عمليا، لم تعد ​حركة امل​ ملزمة بمداراة اي طرف سياسي عملا بالمبادئ والمسلمات الوطنية لرئيسها ​نبيه بري​ طالما ان هذا الطرف هو وزير الخارجية ​جبران باسيل​ الذي اثبت بخطاباته وتصرفاته انه يملك «مشروعا تهديميا لتخريب البلد»، على حد تعبير احد نوابها البارزين.

بالنسبة للحركة، سقطت كل الأقنعة، اتهامها لباسيل بمحاولة تخريب البلد ليس نابعا من فراغ، كل تصرفات رئيس ​التيار الوطني الحر​ توحي وفقا للنائب الجنوبي بأن لديه مشروعا تهديميا وتخريبيا واضحا، والامثلة على ذلك كثيرة فمن ينطق بالتحريض المذهبي والطائفي ليس هدفه مصلحة ​لبنان​ أو وحدة شعبه، وهو بالطبع لا يسعى الى حماية العيش المشترك والوحدة الوطنية.

على ان تقييم الحركة لباسيل لا يقف عند هذا الحد، صحيح ان الاخير من وجهة نظر المجتمعين السياسي والشعبي تطاول على رئيس ​المجلس النيابي​ مرارا وتكرارا تلميحا وبالاسم الا ان الحركة وبشخص نائبها ترفض حتى هذا التعبير، فلا «احد قادر على التطاول على قامة وطنية كالرئيس بري»، وعليه نحن نعتبر والكلام حرفيا لنائب «امل» ان باسيل مهما قال وفعل «يبقى مجرد، انسان تخريبي طرحه تخريبي وتهديمي واضح».

ومن هنا، يجب إعادة التأكيد على انه في قاموس حركة «امل» ورئيسها معيار واحد في التعامل مع الاطراف السياسية في لبنان هو احترام الوحدة الوطنية والعيش المشترك وكل من ينطق بهذا المعيار ويعمل لحماية البلد نعتبره في صفنا...

ويستنتج من هذا الكلام بأن باسيل بات خارج الداعمين والحامين للمشروع الوطني اي عمليا خارج صفوف حلفاء ​حزب الله​ الذي يملك مشروع «امل» ذاته، وهذا الاتهام لباسيل خطير لأنه سوف يضع، وفقا لمعلومات خاصة بـ«اللواء»، وزير الخارجية في دائرة المساءلة من قبل الثنائي الشيعي وتحديدا حليفه حزب الله في مرحلة ما بعد ٦ أيار. في حين ان هذا الكلام يدعم ايضا ​سياسة​ الرئيس بري في عدم تعامل الحركة او رئيسها بكيدية مع باسيل او غيره... امثلة كثيرة توثق ذلك منها اصراره على عدم المس بحكومة الرئيس ​فؤاد السنيورة​ او اجتياح السراي بعد انسحاب الوزراء ​الشيعة​ منها، واكثرها ربما رفض رئيس المجلس عقد جلسات نيابية مهمة ومصيرية حتى لا يخل بالميثاقية والتعايش الوطني، من دون ان ننسى تسهيله لجلسة انتخاب عون رئيسا للجمهورية رغم معارضته له واللائحة تطول...

وعلى ما أكد النائب الجنوبي فانه بعد ٦ أيار لكل حادث حديث، نحن مشروعنا كما ​الاخوان​ في حزب الله واضح، ومن يؤيد هذا المشروع سنتعاون معه.

وختم نائب حركة «امل» كلامه قائلا «نحن اليوم لن نتكلم بالتفاصيل، وكما قلت سابقا سنترك كل المواضيع لما بعد ​الانتخابات​، وسوف نرى حينها كيف ستكون لغة كل الافرقاء وتوجهاتهم لنبني على الشيء مقتضاه»، مع تمريره لتفصيل اساسي عن العلاقة الاستراتيجية والوطنية التي تجمع حزب الله وحركة «امل»... «من قال ان الحزب راض مثلا عن اداء باسيل او موافق عليه» نقطة على السطر.