أكد الوزير السابق ​فارس بويز​ أن "لا شكّ بأن كتلة "المستقبل" تراجعت نتيجة الإنتخابات النيابية لأسباب عدّة قد تكون إنخفاض قدرة "المستقبل" المادية، وربما البلبلة التي تسود علاقته ب​السعودية​، والتي أفقدته بعضاً من الغطاء المعنوي بشكلٍ أو بآخر، بالإضافة الى سوء إدارة المعركة الإنتخابية، لكن، رغم ذلك، يبقى رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ الزعيم السنّي الأول في لبنان، ويبقى تيار "المستقبل" القوة السنّية الأولى والأساسية التي من دونها لا يُمكن تركيب البلد، والتي لا يُمكن تخطيها، شاء من شاء وأبى من أبى".

وأشار بويز، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، الى أنه "صحيحٌ أن وجوهاً سنّية جديدة دخلت البرلمان، ولكنها لا تستطيع أن تشكّل فعلاً منافساً حقيقياً لتيار "المستقبل" على الساحة السنّية، ولذلك، وإن كان "المستقبل" ضَعُفَ بعض الشيء على مستوى المقاعد النيابية، ولكن أنا لا أعتقد أن شيئاً أساسياً سيتغيّر، بمعنى أن "المستقبل" سيبقى التيار السنّي الأول الذي لا يُمكن لأحد أن يتجاوزه، وفي غيابه لا يُمكن لأحد أن يدّعي بأن التمثيل السنّي يبقى محفوظاً"، لافتاً الى أن "لا أحد يدري كيف ستُبنى علاقة السعودية الجديدة مع تيار "المستقبل، ولكن أنا أتوقّع بأن لا تغييرات جذرية في العلاقة بين الجانبين رغم كل ما يُقال، كما أعتقد بأنه حتى ولو كانت بعض النقاط عالقة بين المملكة و"التيار"، فإن "المستقبل" سيبقى مرتبطاً بالمملكة وستبقى هي حاضنة له".

كما رأى أن "تراجع حصّة الحريري النيابية في البرلمان الجديد قد يؤثّر بعض الشيء على التموضع السعودي في لبنان في المرحلة القادمة"، مشدداً على أن "الواقع السياسي في لبنان لم يكن يوماً مبنياً فقط على عدد النواب في البرلمان، ولا على القوة البرلمانية لأية جهة أو كتلة"، منوهاً الى أن "ال​سياسة​ في لبنان تُبنى على واقع او حالات أخرى ديموغرافية وتنظيمية أخرى، ولذلك أنا لا أعتقد أن التغيير في حجم كتلة تيار "المستقبل" سيكون عاملاً مؤثراً فعلياً بأي تغيير للسعودية او "للمستقبل" بلبنان في المرحلة القادمة".

وعلّق بويز على التنوّع السنّي الذي ظهر في نتائج الإنتخابات، معتبراً أنه "ايجابي، ليت هذا التنوّع يحصل في كل الطوائف لأن الخطر الأكبر على لبنان يبقى آحادية القيادة في المذاهب التي تخلق أمراء الطوائف وتعرقل فعلاً بناء الدولة والوطن"، مشيراً الى "انني اعتقد أننا كلنا في لبنان أقليات، وكلنا نحتاج خطوط دفاع متعددة، بالإضافة الى تنوّع ضمن المذهب الواحد، لأن الديكتاتورية داخل المذهب الواحد لا تؤدي إلا الى صدام مع المذاهب الأخرى".

وحول كيفية تعاطي الحريري مع سوريا والسوريين في المرحلة القادمة دون ان يؤثر ذلك أكثر على تراجُع رصيده الشعبي والسعودي، فأوضح بويز أنه "غلّب الحريري صفات رجل الدولة والحكمة على اعتبارات عديدة في وقت سابق، وتجلّى ذلك في تعاطيه مع "​حزب الله​"، لقد أدرك فعلاً ان التعايش مع الحزب هو ضروري لإستقرار البلد ولترتيب الدولة، دون ان يذهب الى أكثر من ذلك كالتحالف مثلاً"، معتبراً أنه "طبعاً توجد مشكلة ولكن أعتقد بأن لدى الحريري قُدرة على التأقلم، وما يكفي من الليونة والحكمة لابتكار أسلوب جديد وسياسة جديدة في التعاطي مع هذا الملف".

ورداً على سؤال حول إمكانية توقّع مرحلة أمنية صعبة في لبنان إذا تعذّر ترتيب الوضع السعودي فيه، وسط تمدّد ايراني واضح ومستمر، فأجاب بويز أنه "طبعاً توجد مؤشرات على مستوى المنطقة برمّتها، فإسقاط "الإتفاق النووي" مع ايران هو مؤشر كبير، وتصويت ​الكنيست الإسرائيلي​ على قانون يسمح لرئيس الحكومة الإسرائيلي باتخاذ قرار إعلان الحرب دون الرجوع إليه أو الى الحكومة، هو مؤشر آخر ايضاً"، ذاكراً أن "ملف ​السفارة الأميركية​ في ​القدس​ يُعتبر عنصراً مؤجّجاً للصراع، دون أن ننسى حتماً إطلاق الصواريخ على الأراضي السعودية انطلاقاً من اليمن كل ذلك يُنذر بأن المنطقة تتجه الى تحوّلات دراماتيكية"، مشيراً الى "انني اظن ان المسألة هي مسألة وقت، والإشارات التي تأتي في هذا الشأن واضحة. واعتقد أن صراعاً كبيراً يتم التحضير له، وقد يكون لبنان أحد مسارحه".

وختم بوزي مؤكداً أن "الصراع أشمل وأوسع من لبنان، وهو إقليمي، ولكن قد يكون لبنان فعلاً جزءاً منه".