لم تكن الزيارة التي قام بها رئيس حزب "القوات" ​سمير جعجع​ الى القصر الجمهوري والتي قطع بها الاستشارات النيابية الملزمة الأسبوع الفائت بالعادية، فكتلة "القوات" التي كانت مؤلفة من ثمانية نواب وحظيت بأربعة وزراء في الحكومة الّتي أصبحت اليوم حكومة تصريف أعمال يرفض رئيسها هذه المرّة الا أن تكون مشابهة للمرّة الماضية.

حتى الساعة تعدّ حصّة القوات في الحكومة التّي أجرى رئيسها ​سعد الحريري​ استشارات نيابيّة لتشكيل حكومته المقبلة واحدة من العقد الأساسية التي يمكن أن تؤخّر تشكيل الحكومة إضافة الى تمسك رئيس اللقاء الديمقراطي ​وليد جنبلاط​ بالحقائب الدرزية الثلاث قاطعاً الطريق على توزير النائب ​طلال ارسلان​ او من يسمّيه الاخير للتوزير. ليبقى السؤال: ما مصير تشكيل الحكومة وكيف يمكن تجاوز هذه العقبات؟.

"عقدتا "​القوات اللبنانية​" وجنبلاط في الحكومة ليستا من العقد السياسية بل هما يبرزان كعقدتين تقنيتين". هذا ما يؤكده الكاتب والمحلل السياسي ​وسيم بزي​ في حديث لـ"النشرة"، لافتا الى أنه "في ظلّ اتفاق الجهات الاساسية الاربعة في البلاد أي رئيس الجمهورية و"​التيار الوطني الحر​" والثنائي الشيعي ​حزب الله​ و​حركة أمل​ يبقى هامش المناورة لدى جعجع ضيّق فهو رغم أنه يرفع السقف في المطالبة الا أنه يدرك أنه عليه القبول في نهاية المطاف بما يعرض عليه أو يبقى خارج الحكومة". أما الكاتب والمحلل السياسي ​خليل فليحان​ فيشير الى أن "رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​ حددوا الحكومة المقبلة بحكومة الوحدة الوطنية ولكن ورغم ذلك فهذا لا يعني أنهم سيرضخون لما يطالب به جعجع"، متوقعاً أن "يقبل الأخير بما يعرض عليه في نهاية المطاف".

أما بالنسبة للعقدة الدرزية ولتمسك جنبلاط بالحقائب الدرزية الثلاث، فيرى فليحان أن "هذه العقدة غير قابلة للحلّ بسهولة خصوصاً وأن رئيس "التيار الوطني الحر" ​جبران باسيل​ داعم لارسلان"، متسائلا "هل هذه المسألة ستؤزم الوضع؟". في حين أن وسيم بزي يرى أن "هناك ملائكة ترعى جنبلاط وقد تتدخل هذه المرّة إما لعدم توزير إرسلان أو لإقناع جنبلاط بالتخلي عن إحدى الحقائب"، مؤكداً أن "عقدة الوزراء ​الدروز​ لن تكون عائقاً أمام الاسراع بتشكيل الحكومة".

صحيح أن زمن ​الانتخابات النيابية​ قد ولّى الا أنه لم ينهِ "الكباش" السياسي بين "التيار الوطني الحر" و"القوات" لا بل أكثر هو أتى استكمالاً لمرحلة السجال السياسي الذي حكمته نتائج الانتخابات ويمكن حصره بعدة أسباب، بحسب بزي، الذي يشير الى أن "هذا الكباش ورفع الصوت جاء على أبواب تشكيل الحكومة، التي من المتوقع أن تبصر النور ما بعد ​عيد الفطر​ بقليل، وعبره تحاول "القوات" أن تضع نفسها بموقع مواز لتكتل "لبنان القوي" بالاحجام"، لافتا الى أن "الاشتباك السياسي بين هذين المكونين سيكون عنوان المرحلة المقبلة وخلفياته معركة الزعامة المسيحيّة و​رئاسة الجمهورية​ في المرحلة المقبلة".

لا يمكن إنكار أن هناك إرادة للاسراع بتشكيل الحكومة، فهل يتمكن الاتفاق بين المكونات الاساسية في البلاد من تجاوز عقبات التأليف فتتشكل بعد عيد الفطر؟!.