يعاني ​التيار الوطني الحر​ من صعوبة تركيب التحالفات الانتخابية كما يشتهي بعد أن عدّل رئيس ​تيار المستقبل​ سعد الحريري من خطته الانتخابية في أكثر من دائرة، الامر الذي أدى بأن تكون تحالفاته في عدد من الدوائر غير منجزة أو غير واضحة حتى اليوم، وأبرز هذه الدوائر، بعبدا، الشوف-عاليه، البقاع الغربي وبعلبك-الهرمل.

في بعبدا لا يملك الوطني الحر خيارا سوى التحالف مع الثنائي الشيعي ​حركة أمل​ و​حزب الله​، أو خوض المعركة بشكل منفرد لأن الاطراف الأخرى أي تيار المستقبل و​حزب القوات اللبنانية​ و​الحزب التقدمي الاشتراكي​ قد حسموا خياراتهم وتحالفوا في هذه الدائرة. وفي المعطيات المتوفرة بحسب مصادر مطلعة أن استطلاعات الرأي والحسابات الانتخابية تؤكد أن تحالف الوطني الحر والثنائي الشيعي قد لا ينجح بحصد أربعة مقاعد في الدائرة بل ثلاثة، بينما خوضهم للمواجهة بشكل منفرد قد يؤهلهم للحصول على مقعدين، مشيرة الى أن هذه الحسابات الانتخابية الضيقة هي التي ستحسم شكل اللائحة في الساعات المقبلة.

في دائرة الشوف عاليه، حسم تيار المستقبل تحالفه مع الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات، الأمر الذي أعاد التيار الوطني الحر الى نقطة الصفر وتوجهه نحو الحزب الديمقراطي أو تيار التوحيد وقوى فريق 8 آذار من أجل بحث التحالفات، وتشير المصادر الى أن الوطني الحر لم يحسم بعد موقفه النهائي، اذ من المستبعد جمع وزير الدولة لشؤون المهجّرين طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب في لائحة واحدة وبالتالي فإنه يبحث عن المصلحة الانتخابية التي تخوله من المنافسة على مقاعد الدائرة. وتضيف المصادر: "في الساعات المقبلة سيجتمع وزير الخارجية جبران باسيل مع ارسلان لبلورة صورة اللائحة، دون الجزم بأن قرار التحالف بينهما قد اتخذ، الا أنه قد أصبح أقرب من قبل، فهو منذ اسبوع تقريبا كان اتجاه الوطني الحر للتحالف مع وهاب كون الأخير يساهم بمعركة التيار في الشوف". ولكن يبقى لتموضع ​الحزب السوري القومي الاجتماعي​ أيضا أهميته في هذه الدائرة، فهو اليوم لا يزال متأرجحا بين خياري التحالف مع وهاب او ارسلان.

اما فيما يتعلق بدائرة البقاع الغربي، فلا شك أن الوطني الحر كان راغبا بالتحالف مع المستقبل، ولكن الفيتو الذي وضعه الأخير على إسم نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي بالاضافة الى تقاربه مع القوات اللبنانية أدى إلى إجهاض التحالف. وهنا تشير المصادر الى أن الوطني الحر بعد ان ابتعد عن تيار المستقبل عاد الى "حضن" لائحة 8 اذار المكوّنة من رئيس حزب الاتحاد عبد الرحيم مراد، وفيصل الداوود وحركة أمل، مطالبا بتسمية مرشحين عن المقعدين الماروني والاورثوذكسي، لافتة الى أن هذا الطرح تم رفضه من قبل مكونات اللائحة بحيث قدموا لرئيس التيار خيار تسمية المرشح الاورثوذكسي ايلي الفرزلي من حصته بينما يتم التشاور والاتفاق على اسم المرشح الماروني. وتضيف المصادر: "إن هذا الخيار يعني استبعاد مرشح التيار عن هذه الدائرة ومنسقه في منطقة البقاع الغربي راشيا شربل مارون، لذلك لم يلق الطرح موافقة الوطني الحر بعد، علما أن مفاوضات مسؤولي التيار مع قوى 8 اذار تواجه نفس المطبات التي واجهت سابقا تفاوضه مع المستقبل سابقاً.

في بعلبك الهرمل، لم تنجح المفاوضات بين التيار الوطني الحر وحزب الله في الوصول إلى نتيجة، بالرغم من ترك الحزب المقعد الماروني شاغراً أيام قليلة بهدف إستكمال المشاورات مع التيار، لكن في نهاية المطاف أعلن عن ضم النائب اميل رحمة إلى اللائحة، والسبب يعود إلى رغبة كانت عند الوطني الحر بتسمية المرشح ميشال الضاهر عن المقعد الكاثوليكي في هذه الدائرة، بينما لائحة الوفاء والأمل تضم المرشح عن الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق ألبير منصور، وهذا ما يجعل الوطني الحر اليوم في حيرة من أمره وبانتظار المستجدات التي قد تساهم بتحديد خياراته في هذه الدائرة.