أقام "​بيروت​ متحف الفن BeMA" في إطار اختتام مشروع "الإقامة الفنية في ​المدارس الرسمية​ للسنة الدراسية 2017-2018"، الذي استهدف كمرحلة أولى، 7 مدارس من مختلف المناطق ال​لبنان​ية بالشراكة مع وزارة التربية و​التعليم العالي​، معرض "تخيّلات مشتركة"، الذي جمع باكورة الأعمال ​الطلاب​ية التي أُنجزت خلال الإقامات الفنية، وذلك في بيت بيروت، برعاية وزير التربية والتعليم العالي ​مروان حمادة​، ممثلأ بمدير عام الوزارة السيد ​فادي يرق​، وفعاليات ثقافية وإعلامية وإدارات وأساتذة المدارس المشاركة والطلاب وذويهم.

وكان قد أطلق "بيروت متحف الفن" الإقامات الفنية السبعة، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، حيث تولّى تنفيذ هذا المشروع ، الذي تم تصميمه من قبل لين سنيج٬ مستشارة الشؤون التربوية لبيروت متحف الفن "بما"، فنّانون محليون وعالميون مقيمون في لبنان و​طلاب المدارس​ المشاركة، تحت إشراف القيّمة على المشروع في "BeMA" مايا حاج، ومتابعتها لجميع مراحل الإقامات الفنيّة، حيث تنوّعت فيها أعمال الطلاب بين مجالات إبداعيّة متعدّدة، مثل الفنون الحيّة والعروض الأدائيّة والفنون المرئيّة والرسم والطباعة بالشاشة الحريريّة وغيرها.

يهدف المشروع إلى توسيع أفق السياسة التربويّة الحكوميّة، من خلال دعم جهود المركز التربوي للبحوث والإنماء (CRDP) في تعزيز مفاهيم الحوار والتربية المدنيّة والتنوّع الثقافي والتسامح. من هذا المنطلق، توفّر الإقامات الفنيّة التي تقوم على التعاون وتبادل المهارات، مساحةً للتفاعل والحوار، وتحثّ على المشاركة في مشروع يوطّد أواصر المجتمع، وترسّخ بالتالي معنى الانتماء إلى مجتمع محلي أرحب وأشمل، وتساعد في الحدّ من السلوك العدائي تجاهه، لتجسّد الطابعَين الاجتماعي والمجتمعي للفنون.

وجمع معرض "تخيّلات مشتركة"، أعمال الإقامات الفنية من مختلف المدارس المشاركة، حيث تنوّعت بين "دمى متحرّكة وفيديو" أعدّته "مجموعة كهربا" وطلاب مدرسة كمال جنبلاط الرسميّة في منطقة الشوف ومدرسة زحلة الرسميّة المختلطة، إذ جرى ابتداع شخصيات دمى متحرّكة وابتكار تاريخٍ خاص بها. كما تضمّن المعرض مشروعاً حول الطباعة بالشاشة الحريريّة، بعنوان "أبعد من الكلمات: تحارير بالنّسيج"، نفّذته الفنانة الفرنسية الإيرانية ثريا غيزلباش، في مدرسة صور الرسميّة للبنات ومدرسة حارة صيدا الرسميّة، وذلك لتشجيع الأطفال على استخدام الطباعة على النسيج كأداة لسرد الحكايات والتعبير. وجسّد المعرض أيضاً فكرة "المساحة المجاورة"، التي ابتدعها "استديو كواكب"، لتقديم نظرة نقديّة للعلاقة بين الإنسان والبحر واقتراح بدائل للأنشطة البشريّة التي تسبّب الضرر للتراث البحري، وذلك من خلال سلسلة ورش عمل نُظّمت في مدرسة الأمير شكيب ارسلان الرسميّة في فردان، ومتوسطة جبيل الأولى. كما أفرد المعرض مساحةً لمشروع "حديقتي"، الذي أعدّته الفنانة شانتال فهمي، مع طلاب مدرسة راشيل إدّه الرسمية، سبعل- زغرتا، أتاحت لهم عبره فرصة استكشاف الطبيعة كعنصرٍ أساسيّ وحيويّ في التصوير الفوتوغرافي.

وأكد مدير عام ​وزارة التربية والتعليم العالي​ فادي يرق ان "ما نشهده اليوم تجربة رائدة ومتميزة تتجسد في هذا التعاون بين وزارة التربية والتعليم العالي وبيروت متحف الفن (BeMA) الذي ابتكر برنامجا يجعل من تلامذتنا في المدارس الرسمية على علاقة مباشرة مع كبار الفنانين والرسامين والمبدعين من أجل اكتساب مهارات جديدة تجعلهم قادرين على تنمية مواهبهم وتفتح امامهم ابواب الشهرة والابداع وصقل المواهب وتحقيق الذات".

وشكر يرق "السيدة ساندرا ابو ناضر وفريق العمل والفنانين المحترفين الذين حققوا هذه التجربة وجعلوا من التلامذة في المدارس الرسمية التي اقاموا فيها رواداً مبدعين في مشاغل فنية احترافية شكلت نجاحاً باهراً على الصعيدين الفني والتربوي"، معلناً تجديد الشراكة مع "بما" على تنفيذ مشروع الاقامات الفنية في المدارس الرسمية الى عشرة سنين مقبلة، وخاتماً بالقول ان "نجاح هذه التجربة أساسي ومن الضروري ان نعرف رأي التلامذة والاساتذة والفنانين به على حد سواء من أجل تطويره أكثر في المستقبل والعمل على توسيع اطار هذا المشروع ليشمل مدارس أخرى وتلامذة آخرين كي تربح المدارس الرسمية من هذه الاقامة ووجود الفنانين الى جانبهم".