أكد ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ أنه "آن الأوان للإلتفات الى شؤون الناس، وآمالي كبيرة في تأليف حكومة وحدة وطنية تضمّ جميع الأفرقاء السياسيين وتنصرف الى معالجة الشؤون الحياتية والأزمات السياسية التي تعصف بالبلاد"، مشيراً إلى أن "تأليف حكومة الوحدة الوطنية بحثتُها مع رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ خلال زيارتي له أمس الأول في ​بعبدا​، وكانت وجهاتُ النظر متّفقة في هذا الشأن لأنّ الرئيس يريد انتظامَ عمل المؤسّسات".

ومع طرح عقباتٍ أمام ولادة حكومة العهد الثانية، وسط التأزّم الإقليمي الأميركي- الإيراني، وفرض واشنطن ودول خليجية عقوباتٍ جديدة على "حزب الله" تمنى الراعي في حديث لصحيفة "الجمهورية" "إستعجالَ القوى السياسيّة كافة تأليفَ ​الحكومة​ المرجوّة"، مطالِباً إياها بـ"أن تنصرف بعدما تتألّف وتنال ثقة البرلمان الجديد، الى حلّ مشكلات الناس لأنّ الوضع لم يعد يُحتَمَل، ولا يمكن الاستمرارُ في إدارة البلد بالطريقة التي يُدار فيها، فهمومُ الناس ومشكلاتُهم أولويّة لا يمكن تأجيلُها".

كما علق على استعداده للسفر الى باريس الأسبوع المقبل للقاء الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون، مؤكداً أن "زيارة ​فرنسا​ طبيعية وتأتي بعد انتخاب ماكرون رئيساً للجمهورية"، مشدداً على أنّ "العلاقات بين ​لبنان​ وفرنسا، وبين ​البطريركية المارونية​ وفرنسا مميّزة جداً، ونعمل على حمايتها وتحصينها لما فيه خير البلدين"، مضيفاً: "عندما انتُخب ماكرون رئيساً لفرنسا دعانا لزيارته، والعرف يسري أيضاً على بكركي، فعندما يُنتخب بطريركٌ مارونيٌّ جديد ندعو رئيس جمهورية فرنسا لزيارتنا، ونحن نعمل للحفاظ على أطيب العلاقات مع باريس ولا شكّ في أنّ الملفات التي ستُناقش في الإليزيه ستكون دسمة، إن كانت داخلية أو إقليمية، لأنّ لبنان يتأثّر بأحداث المنطقة بمقدار كبير، لكنّ هناك أزمةً وجوديّةً تُرهق لبنان، وترفع بكركي الصوت من أجل حلّها وهي أزمة النزوح السوري".

وشدد الراعي على أن "كل الملفات ستُطرح مع ماكرون، وبالطبع سنبحث في ملفّ النزوح السوري، ونأمل من باريس أن تساعدنا في حلّه لأنّ الأمرَ ينعكس سلباً على تركيبة لبنان، وبالتالي تقع مسؤولية على الدول الكبرى من أجل إنقاذ لبنان وعدم تركه يواجه المجهول، كذلك إيقاف الحروب في المنطقة".