أكد الامين العام لـ"حزب الله" ​السيد حسن نصر الله​ أن "يوم ​القدس​ هذه السنة يجب ان يحظى باهتمام كبير نظرا لما تتعرض له القدس وخصوصا بعد اعتراف الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ بالقدس عاصمة ل​اسرائيل​ ، ومن جهة اخرى لمواكبة مسيرات العودة في غزة والتضحيات الجسام التي يقدمها شعب ​فلسطين​"، مشيراً الى أنه "في ​عيد المقاومة والتحرير​ أبارك للجميع هذا الانتصار والانجاز ، هذه المحطة السنوية هي مهمة جدا ومليئة بالدروس والعبر ويمكن الاتكاء عليها للحاضر والمستقبل".

وفي كلمة له بمناسبة عيد التحرير، أوضح السيد نصر الله أنه "عندما نتوجه الى اهلنا بالتبريك يحب ان نشكر الله اولا الذي من علينا بهذا النصر الكبير، بعد الله يجب ان نستحضر اصحاب الفضل وهم المقاومون والمجاهدون الذين اخذوا على عاتقهم وبذلوا جهدهم من اجل تحرير الارض"، لافتاً الى أن "​الجيش اللبناني​ كان له حضوره وشهدائه وتضحياته و​القوى الامنية​ والفصائل الفلسطينية والجيش السوري في تلك المرحلة ، كل المضحين هم اصحاب الفضل بعد الله".

وأكد أنه "يجب ان نذكر المساعدة في انجاز التحرير من سوريا وايران فقط في ظل تخاذل كل العالم الذي لم يحرك ساكنا في ظل كل الذي تعرض له الجنوب"، مشيراً الى أنه "عاد الاهالي الى بيتوهم وحقولهم وعاد الاسرى بعز وكرامة وعاد الامن على طول الحدود من فلسطين ، المهم اننا نعيش امنا بكرامة وحرية وكان هذه الانتصار".

ولفت الى أنه "كان الانتصار رغم عدم وجود اي تكافؤ في الفرص، امكانية المقاومة كانت متواضعة جدا من ناحية العديد والاسلحة من ناحية الكم والنوعية لم تكن متوفرة".

وأشار الى أن "من يريد ايجاد عذر للهروب من مسؤولية قتال الاحتلال قادر على ذلك ولكن انتم صبرتم وقاومتم وانتصرتم ، واسرائيل فضلت الانسحاب من دون قيد او شرط تاركا عملائهم ورائه"، لافتاً الى أن "التجربة اثبتت انكم تليقون بالنصر ، في 25 ايار اثبت اهلنا وشعبنا انهم يليقون بالنصر وتعاطيهم الحضاري عند دخول الشريط الحدودي وترفعهم عن الانتقام يؤكد ذلك".

وأشار الى أنه "في حرب تموز كنتم تليقون بالنصر ايضا ، وبعد انتهاء الحرب عندما عادت الناس الى بيوتهم المهدمة اثبتوا انهم يليقون بالنصر ايضا واليوم رغم التهويل والتهديد لم يجد نفعا ، وانا عندما اتحدث عن المستقبل اقول لا نسعى الى الحرب ولكن لا نخافها وانا اتحدث بيقين عن النصر في اي حرب مقبلة لان شعبنا موجود ويليق بان ينزل الله عليه النصر".

وأكد نصر الله أنه "في الانتخابات الاخيرة عندما يرتبط الامر بحفظ المقاومة وكسر رهانات الخصوم وجدنا كيف تجاوز الناس كل الملاحظات لتقوية المقاومة وهذه نقطة القوة التي يمكن البناء عليها"، مشيراً الى أنه "سابقا كان هناك اسماء لقيادات في حزب الله على لائحة الارهاب الاميركية والسعودية والآن صدرت لوائح جديدة ، فيما يتعلق بي وباخواني الموضوع ليس له اثر مادي فليس لدينا اموال لنضعها في البنوك وهذا ليس له اثر وهذا هدفه ابعاد الناس عنا ومنعهم من الجلوس معنا، الا أن بعض الذين وضعوا على لوائح الارهاب الخليجية اصبحوا ممنوعين من الحج الى بيت الله".

وشدد على أنه "عندما يتم وضع أسماء وشركات على لوائح الارهاب هناك امر مؤذي للناس وبعض التجار الذين يتم وضعه اسمائهم على لوائج الارهاب وهذا الجزئ اقول في لبنان يمرون على هذا الامر من باب اخذ العلم وهذا غير صحيح، الدولة اللبنانية عليها حماية مصالح هؤلاء لانهم لبنانيين وعلى البعض ان لا يكونوا اميركان اكثر من الاميركين نفسهم"، لافتاً الى أن "هذا مسار اميركي اسرائيلي ودول الخليج تشارك فيه ، وهذا الامر بحاجة الى نقاش والدولة والحكومة مسؤولة عن هؤلاء اللبنانيين

هذا الامر لم يعد يتعلق بشخص او شخصين بل هو مسار ومن الواضح انه مستمر، في هذا المف هناك اهداف واولها الضغط على البيئة الحاضنة للمقاومة".

ورأى أن "من أهداف العقوبات أيضا اخافة الحلفاء وابعادهم عن المقاومة، وايضا تجفيف التمويل للمقاومة وهم يعملون على ذلك منذ التسعينات والضغط على ايران ياتي في هذا السياق"، مشيراً الى أنه "من جملة الطلبات من ايران هي وقف دعم حركات المقاومة، والضغط على اي مساهم يمكن ان يتبرع للمقاومة وهذا جزء من المعركة والمواجهة ونحن على المستوى النفسي يجب ان نتفهم عدونا بطبيعة الحال عندما تقف مقاومة في لبنان من 1982 وتقول انها ترفض الاحتلال الاسرائيلي والمشروع الاميركي، عندما تذل الجيش الذي لا يهزم وترده من بلدك وتقوم بتحول استراتيجي في العام 2000 وعندما تقف في وجه المشروع الاميركي في 2006 ، عندما تساهم في اسقاط المشاريع الاميركية الاسرائيلية وتطالب بالسيادة، عندما لا تسمح لاحد بمد يده على ارضنا ومائنا ونفطنا طبيعي ان يراك العدو تهديدنا لمصالحه"، مؤكداً أن "الحصار حزء من المعركة والذين يلحق بهم اي ضرر من الجمعيات والتجار والشخصيات يجب ان يحسبوا ذلك ضمن التضحيات تماما مثل العائلات التي تقدم شهيدا او جريح ومن يلحقهم اذى هم جزء من التضحيات".

وأشار الى أنه "في المواجهة المسألة الاساسية هو تعطيل هدف، الهدف هو المس بارادة شعبنا والمس بعزيمتنا وطالما اننا مصرون وعازمون هذا لا قيمة له ، الخسائر جزء من التضحيات وحتى الان هم جربوا القتل والاغتيال والحروب علينا وعلى شعبنا لم تمس لا بالعزم ولا بالارادة والتصميم وهذه الخطوة لن تقدم ولن تؤخر"، معتبراً أنه "في اسوء الاحتمالات اذا تمكنت العقوبات ان تقطع جزء من تمويلنا اقول لاميركا واسرائيل انتم مخطئون في فهم هؤلاء الناس والخطا هو في ثقافتكم فهم لا يرون الناس الا مرتزقة".

وأشار الى أن "هذه المقاومة في لبنان والمنطقة ليست مرتزقة بل اصحاب قضية وهؤلاء المقاومون عقائديون ووطنيون واصحاب قضية يؤمنون بها ومستعدون للتضحية بارواحهم ومتسعدين للعيش باصعب الظروف من اجل ان تنتصر قضيتهم".

وشدد على أن "هؤلاء الناس لا يمكن هزيمتهم بلوائح الارهاب وهذه المعركة خاسرة ولكن شرط ان ندرك ابعادها وان نصمد فيها ونبطل اهدافها"، مؤكداً أنه " لا يوجد لنا علاقة مع "جبهة البوليساريو" وهدف هذه التهمة كانت قطع علاقات المغرب بايران ، ووزير الخارجية المغربي لم يقدم اي دليل على هذا الاتهام".

وأكد تصر الله أن "الحصار السياسي والمالي والترهيب اقول لاعدائنا هذا لن يقدم ولن يؤخر، هذه المقاومة هي اقوى وأشد وأصلب من السابق"، لافتاً الى "أننا ذهبنا الى معركة سوريا بالعلن واميركا جمعت كل التكفيرين لاسقاط سوريا ، قلت في السابق حلفاء سوريا لن يسمحوا بسقوطها".

ولفت الى أنه "قيل ان وضعنا على لوائح الارهاب سيؤخر تشكيل الحكومة وهذا غير صحيح ونحن على لوائح الارهاب منذ زمن، والبعض يقول ان حزب الله يستعجل تشكيل الحكومة خوفا من ما هو ات غير صحيح ، نحن نستعجل خوفا على البلد كما كل الافرقاء ونحن لسنا خائفين من تطورات الوضع في المنطقة واساسا نرى التطورات في صالحنا".

وأشار الى "اننا لسنا قلقين على الاطلاق لاننا نثق بشعبنا ومن اجل مصلحة الشعب يجب عدم التاخير بتشكيل الحكومة، وقد تم انتخاب رئيس المجلس النيابي وهيئة المجلس وتم تكليف رئيس للحكومة والان يتطلع الى تشكيل الحكومة والبعض يقول ان هناك تعقيدات وهذا طبيعي وقد دابت بعض وسائل الاعلام عى القول ان شروط حزب الله ستعيق تشكيل الحكومة".

ولفت نصر الله الى أنه "حتى الان لم نقول اي شرط ونحن نتطلع الى حكومة جدية يتمثل في اوسع تمثيل ونحن ندعو الى ذلك، وقد قرأت كل البرامج الانتخابية وفي هذه البرامج هناك مساحات مشتركة والاهم ان تصدق القوى السياسية بوعودها للناس".

وأكد "اننا في الحكومة سنؤكد على اهمية ايجاد وزارة تخطيط حتى يمشي البلد على هدى ونحن لم نطلب وزارة سيادية وعندما نتلقى مع الحريري لن نطلب ذلك ، الوزارة التي ستعطى للشعية متفقون مع بري انها من حصة حركة أمل ونحن نريد ان يكون لنا وجود فاعل في الحكومة وفي موضوع الحقائب سنتفاهم مع امل عليها ولن يحصل خلاف".

وأكد أن "الامور تسير على خير ونأمل ان يتمكن الجميع من التعاون لتشكيل الحكومة ، موضوع مكافحة الفساد ووقف الهدر نؤكد اننا مصممون على السير بهذا الامر وهذا سيمون من مسؤولية كل حزب الله وهذه المعركة الوطنية الكبرى".

وأشار الى "اننا في الايام المقبلة سنوف نبدا مشاورتنا مع حلفائنا ، يجب ان تخاض معركة وطنية ضد الفساد واذا استطعنا ن نذهب الى معركة وطنية بمواجهة الفساد فهذا امر جيد".

وأشار نصرالله الى أن "قيادة حزب الله قررت في الايام الماضية وشكلت ملف وعينت مسؤولا يعمل تحت معرفة الامين العام وهذا الملف سيكون معنيا بمواكبة ومتابعة هذه المعركة"، مؤكداً "أننا فضلنا ان نختار نائبا وهو السيد حسن فضل الله مسؤولا لهذا الملف المهم و الذي سيشكل مركزا للاسناد لكل اخواننا في حزب الله ، هذه المعركة ضرورية لان البلد اذا استمر هكذا فهو ذاهب الى الانهيار".