لفتت صحيفة "الراية" القطرية الى أنه "مع دخول الحصار الظالم يومَه الـ 300، تسطر قطر سِفراً جديداً في ملحمة الصّمود والتّحدّي والمُحافظة على السّيادة والاستقلاليّة الكاملة، فقطر قيادةً وحكومةً وشعباً على قلب رجلٍ واحدٍ، لا يضرّها دسائسُ ومُؤامراتُ دول الحصار، ولا الاتّهامات الباطلة الّتي لا تستند إلى دليلٍ، فقطر اليوم تمضي بثبات في الطّريق الّذي اختارته لنفسها، وهو طريق الاستقلاليّة والمُحافظة على الكرامة"، مشددة على أن "قطر لم تكن يوماً ولن تكون تابعةً لأحدٍ، ولن يضيرها شيءٌ حتّى لو استمرّ هذا الحصار للأبد طالما كان الثّمن هو المُحافظة على شعبها ومقدراتها ومُستقبل أبنائها، وطالما اختارت طريق العزّة والكرامة".

واعتبرت الصحيفة أن "قطر كسبت الرّهان والتحدّي مع دول الحصار، فالإنجازات على شتّى الصّعد لم تنقطع، فما حقّقته قطر خلال أيّام الحصار من إنجازات اقتصاديّة وتنمويّة وعسكريّة وسياسيّة يساوي سنواتٍ كثيرةً من أعمار الدول، فالقطريّون أخرجوا مكامن القوّة لديهم ومضوا بكلّ ثباتٍ نحو بناء دولتهم والاعتماد على الذات والسّير في خطّ التنمية، حيث حافظت قطر على قوّة اقتصادها رُغم مُحاولات دول الحصار ضرب العملة والتّحريض المُستمرّ على قطر وتزييف الحقائق وكيل الاتّهامات الباطلة من أجل ضرب وزعزعة استقرار قطر وعلاقاتها الخارجيّة مع الدّول، إلا أن التّكاتف منقطع النّظير للشّعب والمُقيمين مع القيادة الحكيمة أحبط المُخطّطات الظلاميّة ونقل الأزمة إلى دول الحصار نفسِها الّتي بدأت تتأثّر بالحصار".

ورأت أن "الدبلوماسيّة القطريّة كانت من أهمّ مكاسب الحصار، فرُبّ ضارّة نافعة، حيث أثبتت قوّتها وقدرتها على فتح آفاق جديدة من العلاقات مع الدول، وعقد شراكات وتحالفات ناجحة، بعد أن أزاحت عن كاهلها أعباء سابقة تعود لما قبل الحصار، فقطر أدارت الأزمة بحنكةٍ وثقةٍ وبُعدِ رؤيةٍ"، لافتة الى أنّ "الحصار أسهم في تبلور هُوية وطنيّة قطريّة مُتمايزة، عزّزت شعور الانتماء والتّماهي مع الوطن، كون المواطن القطريّ أدرك أنه هو المُستهدف بهذه الأزمة المُفتعلة عبر ضرب استقراره والسّيطرة على مقدراته ومُكتسباته وسيادة دولته واستقلال قرارها السياسيّ".

وسألت الصحيفة "منذ متى يرضى القطري أن تكون بلاده تابعة لأحدٍ أو تدخل تحت عباءة الغير أو تكون مجرّد أفراد في جوقة تردّد ما يُمليه عليها الغير، قطر ومع دخول الحصار يومَه الـ 300 لن تضعف عزيمتُها ولن تساوم على كرامتها وسيادتها وماضية في مشاريعها التنمويّة دون الالتفات إلى أحدٍ".