ترأس راعي أبرشية البترون المارونية ​المطران منير خيرالله​ قداس منتصف الليل في ​كاتدرائية مار اسطفان​ في ​مدينة البترون​، في حضور وزير الخارجية والمغتربين ​جبران باسيل​، وألقى خيرالله عظة بعنوان "إغفر لهم يا أبتاه"، شدد فيها على أنه "يجدر بنا أن نعود إلى ذواتنا لنقوم بفحص ضمير عميق وبفعل توبة صادق فننقي ذاكرتنا ونحرر وجداننا التاريخي من كل أشكال الأحقاد التي صنعتها أخطاء الماضي، فنصفح ونطلب المغفرة، ونحقق معا المصالحة الحقيقية التي هي شرط للوفاق ولا وجود لها من دون صفح وطلب مغفرة. وبين الصفح وطلب المغفرة وثاق لا تنفصل عراه ولا معنى للمصالحة ما لم تكن مشدودة إليه. ويجدر بكنيستنا، التي ختمت ليلة عيد مار يوحنا مارون الاحتفالات بالسنة اليوبيلية للشهادة والشهداء وذكرت شهداءها عبر الأجيال، أن تقف اليوم بشجاعة وجرأة وتواضع أمام التاريخ وأمام الضمير وأمام الله، فتصفح عن الإساءات التي ارتكبت بحقها وبحق أبنائها، وتطلب المغفرة عن الأخطاء التي ارتكبها ويرتكبها أبناؤها بحق إخوانهم في الدين والمواطنة".

ولفت الى أن "تاريخ كنيستنا هو تاريخ قداسة، لأن مؤسسها هو ناسك قديس. ففي القداسة بدايتها، وفي القداسة ضمانتها، وفي القداسة استمراريتها، وبدون قداسة نهايتها"، كما يقول الأب ميشال الحايك. تاريخها تاريخ قداسة لا ​سياسة​ بمعنى التحزب والفرقة، وتاريخها كذلك تاريخ وطني مسؤول عن ديمومة ​لبنان​ الوطن الرسالة كما أراده البطريرك ​الياس الحويك​ لجميع أبنائه مسيحيين ومسلمين تجمعهم فيه ​المحبة​ والرحمة، هنا السياسة بمعناها الأخلاقي والديني تبدو عملا مباركا. ويجدر بنا أخيرا، في أحد القيامة، أن نجثو أمام ​المسيح​ المصلوب الذي حمل صليب خطايانا ومات وقام، وهو قائم وحي أبدا بيننا، فنقوم من عثراتنا وننزع عنا حجاب موت الخطيئة ونقدم له ذواتنا ونحن تائبون ونستعد لمواجهة تحديات هذا الزمن".