في جدلية التفكير الفلسفي والوجودي تطرح اشكالية هامة: مَن هو الموجود انا أم الزمن؟ جدلية اونطولوجية ontologique كيانية طرحها الفيلسوف الكبير هيدجر في كتابه: Seir and ZEIT - ETRE et TEMPS الكائن والزمان او بمعنى اخر الكينونة والوجود، «او كيان وزمان» هذه الجدلية طرحها سابقاً الفيلسوف اليوناني هيراقليطس Heraclite الذي قال: «لا تستحم مرتين في ذات ​المياه​ الجارية». وكان يتكلم من سيلان الزمن الذي لا يتوقف وهو يجرف في جريانه الانسان وايامه. لكن الانسان بادر ليوقف جرف الزمن له الى لعبة الاعياد والاحتفالات والطقوس وتغيير وقع الايام ورتابة الازمنة وزرع على دربه التذكارات والاعياد والقصص والملاحم في طقوسية الموت والحياة وتتابع الفصول والمواسم واحتفالات الموت و​الولادة​ والرحيل والعودة على وقع فصول الطبيعة.

واضاء الشموع وذهب الى الحج باحتفالية الايام الينبوعية وزمن البدايات والطهارة والنقاء بعماد المياه المقدسة المطهرة من الدنس وحمل الاسماء التي تردد صفات وجمال الالهة الاولى وبين الدايم دايم والازلي والسرمدي والابدي وباطل الاباطيل وكل شيء باطل كل شيء الى زوال، وحياة الانسان كعشب الحقل الذي تأكله النار وكآبته ووحدته. انه كائن «المعية» ان تكون لا تعني فقط ان تكون كحجر جامد يجاور حجراً آخر لا يشعر به ولا يحس بأية حرارة تجاه الاخر. بل هو كائن المعية انا موجود دائماً مع آخر نظرته الي تعطيني معنى، كلمة معي تشيد بي من صمت وجودي، وان ترددت ذاتي مع ذات آخر هو انت، انا هي حقا حب، انا - انت ولا نعيش في غربة عن الاخر بل في تبادل وجدانات كما يقول موريس نودنسل Maurice Nedoncelle فهل الآخر هو الجحيم كما يقول سارتر:

L'enfer c'est les autres

اذا كان هذا الاخر منافسي في الوجود، فهو يجعل وجوده ووجودي جحيماً، ويصبح الانسان ذئباً لاخيه الانسان كما يقول Holies Homo.chourini lujus او كما يقول هيجل شهوة لقتل الآخر ويصير الوجود عصاً قاينية ترتفع لتقتل هابيل البريء وتفج رأسه وتترك دمه يسيل على التراب وهو يصرخ الى السماء.

اما ان الوجدان هو كما يقول الفيلسوف المظهري الالماني هوسرل Husserl هو وجدان لحضور آخر فيه والا انتفى الوجدان من كينونته وصار صخراً او خشبة يابسة ان تكون لا تعني ان تكون كائناً بيولوجياً فقط بل أن تكون المعنى وتنوجد في تبادل الوجدانات. فالحجارة والصخور والاشجار كائنات تنوجد في عملية المجاورة jusetaposition ولا تعرف من هو موجود قربها فهي هناك متروكة ومرمية، مشلوحة بلا وجدان انها في خواء هذا الوجود - chaos، اما الانسان فهو وجدان لحضور دائم يعطي معنى للاخر ويشيد به من غربته ووحدته.

يقول هوسرل :

La conscience est toujours conscience de quelque chose

الحب والهيام والعشق والوله والبغض والحقد والكره والحسد والازدراء والغرق في النرجسية الذاتية يلتقيان بمعنى ان لا حب من دون آخر موضوع حب ان لا بغض ولا كره من دون وجود آخر يكون موضوعاً لعداويتي. الاثنان بحاجة الى آخر يكون قرباناً او ضحية لكن الحب يكون بعملية تراقي مليئة بالنورانية والجمال والبغض يكون بعملية تدميرية للذات قبل تدمير الآخر، لانها عملية ذئبية نهشية تعدمني وتعدم الآخر، تلغني لأنها تلغي الآخر.

} الانسان كائن تيوسنتريك }

قلب المحب مجمرة سماوية وقلب المبغض ​بركان​ لهب وحمم ونار يقذفها بنسمه وفيها وجمر ​الحرائق​ والموت. الكيان الالهي او الذات الالهية محبة «لان الله محبة هو» والكيان او الكائن الانساني لان الله صنعه على صورته وشبهه ومثاله هو كائن لا يكون الا في المحبة.

التيولوجيا الالهية تلتقي بالانتربولوجيا الانسانية وقلب الانسان هو كائن تيوسنتريك مركزي الالوهة Theocentrique.

لذلك فان الله يفيض حياة لانه محبة، بينما المبغض يفيض موتا thanatos عندها يموت الكائن ويتدمر الزمن ويلغى الوجود ويعم الموت والظلام الوجود لا يكون الا نقيض من الحب والعطاء والفرح والنورانية والحياة. فأنا أكون عندما أكون في المحبة. أو لاكون في الزمن علي ان احب ان احببت أنوجد «والزمن».

التعادلية قائمة بأن الوجدان الذي يعي الحضور في رحيل الزمن الابدي وبدايته ونهايته ومعطوبية الكائن البشري الذي يقهره الخوف من المرض والموت والزوال لذلك فان اله المسيحيين هو الحي الدائم وهو القيامة والحياة ونحن نكسر الخبر ونشرب الخمر لنتذكر الآن وفي الواقع صلب ومات ودفن وقيامة يسوع الذي هو سيد الزمان والمكان.

ديكارت قال: «انا افكر فأنا موجود» اما انا اقول: «انا أحب فاذاً انا موجود».