حلَّ عيدَا الأم والطفل على الفتاة عهد باسل التميمي (17 عاماً) ووالدتها ناريمان، وهما داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي، وتزامن أمس مع محاكمتهما في "محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية" – غرب ​رام الله​، حيث حوّل الجلاد المحاكمة إلى سرية، بعدما غدت عهد "أيقونة النضال الفلسطيني"، وتستأثر باهتمام الرأي العام داخل الكيان الصهيوني والعالم.

وذلك بعدما تمكّنت من صفع ضابط وجندي صهيونيين من لواء "غولاني" حاولا دخول منزل العائلة يوم الجمعة )15 كانون الأوّل 2017)، إثر مواجهات وقعت بين متظاهرين وجنود الإحتلال في بلدتها النبي صالح - غرب رام الله في ​الضفة الغربية​ مع إبنة عمّها نور التميمي.

وهي الحادثة التي صوّرتها والدتها ناريمان التميمي، وبُثّت مباشرة عبر ​وسائل التواصل الاجتماعي​ عبر صفحتها على "​الفايسبوك​"، قبل أنْ يُقِدم الإحتلال على اعتقالها فجر الثلاثاء )19 منه)، ليعود ويعتقل والدتها لدى بحثها عنها ومن ثم إبنة عمّها نور.

وأمس استطاعت "صاحبة الشعر الذهبي" أنْ تُفشِل مؤامرة الإحتلال بعدما وجّهت لها ​النيابة العامة العسكرية​ لائحة اتهام من 12 بنداً بتهمة صفع جندي من لواء "غولاني" و5 حوادث أخرى بمهاجمة جنود الإحتلال، والتحريض والدعوة لتنفيذ عمليات ضد الإحتلال.

ولكن اقتصرت ادّعاءات الإحتلال على أربعة بنود بينها، إعاقة عمل جندي ومهاجمته، فيما تمَّ إسقاط تهم التحريض.

وجاء في لائحة اتهام النيابة العامة العسكرية المعدّلة أنّ عهد وإبنة عمّها نور وانضمت إليهما والدتها ناريمان قمن بضرب الجنود بقبضات اليد، وصِحنَ في وجوههم، بينما تركت الضربة التي وجّهتها عهد للجندي علامة على وجهه.

وتوصّلت نيابة الإحتلال العسكرية مع هيئة الدفاع عن عهد إلى حبس فعلي لها لمدّة 8 أشهر، بتهمة إعاقة عمل جندي إسرائيلي ومهاجمته.

كما قضت ​المحكمة العسكرية​ ذاتها بسجن الوالدة ناريمان التميمي 8 أشهر، ودفع غرامة مالية قدرها 1700 ​دولار​ أميركي، بتهمة إعاقة عمل جندي ومهاجمته.

وأضافت المحكمة إلى قرارها سجن الوالدة لـ7 أشهر (مع وقف التنفيذ) في حال ارتكبت أياً من المخالفات المدرجة بالحكم، (لم تعلن عنها) خلال السنوات الخمس المقبلة.

وبحلول ​عيد الأم​، لم تتمكّن عهد من أنْ تجمع الأزهار من حقول قريتها النبي صالح، بالقرب من نبع "عين القوس"، الذي يقدّسه ​اليهود​، لتقدّمها إلى والدتها ناريمان، في عيد الأم كما اعتادت في كل عام، بل حيّت والدتها بنظراتها عن بُعد مع ابتسامة من ثغرها، رغم شحوب وجنتيها، موجّهة رسائل عدّة للجلاد الإسرائيلي، الذي ساوى في سجنه بين الأم وبكرها.

عهد كان من المفترض أيضاً أنْ تحتفل ب​عيد الطفل​ بين أحضان والدتها لتغمرها مع شقيقيها وعد ومحمد، لكن كانت تحرّك السلاسل المعدنية التي أوثق الإحتلال بها يديها ورجليها، بدلاً من أنْ تلهوَ بألعاب يحضرها الوالدان.

وأيضاً ارتدت زي السجن بدلاً من ارتدائها زي المدرسة، حيث كانت تتابع تعليمها في الصف الثالث الثانوي في "مدرسة ​البيرة​ الثانوية"، ليحرمها الإحتلال من ذلك.

وكان الإحتلال قد تعمّد أنْ تكون جلسة محاكمة عهد السابقة في يوم ميلادها (31 كانون الثاني الماضي) لينغّص عليها فرحتها.

لكن الفتاة التي أصبحت موضع اهتمام ومتابعة تتمتّع بمعنويات عالية وتمضي وقتها داخل السجن بقراءة ​الكتب​ والمنهاج المدرسي مع التركيز على اللغة الإنكليزية، وفق ما أوضح والدها باسم، الذي تمكّن من زيارتها وزوجته ناريمان للمرة الأولى منذ اعتقالهما قبل 3 أشهر، وقد أصبحت أكثر قناعة بمتابعة تحصيلها ودراسة القانون لتدافع عن حقوق أبناء شعبها في وجه المحتل الغاصب.