في 12 أيلول الماضي أطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري عمل ​الماكينات الانتخابية​ ل​حركة أمل​، وطلب العمل الجدي تحضيرا للاستحقاق الانتخابي وقسّم مسؤولية الماكينات في الدوائر الانتخابية، فاستلم وزير المال علي حسن خليل دائرة ​مرجعيون​ ​حاصبيا​، رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم ومدير عام "مجلس الجنوب" المهندس هاشم حيدر دائرة صيدا-جزين التي تضم 5 نواب، عضو هيئة الرئاسة في الحركة خليل حمدان استلم رئاسة الماكينة الانتخابية لدائرة ​الزهراني​ صور، واستلم مدير عام "إدارة مصلحة التبغ والتنباك" المهندس ناصيف سقلاوي العمل في قضاء صور، النائب هاني قبيسي في دائرة ​النبطية​، النائب ايوب حميد في دائرة ​بنت جبيل​، رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان في ​البقاع الغربي​، هيثم جمعة استلم دائرة زحلة، مصطفى الفوعاني في دائرة ​بعلبك​، محمد خواجة في دائرة ​بيروت​، ومفيد الخليل في الضاحية الجنوبية.

بدأت الماكينات الانتخابية عملها التحضيري بداية تشرين الأول الماضي، فتم تشكيل لجان مصغرة خاصة بالقرى، تكون على تنسيق وتواصل مع اللجنة المركزية في القضاء، كذلك تم تقسيم العمل داخل اللجنة المركزية الى عدّة لجان، يكون لكل منها وظيفته ودوره، ومنها لجنة الشؤون الانتخابية التي تُعنى بكل ما له علاقة بأسماء الناخبين والقوائم الانتخابية وأعدادهم وتوزيعهم وانتمائهم، واعداد المندوبين وتدريبهم وتقديم جلسات شرح القانون وكيفية الاقتراع، ولجنة الاعلام التي تختص بتحضير المواد الاعلامية المخصصة للمعركة الانتخابية.

تمتاز حركة أمل بالخبرة الانتخابية، لذلك بدأت عملها باكرا داخل القرى في عملية إحصاء المحزّبين فيها، جمهورها ومؤيديها، وذلك عبر استمارات تولّى مسؤولية اعدادها مسؤول الشؤون الانتخابية في كل قرية، وتولى عملية إدخال "الداتا" الى الحواسيب فرق مختصة تمكنت من "مكننة" المعلومات عبر استعمال برامج خاصة. بعد هذه العملية بدأت الماكينات الانتخابية بالتدقيق في لوائح الشطب وتصحيح الأخطاء الواردة فيها، ومن ثم فتحت ملف "الهويات" فجنّدت فرقا مختصة باستلام الأوراق المطلوبة للاستحصال على "الهوية" ومتابعتها لحين تسليمها لصاحبها، فاستطاعت هذه الفرق أن تُنجز الاف "الهويات" في زمن قياسي.

منذ شهر تقريبا رفعت اللجان الانتخابية في القرى أسماء مندوبيها الثابتين والمتجولين، إضافة الى تسمية "منسقين اثنين" تكون مهمتهما محصورة بيوم الانتخاب وفي صلبها التواصل مع الشخص الذي سيكون مكلفا بمتابعة شؤون البلدة في اللجنة المركزية. ومن ثم أطلقت اللجان المركزية العنان لدورات تدريب المندوبين الثابتين والمتجولين، الذي سيخضعون لتدريب مكثف حول آليات الاقتراع وكيفية التنسيق بين الأقلام الانتخابية ومسؤول الشؤون الانتخابية في البلدة والمنسق الانتخابي، بحيث سيتم اعتماد الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تقدّم النتائج لحظة بلحظة الى مسؤول الماكينة الانتخابية في كل دائرة.

الى جانب التدريب للمندوبين، سيتم اعداد برامج تدريب خاصة للمندوبين الثابتين الذين سيمكثون داخل أقلام الاقتراع بعد اقفال الصناديق للمشاركة بعملية الفرز، خصوصا وأنها المرة الاولى التي سيتم الاعتماد فيها على القانون النسبي مع الصوت التفضيلي. لم تحدد بعد قيادة حركة أمل خياراتها بالنسبة للصوت التفضيلي وكيفية توزيعه رغم وجود عدة طروحات، مع الاشارة الى أن هذا الأمر متروك للحظات الاخيرة بالتنسيق مع ​حزب الله​.

تغيّرت وسائل العمل الانتخابي منذ آخر انتخابات نيابية عام 2009، ولم يعد بإمكان الماكينات الانتخابية اتباع العمل التقليدي، لذلك توجهت حركة أمل نحو فئة الشباب الجامعي المتخصص، وأساتذة الجامعات الذين يشكلون اليوم نسبة كبيرة جدا من مسؤولي اللجان الانتخابية، وتحديدا اللجان التي يكون عملها متوجها بشكل مباشر الى الجمهور، فأطلقت الصفحات الالكترونية الخاصة بكل ماكينة انتخابية، ويتولى فريق مختص انتاج المواد الاعلامية لكل قرية.

لكل ماكينة انتخابية نقاط قوة تسعى لإخفائها عن منافسيها، وهذا ما تقوم به أيضا الماكينة الانتخابية لحركة أمل، اذ تملك عددا من المفاجآت التي ستبقى مخفية عن اعين الجمهور، تمهيدا لاستعمالها في 6 أيار.