أكد ​العلامة السيد علي فضل الله​، في كلمة له خلال احتفال اقامته مكتبة العلامة المرجع ​السيد محمد حسين فضل الله​ في صور، "اننا نؤمن بالتعاون والتلاقي ومد الجسور في هذه المدينة، التي نراها تمتد عبر التاريخ، حيث تجاوزت حدود المكان والزمان، لتكون حاضرة في ميادين الوعي والانفتاح والثقافة والعلم، وعندما نلتقي في هذه المدينة، نعيش كل هذا التاريخ، تاريخ الوعي الذي تمثل بكل الذين عاشوا فيها ومروا عليها، ولا تزال آثارهم حاضرة، وستبقى، وخصوصا عندما نستعيد الإمام السيد ​موسى الصدر​ والسيد عبد الحسين شرف الدين والسيد معروف هاشم الحسني، الذين مثلوا صورة للوعي الإسلامي والانفتاح، وتركوا بصماتهم على وعي الناس ومستقبل صورة هذا الدين".

ولفت فضل الله الى أن "هذه المدينة هي مدينة التلاقي الحقيقي بين ​الديانات​ والمذاهب المتنوعة، فهي استطاعت أن تؤكد هذا التلاقي في أصعب الأوقات، وأن تثبت دعائم الوحدة الوطنية والإسلامية بأسمى معانيها، حين قدمت انموذجا في قدرة هذه الأديان والمذاهب على التعاون والتعايش مع بعضها البعض"، ذاكراً "احتضانها كل المقاومين والمجاهدين، ووقوفها مع ​القضية الفلسطينية​، وتقديمها الكثير من التضحيات في هذا المجال".

كما شدد على أن "​مدينة صور​ تمثل عنوانا للثقافة والحرف، ونحن نريد لهذا الصرح أن يكون عنوانا لهذه الثقافة الواعية المتنورة المنفتحة التي تستطيع أن تواجه كل التحديات التي تعصف بواقعنا، لأننا نتعرض لحرب ثقافية يراد لها أن تتسلل إلى عقولنا ومفاهيمنا"، معتبراً ان "دور هذه المراكز أن تساهم في التوعية والتفكير الصحيح لدى هذه الأجيال، بحيث تستطيع أن تغربل الأمور، وتأخذ الجيد، وتترك السيء"، محذرا "ممن يريدون أن يمسكوا بعقولنا، ويعملوا على تغيير مفاهيمنا، بحيث يصبح العدو صديقا والصديق عدوا".

وتابع فضل الله بالقول "في مواجهة كل هذه الحرب الناعمة، نحن بحاجة إلى أن يكون لدينا حراك ثقافي متنوع، نتعلم فيه كيف نتحاور مع بعضنا البعض، بعيدا عن العصبيات والانقسامات".

وتطرق إلى موضوع ​الانتخابات​ بالقول "علينا أن ننطلق فيه من وعي ثقافي، وليس من عصبية حزبية أو مذهبية أو دينية، بحيث ننتخب بناء على قناعة مدروسة، ونقترع على أساس البرامج وليس الأشخاص"، منبها من "وصول البلد إلى وضع صعب، بفعل ما نعانيه من هدر وفساد وترهل"، معتبرا أن "الدول لا تعطي الهبات و​القروض​ مجانا، إنما ضمن شروط معينة".

وختم بالقول "مسؤوليتنا جميعا الحفاظ على هذا البلد، لأنه لا يستطيع أن يواجه التحديات الخارجية إذا كان داخله مترهلا، وكان يعيش الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية".