العبد المتألم لا صورة له ولا بهاء

يقول اشعيا النبي:

«لقد حمل هو آلامنا واحتمل اوجاعنا... طعن بسبب معاصينا ولحق بسبب آثامنا.

نزل به العقاب من اجل سلامنا وبجرحه شفينا

وهو حمل خطايا الكثيرين وشفع في العصاة

(اش 53: 4-12.5)

اما في نشيد العبد المتألم

فيقول اشعيا: 52: 13-12.53

نشيد العبد المتألم

«لا صورة له ولا بهاء فننظر اليه

ولا منظر نشتهيه

مزدري ومخذول من الناس

رجل اوجاع ومتمرس بالعاهات

ومثل سائر وجهه عنا

مزدري ومخذول من الناس

رجل اوجاع ومتمرس بالعاهات

لقد اخذ عاهاتنا وحمل اوجاعنا

جرح لاجل معاصينا

قدم وهو خاضع ولم يفتح فاه

كشاة سيق الى الذبح

وكحمل صامت امام الذين يجزونه

ولم يفتح فاه».

عثرة الصليب

الصليب هو علامة المخالفة

في تفكيرنا وحياتنا الشخصية عندما يضربنا المرض العضال الذي لا شفاء له، والعذاب الذي لا يطاق والالم الكبير، والوجع الذي يدفعنا الى البكاء والصراخ.

وتعبنا خيبات الامل المر والفشل الساحق. او تضربنا الكوارث والويلات والمصائب والاوبئة ويواجهنا الموت في واقعه المرير وتمزقه المفجع وشراسته القاسية وظلمه الوحشي عندما يقع على الابرياء والاطفال وخاصة الاناس الذين لم يعيشوا في ​المحبة​، محبة الله و​الانسان​ وخدمته.

يسوع البريء عاش بين البشر بالمحبة ويبشر بها ويصنعها فيشفى المرض والموجعين ويقفز ويسامح للخطأة والضعفاء.

قساوة اختبار يسوع للوضع البشري

اختبار يسوع للوضع البشري في اقسى اختباراته الانسانية اختبار فريد مرير ويكوي القلب بالمرارة والوجع، ذروة الاهانات: الخيانة من اقرب الناس، هرب الاصدقاء ونكر منهم للمعرفة به الاتهامات الكاذبة والمحقرة شهادات الزور والنفاق، السجن الظالم لانسان بريء ولا ذنب عليه الاستجوابات عاش غير مفهوم من تلاميذه ومن مجتمعه. انه الغريب حتى وهو على الصليب قال من اراد ان يدفنه: اعطني هذا الغريب.

المؤسسة السياسية والدينية

تآمرنا عليه، بيلاطس غسل يديه منه هوذا الرجل (يو: 19/5) المؤسسة الدينية حرضت عليه واتهمته، الجند سخروا منه وازدروه وصلبوه الادانة بالجرم والجناية والخيانة.

حكم عليه بالموت حمل صليبه وهو يزن ما يقارب 60 او 70 كيلواً وصعد على طريق الجلجلة فانهار جسده من التعب والارهاق والجلد. نزلت عليه الشتائم واللعنات. حتى ان الله اهمله تركه: «الهي! الهي! لماذا تركتني». ابتعد عن صراخه

ملحمة الآلام

هذه الملحمة من الآلام ابتدأ في العشاء السري انه «عهد جديد» (لو:22/20) اسسه يسوع «لاجلكم» او «لاجل الكثيرين» انها المحبة الالهية التي تقدم ذاتها «كبش محرقة» وفسر بان فداء او «ذبيحة فداء» انه «موت واحد عن كثيرين» «فقد احب الله العالم حتى انه بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به. بل تكون له الحياة الابدية». (يو: 3/16).

صليب يسوع تعبير عن محبة الله

والصليب هو لعنة بالمفهوم اليهودي (غل3/13).

والصليب هو علامة عار واحتقار وسخرية (1كو: 22/23).

لكن موت يسوع على الصليب بالمفهوم المسيحي هو تعبير عن محبة الله: «اذ انه لم يشفق على ابنه الوحيد ليصالح فيه العالم مع نفسه» (2 كو: 18/19) الصليب هو العلامة الكبرى، الاشارة، الرمز، سيميا (simea) على محبة الله للانسان وللبشرية.

يسوع هو علامة الرجاء

هذا ما يقوله اشعيا النبي: 53/4-12.5

«لقد حمل آلامنا واحتمل اوجاعنا طعن بسبب معاصينا وسحق بسبب آثامنا نزل به العقاب من اجل سلامنا، وبجرحه شفينا وهو حمل خطايا الكثيرين وشفع في العصاة فصار موت يسوع حياة جديدة لنا. انه المحبة التي لا نهاية لها. هو الحمل البريء صار «ذبيحة عنا».

«تقدمة كاملة» فصار يسوع بعذابه وصلبه والامه وموته وقيامته هو «الوسيط الوحيد بين الله والناس (اتي 2:5)».

هو علامة الرجاء الصليب هو اظهار عظم محبة الله والرجاء الجديد للبشرية وكشف رعب ظلم الخطيئة.

الصلب هو اشارة الظفر والتحريرمن عبودية الخطيئة والشيطان وقوى الشر في العالم وخاصة الموت والخطيئة بالصليب تنتظر المحبة على البعض والكراهية والعنف والحياة على الموت. الصليب هو رافعة العالم الى التحرير النهائي والانتظار النهائي.

بصليبك خلصت العالم

لذلك نحن نصلي ونردد ونقول:

«نسجد لك ايها الرب يسوع المسيح ونسبحك... لانك بصليبك المقدس خلصت العالم» انها غلبة الله على الموت على قوى الخطيئة والشر والظلمة والموت. لقد تمت بشرى الخلاص: انها قام وصعد الى السماء، فقيامة يسوع هي اساس ايماننا المسيحي، واشارة الصليب هي في جوهر وقلب واساس هذا الايمان. انه المعنى التأسيسي لايماننا المسيحي وهو جوهر الايمان بالله. وان الله يكون كلا في الكل ​يسوع المسيح​.

الصليب شجرة الحياة والحب

الصليب اصبح شجرة الحياة. انه الشجرة التي تعطي الحب. الحب. اقوى من الموت وحدها القيادة تضمن انتصار الحب على الموت. وحدها تعطي انها الرجاء معنى للحب وللحياة غير حجاب جسده المحترق فهو خلقنا وقامنا بجسده الذي قدم عنا وبدمه المهراق لاجلنا خلقنا انساناً جديداً هذا هو الفداء، هذا هو العهد كله. اي قتل البغض في قلوبنا ليسود ملكوت المحبة، فالبغض والكراهية وعدم المغفرة والمصالحة صلب وموت جديد ليسوع فينا والحب هو الفرح والقيامة.

المسيح قام، حقا قام.