يبدو وزير العدل السابق اللواء ​أشرف ريفي​ من بين السياسيين الأكثر حماسةً حيال ​الإنتخابات النيابية​ المنتظرة في السادس من أيار المقبل. كيف لا وهو يريد عبر صناديق هذا الإستحقاق، أن يكرّس زعامةً سُنّية منافسة لزعامة رئيس الحكومة و​تيار المستقبل​ ​سعد الحريري​. زعامة تبدأ بالحصول على لقب "سعادة النائب" بعد خوضه تجربة "معالي الوزير" وصولاً الى النادي الذي يضع كل سياسي من أبناء ​الطائفة السنية​ دخوله نصب عينيه نادي رؤساء الحكومات الذي يحمل من يدخله لقب "دولة الرئيس". صحيح أن عين ريفي تتجه نحو دوائر عكار وبيروت والبقاع الغربي، وصحيح أيضاً أنه يخوض مفاوضات مع أكثر من شخصية سنية بهدف تشكيل لوائح في أكثر من دائرة، لكن الأساس بالنسبة اليه تبقى دائرة طرابلس-المنية والضنية، أولاً لأنها الدائرة التي إنطلق منها أمنياً وسياسياً كونها مسقط رأسه، وثانياً لأنها الدائرة التي تضم أكبر عدد من المقاعد السنية في ​لبنان​ (٨ مقاعد للسنّة في الدائرة: ٥ في طرابلس، مقعدان في الضنية ومقعد في المنية)، أما ثالثاً فلأن من ستعطيه صناديقها لقب الفائز ستكرسه أيضاً زعيماً سنياً. غير ان ما يرشح عن كواليس تشكيل اللوائح في عاصمة الشمال، لا يؤشر الى إحتمال تحقيق ريفي فوزاً كاسحاً على لائحة الحريري ولائحة رئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​، فلائحة الوزير السابق ​فيصل كرامي​. وفي هذا السياق يكشف خبير إنتخابي أن أكثرية الدراسات التي أجريت في طرابلس، أظهرت نتائجها أن ريفي قادر على الفوز بمقعد سني واحد لشخصه، لا أكثر ولا أقل، أولاً لأن اللوائح الثلاثة التي تنافس لائحة ريفي قوية ولديها الدعم السياسي والمالي المطلوب، وثانياً لأن ريفي فقد الكثير من دعم المجتمع المدني الطرابلسي له بعد الخلافات التي نشأت بينهما عقب الإنتخابات البلدية في طرابلس، وثالثاً لأن الشخصيات التي يتردد أن ريفي يريد ترشيحها على لائحته، لا تتمتع بتمثيل شعبي يسمح للائحة بأن تحصد أكثر من حاصل إنتخابي واحد. وعن هذه الشخصيات، تكشف المعلومات أن من بين المرشحين على لائحة ريفي في طرابلس، شقيق رئيس البلدية الحالي وهو من آل قمر الدين، وشقيق رئيس بلدية الميناء وهو من آل علم الدين، إضافة الى ​نظام مغيط​ من القلمون، وهو شقيق المعاون الشهيد في ​الجيش اللبناني​ أبراهيم مغيط الذي خطفه وصفّاه تنظيم "داعش" الإرهابي في إحداث ​عرسال​ ٢٠١٤. أضف الى هؤلاء، تبنى ريفي ترشيح رجل الأعمال ناجي غمراوي وهو إبن منطقة البدّاوي. "كل هذه الأسماء وعلى رغم توزعها المناطقي، لا تسمح للائحة ريفي بأن تحصد أكثر من حاصل إنتخابي واحد وبالتالي أكثر من مقعد واحد" يقول خبير إنتخابي. أضف الى ذلك يعاني ريفي من نقطة ضعف لدى الناخبين غير السنة، وتحديداً لدى المسيحيين الأرثوذوكس والموارنة في الدائرة، وذلك بسبب خطابه المتطرّف، وتنعكس هذه المعاناة أيضاً على عملية الترشيحات إذ أنه لم يجد بعد من يرشحه عن المقعدين الماروني والأرثوذوكسي. أما معاناة ريفي مع الناخبين العلويين فحدث ولا حرج إذ لا يوجد علوي واحد في الدائرة يعطي صوته للائحة وزير العدل السابق.

إذاً عين ريفي على الزعامة السنيّة إنطلاقاً من إنتخابات طرابلس، وعين الحريري على كسره إنتخابياً في أيار المقبل، لإنهاء حالته التمردية، فلمن ستكون الغلبة؟.