حكم القضاء السعودي على ال​لبنان​ي دياب حمد بالإعدام. ابن عكار، المتهم بتهريب ​الكبتاغون​ إلى المملكة العربية ​السعودية​، يقف منفرداً أمام القضاء السعودي دون أن تسأل عنه سفارة أو وزارة في بلاده.

في مقابل هذا المشهد، لا يزال مشهد الأمير السعودي عبد المحسن بن وليد ​آل سعود​، المعروف بـ"أمير الكبتاغون"، وهو يحتفل بعيد ميلاده من مكان توقيفه في مخفر حبيش، محفوراً في الأذهان. كنزيل في فندق، نشر "سموّ الأمير" الاحتفالات على أنغام الموسيقى.

من لبنان إلى السعودية

منذ ثلاث سنوات، تقف عائلة حمد منتظرة عودته. وفي منزله الـ"أقل من متواضع"، والمؤلف من غرفة واحدة، ينتظره الأبناء حتى عودته التي لن تحصل إن لم يتحرّك أحد. يروي ابن عم حمد، والذي يحمل نفس اسمه دياب حمد، كيف غادر ابن الـ36 عاماً لبنان منذ ثلاث سنوات متوجهاً نحو المملكة، إذ انه يعمل كسائق للشاحنات. ويروي: "ابن عمي استلم الشاحنة من شخص عكاري من آل "أبو عروة"، وأخذ وكالة بالشاحنة كي يتمكن من مغادرة الحدود"، لافتاً إلى أنه "مُنع من دخول مرفأ طرابلس لاستلام الشاحنة وحمولتها لمدة 18 يوماً دون أسباب واضحة، وعندما استلمها غادر مباشرة متوجهاً إلى المملكة".

ويوضح ابن عمّه أنه "لدى وصوله إلى السعودية، وبعد تفتيش الشاحنة، اكتشفت السلطات السعودية وجود حبوب كبتاغون ضمن الحمولة فتم تحويله إلى القضاء، حيث صدر مؤخراً حكم الإعدام بحقه"، مضيفاً "منذ أول يوم لمحاكمته، حاول حمد التواصل مع القاضي على قوس المحكمة والتأكيد بأن لا علاقة له بالحمولة، وانه سائق للشاحنة فقط الا ان القاضي رفض الاستماع له، وطلب منه كتابة طلباته على الورقة. ونفذ ابن عمي هذا الطلب وكتب كل ما يريد الا ان القاضي لم يعرها اي اهتمام".

استرداد اللبنانيين قانونياً

بعيداً عن الشأن القضائي، وما إذا كان حمد مذنباً أو لا، يهمنا في هذا الموضوع متابعة الدولة اللبنانية عبر ​وزارة الخارجية​ و​السفارة اللبنانية​ في الرياض لمثل هذه الحالات. منذ يومين، نفّذت السلطات السعودية حكم ​الاعدام​ بحق اللبناني هلال خالد اليخني دون أن تحرّك الدولة اللبنانية ساكنا.

وفق الخبير القانوني وسيم المنصوري، "لا يوجد اتفاقيات ثنائية بين ​الدول العربية​، بل ما يرعى هذه العلاقات هي اتفاقية الرياض التي تربط كل الدول العربية بين بعضها"، مؤكداً أن "هذه الاتفاقية تسمح لأي دولة عربية باسترداد مواطنها إن نفذ أي جرم في بلد آخر بعد تقديم طلب بذلك".

وفي ما يخص حالة دياب حمد، يوضح المنصوري أنه "من حق الدولة اللبنانية أن تطالب السلطات السعودية باسترجاع المواطن بعد تقديم طلب باسترداده".

ترزح عائلة دياب حمد تحت وطأة الأوضاع المعيشيّة الصعبة. في "كوخ" صغير ينتظر الأبناء دون معيل ودون مدخول. الأم تعمل في احد مستوصفات البلدة بمدخول صغير لاعالة الأطفال قدر المستطاع، وأولاد أعمامه يجمعون ما تيسّر لإيواء أطفاله.

عام 2015 ألقي القبض على "الأمير" في ​مطار بيروت​ ومعه ​حبوب الكبتاغون​. وفي العام نفسه، ألقي القبض على "الفقير" دياب حمد في السعودية للسبب نفسه. إلا أن الحالتين لا تعيشان الظروف عينها، كما أن السلطات السعودية طالبت بأميرها، أما السلطات اللبنانية فلم تطالب بفقيرها لتحاكمه في لبنان، كما لم تطالب بـ"هلال خالد اليخني" الذي أعدم منذ أيام. فما هو الفرق بين الأمير والفقير؟.