رسمت أوساط مطّلعة في ​بيروت​ رسمتْ عبر صحيفة "الراي" الكويتية خلاصاتٍ أولية لزيارة رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ للسعودية ولعودة المملكة الى ​لبنان​، أبرزها أنّ "​الرياض​ عائدة الى بيروت عبر خيار الحريري الذي يقوم على اعتبار التسوية السياسية التي كانت أنهتْ ​الفراغ الرئاسي​ في تشرين الاول 2016 قارب النجاة للبنان وصمام حفْظ استقراره، مع التمسّك بمُلْحِقها الذي شكّله القرار الذي وافقتْ عليه كل مكوّنات الحكومة ب​النأي بالنفس​ عن صراعات المنطقة والتدخل في الشؤون العربية".

ورأت أن "العودة ​السعودية​ تُعزِّز مكانةَ الحريري في المعادلة الداخلية وتعطي إشارةً لا لُبْس فيها الى أنه ما زال الحصان الرابح، وهو ما يكتسب أبعاداً بالغة الأهمية على مَشارِف الانتخابات النيابية بما من شأنه تحسين وضْعيّة زعيم "المستقبل" وتحصينها في شارعه بالدرجة الأولى"، مشددة على أن "الصفحة ​الجديدة​ بين السعودية ولبنان وبين الحريري والرياض تعيد المظلّة الإقليمية لرئيس الحكومة، وهو ما يشكّل عنصرَ إعادة تَوازُن الى الوضع اللبناني بِبُعْده الداخلي، كما الإقليمي، ويوجّه رسالةً الى أن البلاد ليست متروكةً لتكون ورقة ساقطة بيد ​إيران​ وذلك على قاعدة أن التسليم ل​طهران​ في أيّ ساحة عربية سيكون له ما يشبه تأثير الدومينو في سائر الساحات".

واعتبرت الاوساط أن "العودة السعودية تأتي لتكمل حلقات الدعم للبنان الى جانب ​فرنسا​ و​الولايات المتحدة​ بالدرجة الأولى عشية المؤتمرات الدولية الثلاث التي تُعتبر في مبدأ انعقادها إشارة خارجية الى استمرار الحاضنة الغربية - العربية للبنان، وإن كان المحكّ الفعلي لهذا الاحتضان يبقى حجم الدعم وخصوصاً في مؤتمر "سيدر 1" في ​باريس​، وسط توقعات بأن تفتح الرياض الباب أمام ترجماتٍ فاعلة تصبّ في النتيجة أيضاً في رصيد الحريري الذي يبقى عنواناً رئيسياً في هذه المؤتمرات"، مشيرة الى أن "عودة الدفء الى علاقة الحريري بالسعودية قائم على تفاهماتٍ وليس على شروط ذات صلة بالتحالفات المرتبطة بالانتخابات النيابية، في ظل انطباعٍ بأن رئيس الحكومة ليس في وارد الابتعاد عن رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ وحزبه "​التيار الوطني الحر​" ولا القطْع مع حزب "القوات اللبنانية"، وأن الرياض لا تطلب استعادة الاصطفافات بين 8 و​14 آذار​ بقدر ما تراهن على ان يعتمد حلفاؤها خياراتٍ لا تساهم في تسهيل انقضاض "​حزب الله​" على التوازن الداخلي سواء في الانتخابات أو في مرحلة ما بعدها، ومن هنا الرهان على تنظيمٍ ما فوق انتخابي للعلاقة بين المستقبل والقوات".

ولفتت الى أن "من نتائج إزالة كل غبار حول مكانة الحريري لدى المملكة كما في المعادلة الداخلية، ان المعارضة السنية لرئيس الحكومة ستكون أكبر الخاسرين وانها ستظهر في الانتخابات المقبلة حالات محلية لا وطنية ولا سيما ان ​البيئة​ الحاضنة لزعيم المستقبل التي لم تتخلّ عنه إبان أزمة الاستقالة يفترض أن تتأثّر إيجاباً بانتهاء كل ذيول تلك المرحلة وتثبّت خيارها في صناديق الاقتراع".