من المتوقع، ان يشهد الأسبوع الطالع "حماوة" في تقديم طلبات الترشيح رسميا الى ​وزارة الداخلية والبلديات​ مع اقتراب اقفال باب الرتشيح يوم الاربعاء في 7 اذار المقبل، على أن تكون العودة عنها في 22 منه، فيما تنتهي مهلة تسجيل اللوائح يوم 27 آذار، بعدما فتح باب الترشيح في 5 شباط الجاري.

ومع بدء العد العكسي للاقفال، يتوقع ان يقوم المرشحون بتقديم طلبات ترشيحهم رسميا، على ان تتضح أكثر صورة التحالفات الانتخابية بين مختلف القوى السياسيّة والفاعليّات الوازنة بعد "إختلاط الحابل بالنابل"، من كثرة "المناورات" وخاصة فيما يتعلق بدائرة "صيدا-جزين الانتخابية" والتطورات المتسارعة التي شهدتها لجهة اللقاءات العلنية والبعيدة عن الاضواء والاعلام، والتي دلت بوضوح على محاولة "لكسب الوقت وتمريره" حتى "الرمق الأخير"، بانتظار ان يعلن كل طرف سياسي، عن أسماء مرشحيه وتحالفاته ليبني الآخر على الشي مقتضاه.

تؤكد مصادر سياسية متابعة لسير الانتخابات على محور صيدا–جزين لـ"النشرة" جملة من الملاحظات أبرزها: حسم "​التيار الوطني الحر​" أسمي مرشحيه عن المقعدين المارونيين النائبين "زياد الاسود و​أمل ابو زيد​" في محاولة لاعادة توحيد الموقف الداخلي ورصّ صفوف ​القاعدة​ الشعبية والناخبة منعا لاي خرق، فيما أُبلغ المرشّح عن المقعد الكاثوليكي ​جاد صوايا​ استبعاده عن اللائحة، حيث طلب الاخير اعادة النظر في هذا القرار، بينما أبقي على المرشح الآخر عن ذات المقعد الدكتور ​سليم الخوري​ "معلقا"، بلا قبول رسمي أو رفض، في اطار "مناورة" قد يلجأ اليها في إطار إبرام تحالفاته مع القوى السياسية الأخرى وأبرزها تيار "المستقبل" الذي بدأ الحديث مجددا عن احتمال التحالف معه، رغم قراءته لزيارة النائب ​بهية الحريري​ الى رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ على انها "رسالة" بامكانية التحالف مع غيره من القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة، وهذا تماما ما دفعه الى ابقاء المقعد الكاثلويكي شاغرا تحسبا، حيث يسعى تيار "المستقبل" الى ترشيح مقرّب منه عن هذا المقعد ويتردد اسم المرشح ​وليد مزهر​ والد رئيس ​بلدية بقسطا​ ​ابراهيم مزهر​، أو على الأقل "التفاهم على إختيار مرشح توافقي عن المقعد الكاثوليكي بين الطرفين، لتستطيع اللائحة الفوز بثلاثة مقاعد، سنّي وماروني وكاثوليكي.

سعد-عازار

في المقابل، بدا ان التحالف بين الامين العام لـ"اـلتنظيم الشعبي الناصري" الدكتور ​أسامة سعد​ المرشح عن احد المقعدين السنيين في صيدا مع ​ابراهيم عازار​ (نجل النائب الراحل ​سمير عازار​) المرشح عن أحد المقعدين المارونيين في جزّين، المدعومان من حركة "أمل" و"​حزب الله​"، محسوما بلا رجعة، وقد جاءت مشاركة عازار على رأس وفد جزيني كبير ترجمة لهذا الحسم، وقد حرص سعد خلال المسيرة على السير الى جنب عازار وبينهما عضو المجلس السياسي لـ"حزب الله" ​محمود قماطي​، في وقت غابت عنها وفود وقوى سياسية وفعاليات جزّينية اخرى عن المشاركة؟.

واشارت مصادر التنظيم لـ"النشرة"، الى ان سعد أراد توجيه رسالة الى مؤيديه وانصاره بالتحالف مع عازار، حيث خصّه في مقدمه خطابه بتحية خاصة، كما الى الوفد الجزيني ووصف عروس الشلال بأنها "وطنية"، تاركا إعلان ذلك رسميا في مهرجان انتخابي، وقد شوهد عازار خلال المسيرة شابكا يده بيد ممثل "حزب الله" قماطي، مما أعطى انطباعا بأن "الحزب" يبارك ويؤيد ويدعم هذا "التحالف الثنائي" بين سعد وعازار، الى جانب ​حركة امل​" التي أعلن انه سيتحالف معها في كل المناطق دون أي استثناء بما فيها دائرة صيدا–جزين، رغم العلاقات الممتازة مع "التيار الوطني الحر"، ليبقى البحث المشترك عن مرشح ثالث عن المقعد الكاثوليكي، خاصة إن المعركة ستكون على هذا المقعد بالذات.

البزري-الجماعة

وعلى الرغم من ذلك، فان المصادر الصيداوية تعتبر ان ترشيح الدكتور ​عبد الرحمن البزري​ عن أحد المقعدين السنيين في صيدا، اعاد خلط الاوراق الانتخابية بين مختلف القوى السياسية نظرا لما يتمتع به من إرث سياسي وعائلي عريق (نجل الوزير والنائب الراحل الدكتور نزيه البزري الذي لقب طبيب الفقراء)، اضافة الى قاعدة جماهيرية ناخبة تتوزع بين العائلات وروابطها، ​المخاتير​ والاحياء، ​المجتمع المدني​، وجيل ​الشباب​ الراغب بالتغيير، ناهيك عن القبول الاحترام في الوسط المسيحي، وهو يزيد بذلك من صعوبة حسم اي نتيجة، خاصة في حال التحالف مع "​الجماعة الاسلامية​" ويفتح الباب على امكانية الخرق.

وتؤكد مصادر متابعة لـ"النشرة"، انه على خلفية هذه القناعة جاءت زيارة النائب اسود الى ​مدينة صيدا​، حيث عقد اجتماعا مغلقا معه في دارته بعيدا عن الاضواء والاعلام، وقد اكتسبت أهمية مع عدم وضوح رؤية التحالفات بين مختلف القوى وقد تفتح الباب أيضا على "تحالف" جديد غير متوقع ويفاجئ الجميع، رغم ان البعض قرأ الزيارة بأنها رد "رسالة" على زيارة النائب الحريري الى بري والقول ان خيارات "التيار الوطني الحر" في التحالف مع قوى سياسيّة صيداويّة أخرى مفتوحة أيضا، رفضا للخضوع لأيّ شروط من "المستقبل" أو فرض مرشح من منطقة جزين عليه، علما ان الدكتور البزري ايضا لم يسقط أي خيار من تحالفاته الانتخابية، خاصة مع مرشح "الجماعة الاسلامية" الدكتور ​بسام حمود​، ناهيك عن خياراته مع القوى السياسية والشخصيات المسيحيّة الوازنة في جزّين التي ما زالت قائمة ومفتوحة، في ظل بوادر تحالف مع قائد الدرك السابق العميد صلاح جبران.

أما "الجماعة الاسلامية" فقد بدأت ماكينتها الانتخابية بالعمل بفعالية، وقد بدت خياراتها التحالفية محدودة مع فاعليات جزينيّة او صيداويّة دون قوى سياسيّة وسط استبعاد التحالف مع "​القوات اللبنانية​"، وقد رصد لقاء بين الدكتور حمود ومقربين عن النائب الحريري بحثوا في شؤون انتخابية، فيما حرص حمود نفسه، على المشاركة في جانب من مسيرة الوفاء للشهيد ​معروف سعد​، ويسعى الى إستقطاب أصوات الناخبين الاسلاميين وخاصة أهالي ​موقوفي عبرا​ بعد الوقوف معهم في تحركاتهم على أكثر من صعيد.

خلاصة القول، أسبوع أو اثنين أو حتى ثلاثة على أبعد تقدير، ستتبلور صورة التحالفات الانتخابية كافة، وفي جعبة كل طرف سياسي او مرشح عناصر قوة وضعف، ليبقى "الصوت التفضيلي" صاحب الموقف في احداث مفاجأة وتبيان حجم المرشحين جميعا فائزين منهم وخاسرين.