تنتظر الساحة المحلية جولة جديدة من حراك سفراء اللجنة الخماسية، في الفترة المقبلة، على ضوء إرتفاع وتيرة التصعيد في أكثر من ملفّ، من النازحين السوريين، الذي ينتظر القرارات التي من الممكن أن تصدر عن الجانب الأوروبي في شهر أيار، وصولاً إلى الواقع العسكري على الجبهة الجنوبية، حيث تظهر المزيد من المؤشرات على إمكانية خروج الأمور عن السيطرة.

حتى الساعة، لا يبدو أن سفراء الخماسية قد نجحوا في تحقيق أيّ خرق، حيث يقتصر عملهم، في الفترة الراهنة، على تبادل الإيضاحات المتعلقة بالحوار، في حين أن مواقف الأفرقاء المحليين لم تشهد أي تبدل، بل على العكس من ذلك هناك توجه لدى البعض للذهاب إلى المزيد من التصعيد، ما يعني أن الأمور قد تكون أكثر تعقيداً في الفترة المقبلة.

في هذا السياق، توضح مصادر نيابية، عبر "النشرة"، أن هذا الأمر لا ينفصل عن كامل الصورة القائمة على مستوى المنطقة، لا سيما أن الأفرقاء اللبنانيين يرتبطون بقوى خارجية تؤثر على مواقفهم، وبالتالي لا يمكن النظر إلى إستمرارهم في سياسة التصعيد من دون الأخذ بعين الإعتبار هذا الإرتباط، على عكس ما يحاول البعض الترويج له، لناحية أن الأزمة داخلية بالدرجة الأولى.

وتشير هذه المصادر إلى أن حصيلة المناقشات والإتصالات، التي كانت قائمة في الأسابيع الماضية، أظهرت أن ظروف الذهاب إلى حسم الإستحقاق الرئاسي لم تنضج بعد، لكنها ترى أن المستغرب هو إستمرار سفراء الخماسية في حراك هم يدركون مسبقاً أنه لن يقود إلى أي نتيجة، نظراً إلى أن المسألة أعقد من خلال لقاءات تحصل مع الأفرقاء المحليين، وهي تتطلب بالدرجة الأولى أن يعملوا لدى بلادهم أكثر من الداخل اللبناني.

بالنسبة إلى المصادر نفسها، كل المؤشرات تصب في إطار أن لا حل قبل إنتهاء الحرب في قطاع غزة وجنوب لبنان، الأمر الذي قد لا يكون في وقت قريب، بسبب التعنت الإسرائيلي والعجز عن إجبار رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على الذهاب إلى تسوية، لا بل من الممكن توقع أن تكون تل أبيب في وارد التصعيد على أكثر من جبهة في المرحلة المقبلة، بالرغم من المحاذير التي لديها من هكذا سيناريو.

في هذا الإطار، تبدي أوساط سياسية، عبر "النشرة"، مخاوفها من إستمرار حالة التعطيل طويلاً، حيث تلفت إلى وجود معلومات وصلت إلى بعض الأفرقاء بضرورة الإنتهاء من الإنتخابات الرئاسية في شهر حزيران كحد أقصى، على قاعدة أنه بعد ذلك سيكون الجانب الأميركي مشغولاً بالإنتخابات الرئاسية لديه، وبالتالي لن يكون من السهل عليه الإلتفات إلى ملفات أخرى، خصوصاً إذا ما كانت هذه الملفات، في ظل ما يجري على مستوى العالم، جانبية من حيث تقييمه.

وتوضح هذه الأوساط أن بعض الجهات الخارجيّة تظن أن هذا الواقع من الممكن أن يساعد على إبرام تسوية في لبنان، على قاعدة أن الإنشغال الأميركي من الممكن أن يفتح الباب لتمرير الإستحقاق الرئاسي، تماماً كما حصل في العام 2016 عندما تم إنتخاب الرئيس السابق ميشال عون، لكنها تشير إلى أن هذه الفرصة قد لا تكون متوفرة اليوم، نظراً إلى التباعد الكبير في المواقف الداخلية، بالإضافة إلى وجود رهانات على تحولات كبرى في المنطقة.

في المحصّلة، ترى الأوساط نفسها أن المسار الحالي، في حال لم تحصل مفاجأة كبيرة، يوحي بأن الأمور ستُرحل إلى ما بعد الإنتخابات الأميركية، بالرغم من المخاطر التي تعيشها الساحة اللبنانية على أكثر من صعيد، ومن المخاوف التي قد تفرزها نتائج هذه الإنتخابات، خصوصاً مع إحتمال عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.