يمكن أن يتخيّل الإنسان أي شيء في حياته ويمكن أن يشكّ في عظمة الله وقدرته إلا أن الإيمان أثبت فعلاً أنه يستطيع أن يصنع المعجزات، والله لا يكف عن صنع معجزاته مع البشر من خلال قديسيه وخصوصاً "حبيس ​عنايا​" ​شربل مخلوف​ الذي تخطت عجائبه الزمان والمكان، وذاع صيته في اصقاع العالم حتى بات ​دير مار مارون​-عنايا محجاً للناس من مختلف الأديان ومختلف البلدان يقصدونه طلباً لشفاعة هذا القديس.

لم يميّز ​القديس شربل​ مخلوف يوماً بين شخص وآخر في عجائبه ويوم يحصل شخص على نعمة من الله بشفاعته فذلك لمواصلة مشروع الله الخلاصي، وهذا ما حصل مع ​حسن فقيه​ "المسلم" والذي يميل بتفكيره ومعتقداته للملحدين الذين لا يعترفون بوجود الله إلا أن فقيه آمن بالله وبإمكانية شفائه فنال النعمة.

حسن فقيه من بلدة "رب ثلاثين" من الجنوب كسرت رجله وبقي أكثر من عام يسير على العكاز فطلب منه الأطباء إجراء جراحة، ولكن ورغم ذلك فإن الأمل من شفائه شبه معدوم. يروي شهيد ساسين وهو المسؤول عن حسن فقيه في العمل أنه "التقى به وهو يائس فعرض عليه أن يحضر له الدواء الذي يشفيه دون جراحة وبعد مرور أسبوعين توجه ساسين وزوجته الى عنايا وأحضرا زيتاً مقدساً وبخوراً وشمعة وصليا على نية شفاء حسن فقيه". وهكذا بدأت مسيرة الشفاء.

سحر "شمعة" القديس شربل لم يفعل فعله فقط في أبناء بلدة "رب ثلاثين" الذين توافدوا في اليوم التالي الى منزل حسن فقيه بل في حسن نفسه الذي وقبل أن يخلد الى النوم مسح رجله وجبينه بالزيت طالباً شفاعة القديس شربل. باختصار "هكذا شُفي". لكن شربل القدّيس أبى أن يتركه فزاره في منزله قائلاً "أنا البركة" واختفى، لتتوالى الأحداث في حياة فقيه بعد ذلك.

مرّت الأيام وكان شهيد ساسين يطالب حسن فقيه بضرورة تسجيل الاعجوبة ولكن وبحسب ساسين "الربّ لم يكن يريدنا أن نسجل الاعجوبة بسرعة"، لافتا الى أنه "منذ عامين وفي 8 أيلول طلب من حسن فقيه مرافقته الى دير مار مارون عنايا-مزار القديس شربل لتسجيل الاعجوبة فما كان من فقيه الا أن أبلغه أن التقارير "التي تتحدث عن مرضه" غير موجودة حاليا في حوزته ولكنه رغم ذلك رافقه في ذلك الوقت"، مشيرا الى أنهما "وصلا الى الدير ودخلا الى مكتب المسؤول عن ملفّ متابعة عجائب القديس شربل في الدير الاب ​لويس مطر​ ليدوّنا الاعجوبة وأثناء كتابة ساسين للتفاصيل رأى والاب مطر حسن فقيه يتوجه الى باب الغرفة ويغمر أحدا ويقبله دون أن يريا من هو"، وعلمنا منه أنه كان ​مار شربل​ الذي لم يكتفِ بالظهور عليه بل أهداه مسبحةً"...

أمام عظمة ما يقوم به مار شربل يبقى على المؤمنين أن "يتمنوا أن ينالوا النعمة التي نالها حسن فقيه سواء عبر الشفاء الروحي أو الجسدي أو لمسة حنان وجه القديس شربل".