لفت وزير الاشغال ​يوسف فنيانوس​ خلال تنظيم جمعية ​اندية الليونز​ الدولية المنطقة 351 إلى أنه "تنعقد اليوم ورشتكم في بيت المهندس، هذا الصرح النقابي العريق، بدعوة من اندية الليونز، هذه الاندية التي لم تبخل يوما بالعطاء الانمائي والفكري، التي تكتسب أهمية إستثنائية نظرا لعنوانها ومضمونها:​البناء​ الاخضر".

واعلن ان "اجتماعنا اليوم، يؤكد على أهمية المشاركة في لقاء العقول وإخراج الصيغ، ويجمع نخب من خبرة الطاقات من ​العالم العربي​ سواء على مستوى الوزارات والإدارات العامة أو على مستوى ​القطاع الخاص​، كما يشكل فرصة لمناقشة وتبادل الأفكار والخبرات ومتابعة القرارات والتوصيات الصادرة عن ورشتكم في هذا المجال، تأكيدا على توسيع إطار التعاون بين الجميع، لأن الهندسة بكافة انواعها هي الركن الأساسي في تقدم وإزدهار أي بلد، وللمهندس مسؤولية كبيرة لجهة نوعية وسلامة المشاريع"، لافتا الى ان "الارتباط الوثيق بين التنمية الاقتصادية و​البيئة​ بدأ يظهر جليا في مختلف المجتمعات، وقد تنبه المختصون إلى أن الأشكال التقليدية للتنمية الاقتصادية تؤدي إلى الاستغلال للموارد الطبيعية، وفي الوقت عينه تتسبب في إحداث ضغط كبير على البيئة نتيجة لما تنتجه من ملوثات ومخلفات ضارة، مما لا يدع مجالا للشك في أن ضمان استمرارية النمو الاقتصادي لا يمكن أن يتحقق مع تقويض النظم البيئية بإنتاج الملوثات والمخلفات وتدمير أنظمتها الحيوية واستنزاف مواردها الطبيعية".

وتابع :"أعود اليكم للمرة الرابعة على التوالي، حتى صار يصح مني المثل القائل اذا ما ضيعتم وزير الاشغال وجدتموه في ​نقابة المهندسين​ يرعى مؤتمر حتى اصبحوا خمسة ولنا لقاء آخر في الحادي عشر من الشهر المقبل".

وقال :"انا خريج الجامعة ال​لبنان​ية في علم الحقوق، ولكثرة ما ترددت الى نقابتكم اصبحت مهندسا، أعوذ بالله من كلمة انا، ولكن يوما بعد يوم ومؤتمر بعد آخر من الاملاك العامة البحرية الى ترتيب الشواطئ الى ​التنظيم المدني​ الى تلك الشجرة التي شرح لنا احد اعضاء هذه النقابة، كم استغرق من وقت لدراسة المكان حولها حتى أصبحت هذه الشجرة محور العالم فأقمنا هذا الحيط حولها".

اضاف :"كما ان معظم دول العالم تولي اهتماما خاصا بمواضيع حماية البيئة والتنمية المستدامة، وذلك للتقليل من ​الآثار​ البيئية الناجمة عن الأنشطة البشرية من خلال خفض كمية المخلفات والملوثات. لأن القطاعات العمرانية في هذا العصر لم تعد بمعزل عن القضايا البيئية الملحة التي تهدد العالم، كما أن هذه القطاعات تستهلك الكثير من الطاقة و​المياه​ والمواد الاولية والموارد الطبيعية، ما يؤثر بشكل مباشر على إنتاج ​النفايات​ والمخلفات ويؤدي إلى ​تلوث الهواء​ والمياه والبيئة".

واشار الى ان "الأبنية الخضراء، التي تعتمد في بنائها معايير صديقة للبيئة، مهمة للغاية في إشراك المواطن بمبادرات فعلية للتقليل من تلوث البيئة، وهي تربية عملية لهم لتغيير سلوكياتهم تجاه البيئة. ولهذه الأسباب نرى أن التحدي الذي يواجه هذا القطاع العمراني في وقتنا هذا، يتمثل في قدرة المباني على أداء دورها التنموي بالنسبة لتحقيق مفاهيم التنمية المستدامة الشاملة. مما ساعد على بلورة مفاهيم العمارة الخضراء والتصميم المستدام والاعتماد بشكل أكبر على مصادر ​الطاقة المتجددة​".

وقال :"ان اولى النصوص التشريعية لحماية البيئة وتوفير الطاقة في الابنية، تم لحظها ضمن قانون البناء ومرسومه التطبيقي عام 2005، حيث لحظت المادة 12 تحفيز الاتجاه نحو تحول الابنية عبر استخدام جدران مزدوجة عازلة وحافظة للحرارة الداخلية وكذلك في الأسطح، وبالتعاون مع النقابة تم اصدار معايير الابنية الخضراء في لبنان وهي غير الزامية حتى اللحظة ومبنية على الدراسة السابقة المذكورة"، لافتا الى ان "المجلس الأعلى يعمل حاليا، على ادخال استعمال الزامية استخدام الطاقات المتجددة ابتداء من الابنية والمشاريع الكبرى، آخذة بعين الاعتبار المعايير ​المعمارية​ والالكتروميكانيكية".

اضاف :"استكمالا للتوجيه العام لتوفير الطاقة واستخدام الطاقات المتجددة، اصدرت المديرية العامة للتنظيم المدني، بالتعاون مع U N D P عام 2005 دراسة للمعايير الحرارية وتوفير استخدام الطاقة في الابنية وهي معايير توجيهية. من هنا، تكمن أهمية مصادر الطاقة المستدامة الخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية، من خلال الأبنية الخضراء، باعتبار أن الطاقة ستكون أكبر التحديات التي ستواجه العالم في المستقبل، فالمباني ​الجديدة​ التي يتم تصميمها وتنفيذها وتشغيلها بأساليب وتقنيات متطورة تسهم في تقليل الأثر البيئي، وفي الوقت عينه تقود إلى خفض التكاليف وخصوصا تلك المرتبطة بالتشغيل والصيانة، كما أنها تسهم في توفير بيئة عمرانية آمنة ومريحة".

واعلن أن "تحول قطاع الإنشاء العقاري نحو مشاريع الأبنية الخضراء، كفيل بالتقليل من نسبة استهلاك الطاقة، لأن هذه المباني تقلل من استهلاك ​الكهرباء​ بسبب تصاميمها الاستثنائية".

واضاف:"ان الحلول البيئية التي تقدمها العمارة المستدامة الخضراء، تقود في نفس الوقت لتحقيق فوائد اقتصادية عديدة على مستوى الفرد والمجتمع. كما أن اعتماد الدولة لمبدأ التنمية المستدامة من خلال استخدام تقنيات الأبنية الخضراء، لا يساعد فقط في توفير الطاقة، وإنما يساهم في نشر الوعي بين الناس لمدى أهمية تغيير عاداتهم تجاه البيئة".

وتابع:"من هنا، وأمام هذه التحديات المختلفة الأوجه، أدعوكم الى تشكيل قوى ضاغطة من خلال نقاباتكم الهندسية لتعزيز دوركم بإشراككم في جهود تحقيق التنمية الإقتصادية والسياسية والإجتماعية، فأنتم مطالبون بالمساهمة في تطوير هذا العمل بتسخير ​الكفاءات​ والخبرات لإغناء ما تقومون به في هذا الميدان".

وختم فنيانوس :"لا بد أخيرا، أن أتوجه بكلمة شكر الى جمعية ​أندية الليونز​ الدولية لبنان - ​الاردن​ - ​العراق​ - ​فلسطين​ ونقابة المهندسين في ​بيروت​، والى كل المشاركين في هذا الإجتماع الذي نتطلع الى بقائه دوما شعلة في مسيرة الإنماء والإعمار، بحيث يكون العمل فعل إيمان بالمستقبل وتعبير عن إرادة الحياة.أتمنى لكم مزيدا من النجاح في ورشتكم الكريمة والتركيز على هندسة البشر قبل الحجر".