ترشيح أي شخصية لأحد المقعدين السنيين في صيدا، وللمقعد الكاثوليكي في جزين بالرغم من وجود مرشحين لم يحسم التيار خياره باعتماد أحدهم أو ترك المقعد فارغا، نظراً إلى أن المنافسة قائمة على الصوت التفضيلي، فتيار "المستقبل" يريد أن يؤمن فوز النائب ​بهية الحريري​ من دون أي معركة داخلية مع مرشح سني آخر قد يبرزه، في حين أن التيار "الوطني الحر" يواجه أزمة توزيع الأصوات التفضيلية على مرشحيه، وبالتالي هو قد يكتفي بترشيح كل من النائب ​زياد أسود​ والنائب ​أمل أبو زيد​ عن المقعدين المارونيين، إلا أن ذلك لا يلغي المنافسة الحامية بينهما أيضاً، والتي تأخذ صورة النهجين المختلفين بين النائب أسود القريب من قاعدة التيار الشعبية، والنائب أبو زيد الذي يعتمد على الخدمات التي يقدمها إلى أبناء جزين.

بالنسبة إلى اللائحة الثانية، التي سيكون أبرز المرشحين فيها إبراهيم عازار وأسامة سعد، تشير المصادر نفسها إلى أنها تعتمد على تأمينها الحاصل الإنتخابي من خلال التحالف بين الرجلين من جهة، وبالإعتماد على الأصوات الشيعية التي ستحصل عليها في جزين وصيدا من "حزب الله" و"حركة أمل" من جهة ثانية، وتؤكد مصادر مقربة من سعد، عبر "النشرة"، أن هذا التحالف بات محسوماً بنسبة 95%، لافتة إلى أن اللائحة قد تكون مقتصرة على سعد وعازار فقط، وتضيف: "الأكيد بالنسبة لنا أن لا تحالف مع المستقبل أو القوات".

على مستوى اللائحة الثالثة، ترى هذه المصادر أن ملامحها بدأت بالظهور بعد تبلور الصورة التي ستكون عليها اللائحتين الأولى والثانية بشكل أولي، حيث وجدت "الجماعة الإسلامية"، التي من المرجح أن يكون مرشحها عن صيدا مسؤولها السياسي في الجنوب ​بسام حمود​، نفسها خارج التحالف مع تيار "المستقبل"، بينما من المستبعد أن يكون حزب "القوات اللبنانية"، الذي يرشح عجاج حداد عن المقعد الكاثوليكي في جزين، على اللائحة التي تضم كل من "التيار الوطني الحر" و"​تيار المستقبل​"، ومن غير الممكن أن تكون على اللائحة الثانية التي تضم سعد وعازار، لكنها تلفت إلى أن حسم هذا الموضوع مرتبط بموقف "الجماعة الإسلامية" التي ستحسم خياراتها الإنتخابية في هذه الدائرة خلال اسبوعين.

في المحصلة، تواجه أغلب القوى السياسية الفاعلة في هذه الدائرة حالة من الضياع حتى اليوم، بانتظار أن تتبلور الأمور مع إقتراب موعد إعلان اللوائح بشكل رسمي في شهر شباط المقبل، لكن الأكيد هو أن أي لائحة لن تكون قادرة على الفوز بمقاعد الدائرة كاملة.