بعد أن كان تيار "المستقبل" في الإنتخابات السابقة، أي دورة 2005 و2009، يعتبر أن دائرة عكار حصناً منيعاً لا يخترق من قبل القوى الأخرى، يجد اليوم، بسبب ​قانون الإنتخاب​ النسبي، منافسة له ولو لم تكن قوية، حيث لا يزال يعتبر القوة الأكبر على المستوى الشعبي، خصوصاً بعد أن حسم نائب رئيس الحكومة السابق ​عصام فارس​ موقفه بعدم الترشح وعدم تبنيه لأي مرشح.

تتألف هذه الدائرة من 7 مقاعد نيابية: 3 سنة، 2 أرثوذكس، 1 موارنة، 1 علوي، في حين يبلغ عدد الناخبين: 276938 موزعين على الشكل التالي: 186920 سنة، 40606 أرثوذكس، 30208 موارنة، 13767 علويون، 2911 شيعة، 1710 كاثوليك، 751 إنجيليون.

في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة على الواقع الإنتخابي في هذه الدائرة، عبر "النشرة"، إلى أن الإنتخابات المقبلة ستشهد تحوّلاً على مستوى التحالفات، بعد أن بات "​التيار الوطني الحر​" أقرب إلى تيار "المستقبل" من قوى الثامن من آذار، وبعد أن خرج النائب ​خالد الضاهر​ من عباءة "المستقبل"، حيث من المتوقع أن يشكل لائحة مستقلة بالتعاون مع الوزير السابق ​أشرف ريفي​.

إنطلاقاً من ذلك، تلفت هذه المصادر إلى أن عدد اللوائح الأساسية في هذه الدائرة سيكون 3، لكن هناك معضلة رئيسية تكمن بوجود مرشحين يملكون حيثية شعبية لدى "جماهير" أكثر من لائحة، مثل النائب الضاهر الذي لديه أنصار مشتركين مع "المستقبل"، والأمر نفسه ينطبق على رئيس "التجمع الشعبي العكاري" النائب السابق ​وجيه البعريني​، إلا أن هذا الواقع لن يبقى ملتبساً في يوم الإنتخابات، نظراً إلى أن الناخب سيكون مضطراً لحسم خياراته بين اللوائح المتنافسة.

بالنسبة إلى اللائحة الأولى، تشير المصادر إلى أن تيار "المستقبل" سيكون عامودها الفقري، ومن المتوقع أن يرشح 3 شخصيات عن المقاعد السنية الثلاثة (​مصطفى هاشم​، سميح عبد الحي، ​محمد سليمان​) وآخر عن المقعد العلوي، بينما باب التفاوض سيكون مفتوحاً على المقاعد المسيحية الثلاث (ماروني و2 أرثوذكس).

وتلفت المصادر نفسها إلى أن التحالف الأقرب لـ"المستقبل" هو مع "التيار الوطني الحر"، الذي لديه مرشحين اثنين هما ​جيمي جبور​ عن المقعد الماروني وأسعد ضرغام عن أحد المقعدين الأورثوذكسيين، إلا أنها توضح أن الأرجح في حال التحالف هو أن يحصل "التيار" على مقعد واحد يكون لضرغام، نظراً إلى أن "المستقبل" يريد الإستمرار في ترشيح النائب الحالي ​هادي حبيش​ عن المقعد الماروني، في حين من الممكن أن ينضم حزب "​القوات اللبنانية​" إلى هذه اللائحة أيضاً، ولديه مرشحاً عن المقعد الأورثوذكسي هو مستشار رئيس الحزب ​وهبي قاطيشا​.

في ما يتعلق باللائحة الثانية، تشير المصادر إلى أن النائب الضاهر سيكون المرشح الأساسي فيها، وهي ستضم مرشحاً آخرَ يختاره الوزير السابق أشرف ريفي، وقد تضم مرشح "​الجماعة الإسلامية​" محمد شديد، وآخر عن حزب "الكتائب" هو شادي معربس عن المقعد الماروني.

بالإضافة إلى ذلك، تلفت المصادر نفسها إلى أن مرشح "القوات اللبنانية"، (وهبي قاطيشا)، قد ينضم إلى هذه اللائحة في حال لم يتم التوافق بين حزبه و"المستقبل"، كما أنها قد تضم مرشحين مستقلين ناشطين في هذه الدائرة.

على صعيد متصل، تسعى قوى الثامن من آذار إلى تأليف لائحة قادرة على المنافسة في عكار، وتكشف المصادر المطلعة عن أنها قد تضم النائب السابق وجيه البعريني عن أحد المقاعد السنية، النائب السابق ​كريم الراسي​ عن تيار "المردة" عن المقعد الأورثوذكسي، مرشح عن "​الحزب السوري القومي الإجتماعي​" يرجح أن يكون إميل عبود عن المقعد الأورثوذكسي، النائب السابق ​مصطفى حسين​ عن المقعد العلوي، النائب السابق ​مخايل الضاهر​ عن المقعد الماروني.

إلى جانب اللوائح الثلاث، هناك قوى وشخصيات فاعلة في هذه الدائرة ستكون نواة لائحة رابعة وخامسة، بينما قد ينضم بعضها إلى احدى اللوائح المذكورة في الأعلى، ومنها العميد المتقاعد ​جورج نادر​ الذي أعلن ترشحه عن المقعد الماروني ضمن مجموعة "​الحراك الشعبي​" في تحالف "وطني"، "​الحزب الشيوعي​ اللبناني"، النائب السابق عبدالله حنا، ​المجتمع المدني​، رئيس "تيار القرار اللبناني" الوزير السابق ​طلال المرعبي​، وفي المعلومات أن اللائحة التي ستضم العميد نادر ستضم أيضاً علي خضر عمر عن تيار "قاوم" كمرشح عن أحد المقاعد السنية، كما أنها قد تضم أمين عام الحزب "الشيوعي" حنّا غريب، ومن المتوقع أن يعلن عنها قبل نهاية الشهر الجاري.

الابن ينافس والده

بالإضافة إلى ما تقدم هناك معضلة متعلقة بمرشح عائلة البعريني، نظراً إلى أن نجل النائب السابق وجيه البعريني، وليد، يطمح لأن يكون مرشحاً في الدورة الحالية، وهو يحظى بشبه اجماع داخل العائلة، باستثناء أشقاء والده.

وتؤكد مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، أن لا خلافات شخصية بين الوالد والابن بل سياسية، مشيرة إلى أن الخلافات الشخصية هي بين الابن وأعمامه، كاشفة عن إصرار وليد البعريني على الإستمرار في المعركة حتى ولو بقي والده مرشحاً، بالرغم من إستمرار الإتصالات لمعالجة هذه الأزمة.

إنطلاقاً من ذلك، توضح هذه المصادر أن وليد البعريني سيكون أمام خيار الإنضمام إلى لائحة أخرى، في حال إستمرار والده في المعركة، ربما تكون تلك التي تجمع "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل"، أو يذهب إلى تأليف لائحة مع "التيار الوطني الحر" في حال فشل مفاوضات الأخير مع "المستقبل"، وربما يعمد إلى تشكيل لائحة يكون هو نواتها الأساسية.