اشار مدير عام وزارة الاعلام ​حسان فلحة​ الى "أهمية الاعلام في تقوية المجتمعات والحفاظ على التراث ونشر الثقافة والسلام"، أكد فيها ان "هدف الإعلام هو تحسين التواصل ليس فقط بين أفراد شعب بلد واحد، ولكن أيضا بين شعوب العالم". وقال:"لهذا السبب، فانه من واجب ​وسائل الاعلام​ إتباع اي نهج يساعد الحضارات المختلفة في كل أنحاء العالم للحصول على حياة أفضل. ودعونا لا ننسى ان استمرارية اي وكالة أنباء أو صحيفة أو قناة تلفزيونية أو محطة إذاعية يعتمد على تعزيز الإنسانية والتعايش السلمي. يبقى السؤال، من يستطيع تعزيز السلام والأخلاق بشكل أكثر فعالية من وسائل الإعلام؟".

اضاف خلال مشاركة وفد ​لبنان​ي رسمي فلحة في مؤتمر "التطور يلاقي الثقافة" الذي عقد في العاصمة الايطالية - روما، بتنظيم من "راديو راي" وإتحاد الاذاعات الآسيوية، "في عالم اليوم، تظل معضلة المنافذ الإعلامية الملتزمة بالصدق والموضوعية ان تضمن حق الناس في معرفة ما يجري من حولهم، وكذلك في أنحاء أخرى من العالم. كما تكمن المشكلة في أن الإعلام لا يمكنه التظاهر بأن شيئا لم يحدث أو أن ما حدث كان غير ذي أهمية وليس جديرا بالنشر. فان انتشار الهواتف النقالة والأجهزة اللوحية في جميع أنحاء العالم تقريبا قد جعل من كل شخص صحافي على استعداد لتقديم الصور وأشرطة الفيديو، في غضون دقائق وأحيانا ثوان من وقوع الحدث".

واشار الى انه "في مواجهة منافسة شرسة كهذه، فإن وسائل الإعلام العامة، بما في ذلك أجهزة التلفاز وأجهزة الراديو، تتعرض لخطر كبير يفقد صدقيتها وأهميتها إذا لم تتمكن من الارتقاء إلى مستوى التحدي وتوفير تغطية كاملة للأحداث الجارية"، مؤكدا ان "لدى وسائل الإعلام العامة حس أعمق بالمسؤولية، وبالتالي فهي تحتاج إلى التأكد من أن تغطيتها تفي بمهمتها المهنية وأنها دقيقة وشاملة ومتوازنة". وقال: "لقد شكل التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات في القرن الواحد والعشرين تحديات جديدة أمام وسائل الإعلام. في ظل هذه الظروف، أشدد على اهمية مشاركة معلومات منتظمة عن أنشطتنا، ومشاركة بعض المشاريع التقنية والتكنولوجية، والبحث عن حلول وطرق تعاون جديدة، وإدخال تقنيات جديدة، والحفاظ على التعاون مع الأخذ في الاعتبار الحفاظ على هويتنا، ثقافتنا، وتراثنا".

وأعلن "ان إحدى الوظائف الرئيسية لوسائل الإعلام تتمثل في الجمع بين أشخاص من مختلف اللغات والثقافات، حيث تلعب دورا مهما ومؤثرا في توجيه الرأي العام. على سبيل المثال، لا يمكن لأي شخص، مهما كانت هويته، أن يتبنى موقفا معينا أو يتبنى فكرة معينة إلا من خلال المعلومات المقدمة إليه. وهذا يؤكد قدرة وسائل الإعلام، بكل أشكالها، على إجراء تغييرات في المفاهيم والممارسات الفردية والاجتماعية من خلال بث المعرفة، والوعي، والتنوير، وتشكيل الرأي، والنشر السليم للمعلومات، كل ذلك في خدمة الإنسانية". وقال:"هذا الموضوع يقودنا إلى مسألة الإعلام والقيم الإنسانية في وقت التغيير والتحول السريع والمخاطر والتهديدات التي نواجهها من التطرف العنيف ... ليس هناك ما هو أكثر أهمية من نشر القيم - قيم المجتمعات والثقافات، وكذلك الأدوار السلوكية".

وأكد ان "الاعلام هو إحدى الطرق لبناء درع واق في جميع أنحاء العالم، وتعزيز معايير البلد وبناء مستقبل أفضل". وقال: "الإعلام يمكن أن يساعد في بناء التفاهم ومحاربة سوء الفهم وسياسة التهميش والاستبعاد والصور النمطية. إن أي شخص يختار أن يكون في مجال ​الصحافة​، سواء كان ذلك عبر الإنترنت، أو الطباعة، أو التلفزيون، أو الإذاعة، يؤمن بعالم أفضل. أولئك في مجال الصحافة يعتقدون أن لديهم رسالة تساهم في بناء مجتمع أو عالم أفضل".

اضاف "لبنان، بلدي، يتكلم العديد من اللغات بالإضافة إلى العربية، لديه 18 طائفة تؤمن بالعيش المشترك. بلدي يقدر أهمية التنوع الثقافي ودمج الحضارات. اقول لكل واحد منكم...لا تقف ساكنا: استثمر، كن مبدعا، ساهم لبناء عالم أفضل. بلدي لبنان خير مثال على هذه الرسالة، لكن علينا أن نعمل معا لنحمل هذه الرسالة للوصول إلى جميع شعوبنا".