الانتخابات النيابية سيدة الموقف. والمصالحات السياسية الداخلية التي تجري بضغط من ​حزب الله​ تأتي منعاً لأي محاولة خارجية لتطيير الانتخابات بذريعة الخلافات الداخلية.

لقاء رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ ب​الرئيس ميشال عون​ في قصر بعبدا ليس إعلامياً. فبرّي زار الرئيس وسيلتقي الأسبوع المقبل في عين التينة رئيس ​التيار الوطني الحر​ ​جبران باسيل​ ليكون بذلك قد طوى صفحة الخلاف العلنيّ وبدأت مرحلة حلّ الخلاف السياسي ضمن الاطر السياسية.

وفِي اللقاء المنتظر بين بري وباسيل سيحضر ملف الانتخابات النيابية المقبلة. والخلافات بين الجانبين في هذا الملف قديمة لا بل تكاد أن تكون رأس الأفعى. فعدم وضع النائب السابق الراحل ​سمير عازار​ على لائحة التيار الوطني الحر في جزين في انتخابات ٢٠٠٩ كانت الشرارة التي وتّرت العلاقة بين رئيس تكتل الإصلاح والتغيير يومها الرئيس ميشال عون وبين رئيس ​كتلة التنمية والتحرير​ رئيس مجلس النواب نبيه بري.

الْيوم في جزين بري لا يحتاج الى باسيل فمرشّحه ​ابراهيم عازار​ الأقوى وما سيُبحث سيكون في باقي المناطق وبالتحديد في زحلة.

وما يشغل بال باسيل أن حزب الله و​حركة أمل​ يملكان القدرة على تجيير الصوت التفضيلي في زحلة ومن يختارانه سيكون الفائز. وخلال الأسبوع الفائت زار مرشح زحله عن المقعد الأرثوذوكسي المهندس اسعد نكد برفقه صديقه وشريكه اللواء علي الحاج ​سوريا​ للقاء المسؤولين السوريين، وخصوصا المكلفين بالملف اللبناني. وتم لقاء اللواء علي المملوك والاتفاق معه للايعاز للثنائي الشيعي لدعم ترشيحه وإعطائه الصوت التفضيلي. وبذلك يكون قد حصل على حوالي ١٨ الف صوتا تفضيليا مع العلم بان نكد من المقربين جدا من عائله الرئيس بري وتربطهم شراكة في عدة مشاريع تجارية.

في وقت ينوي باسيل اعلان ترشيح سيزار المعلوف عن المقعد نفسه، ويعتبر أنه لا يحق للثنائي الشيعي التدخّل في تزكية النواب المسيحيين. المعلوف الذي لم يعط موافقته النهائية على الترشّح ضمن لائحة التيار العوني أكدت الإحصاءات كلّها تصدّره في منطقة زحلة خصوصا وأنه وظّف حتى الْيوم اكثر من ألفي شخص ضمن شركاته في زحلة وخارجها...

وفِي السياق تسعى ​القوات اللبنانية​ الى ضم معلوف ضمن مرشّحيها وهي التقته للغاية مساء أمس.

لن يكون الأمر سهلاً، على باسيل أو القوات خصوصاً وأن برّي لن يفرِّط بهكذا فرصة. وفِي مطلق الأحوال القرار لن يكون لبرّي منفرداً فإن حزب الله سيسعى الى امتلاك ثلث مجلس النوّاب عبر ما يُعرف بفريق الثامن من آذار ليكون بذلك قادرًا سياسياً على الامساك باللعبة السياسية وهذه المرة من دون الضغط على أي زناد.