ذكّر رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران ​بولس مطر​، في كلمة له خلال ندوة صحفية عقدت في ​المركز الكاثوليكي للإعلام​، حول الرسالة العامة السابعة للبطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​ "الحقيقة المحرﱢرة والجامعة"، وثيقة لاهوتيّة توضيحيّة حول مواضيع من تعليم الكنيسة، "أنّنا في السنة الماضية مثل هذه الأيام، إجتمعنا حول الرسالة السادسة للبطريرك الراعي وكانت بموضوع "الكنيسة وخدمة المحبة". في الرسالة السابعة الموضوع يتمحور حول الكنيسة وخدمة الحقيقة، وهذه خدمة جوهرية وأساسية"، مشيراً إلى أنّ "اللاهوتيين الكبار مثل مار توما الأكويني عندما كان يكتب اللاهوت كان يركع أولاً أمام القربان ويصلّي، لأنّ الحقيقة ​المسيحية​ لا تأتي إلّا من المسيح. لذلك نحن لا نقترح هذه الحقيقة ولا نتفلسف على هذه الحقيقة نحن نقبل هذه الحقيقة التي أتتنا من الله".

وأوضح مطر، أنّ "المسيحية نسمّيها دين الوحي، أي أنّ الله الّذي خلقنا اقتقدنا وتكلّم معنا وكشف لنا ذاته وإرادته ودعانا إلى أن نلبّي هذه الإرادة ونكون في صحبته ونكون من أبنائه ونكون سعداء. المبادرة هي مبادرة إلهية، لذلك نحن نتلقى هذه الحقيقة، نتلاقاها ونستقبلها في عقلنا وقلبنا ونؤمن بها لأنّنا نثق بمن قالها. نعمل بالفكر لنفهم أكثر وأكثر معانيها وأبعادها، لذلك اللاهوت هو الإيمان الذي يفتش ليفهم الحقيقة التي أتت من المسيح "فأنا لا اخترع المسيحية"".

وبيّن أنّ "هذه الرسالة كما قال البطريرك الراعي موجّهة إلى كلّ المؤمنين ب​يسوع المسيح​ لتضع الأمور في نصابها ولتكون الحقيقة مفرحة"، منوّهاً بـ"قداسة ​البابا فرنسيس​ الّذي يضع دائماً في كلّ رسائله الفرح "فرح الإنجيل". في العائلة تكلّم عن "فرح الحب"، عن "فرح الحقيقة"، وفي الأرشاد الرسولي الأخير قال "إفرحوا وابتهجوا حول الدعوة إلى القداسة في العالم المعاصر"، فحقيقة المسيحية تعطي الفرح، نحن نتلقى الحقيقة فقط من المسيح".

وركّز مطر على أنّ "الحقيقة المسيحية وديعة الإيمان "إي الإرث" وممنوع التفريط بها. الكنيسة مسؤولة عنها وهي امتداد ليسوع المسيح، وهي الّتي تفصل بأي خلاف بين الناس"، مشدّداً على أنّ "السلطة الكنسيّة هي المسؤولة عن الحفاط عن التراث وتفسيره وإعطائه للناس صافياً".