دعا نائب رئيس ​المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى​ الشيخ ​علي الخطيب​ السياسيين في لبنان الى تحسس الآم الفقراء والمحتاجين والوقوف معهم في معاناتهم لتوفير العيش الكريم، مما يحملهم المسؤولية الوطنية والاخلاقية في حسن رعاية شؤون المواطنين و​مكافحة الفساد​ ووقف الهدر وتفعيل عمل المؤسسات لتكون دولتنا الراعية والحاضنة لشؤون ابنائها بشفافية بعيدا عن منطق المحاصصات والمحسوبيات الذي يدمر اسس قيام الدولة العادلة التي نطمح الى قيامها، واولى واجبات السياسيين ان يضعوا مصلحة الوطن وشعبه فوق كل اعتبار فيسهلوا عملية تشكيل حكومة وطنية نريدها جامعة لكل المكونات السياسية وتعالج تداعيات ما اورثتنا اياه الحكومات السابقة من ديون بلغت 80 مليار دولار، فهذا الرقم المخيف يكشف فشل وعقم ال​سياسة​ الاقتصادية التي اغرقت لبنان في الدين وانهكت كواهل اللبنانيين بالضرائب واباحت المال العام للنهب فيما حقق الفاسدون من اهل السلطة الثروات الطائلة نتيجة نظام المحاصصة والمحسوبيات الذي كرسوه في تعاطيهم الشأن العام مستغلين ثقة الشعب الذي انهكوه بدفع فواتير مضاعفة سواء في ​الكهرباء​ والاستشفاء والضرائب، ولقد حان الوقت لمحاسبة المرتشين والفاسدين ومستغلي المناصب والمواقع من خلال تفعيل مؤسسات الرقابة والقضاء، واعادة العمل بقانون من اين لك هكذا؟ ونحن نطالب السياسيين بتنفيذ ما تعهدوا في خطاباتهم وبرامجهم الانتخابية فيكونوا عند حسن ظن الشعب بهم في مكافحة الفساد ومحاسبة المرتكبين، واطلاق مشاريع انتاجية واستثمارية وانمائية في مختلف المناطق بما يحد من تفشي البطالة وينعش المناطق المحرومة من الانماء، ولاسيما ​بعلبك​ – الهرمل وعكار التي منيت بخسائر كبيرة جراء السيول والامطار الغزيرة مما يستوجب تعويض الدولة على المتضررين.

وتابع سماحته خلال خطبة ​عيد الفطر​ في مسجد ​بلدة لبايا​ في ​البقاع الغربي​، ان شعبنا ومقاومتنا وجيشنا عنوان عزة لبنان الذي انتصر على قوى الشر فدحر الارهابين الصهيوني والتكفيري عن ارضه ، فهذه المعادلة الماسية حاجة وضرورة لحفظ لبنان، وعلى الحكومة القادمة ان تؤكد في بيانها الوزاري على التمسك بهذه المعادلة التي شكلت ولا تزال ضمانة لاستقرار لبنان وتحرير ارضه وحماية حدوده وحفظ شعبه، فلبنان المقاوم يستحق شعبه ان يحظى بالعناية والاهتمام والتفاني من قبل المسؤولين فيه المطالبين ان يكونوا على مستوى تضحيات الشعب والجيش والمقاومة، ونحن على ثقة تامة بأن الذي واجه كل المؤامرات والفتن سيواصل مسيرة الاصلاح في الداخل اللبناني.

ووجه العلامة الخطيب تحية التقدير والاكبار الى الشعب ال​فلسطين​ي المنتفض في وجه الاحتلال، سائلا المولى ان يتغمد الشهداء برحمته ويمن على الجرحى بالشفاء العاجل، معتبرا ان شهداء مسيرات العودة عبدوا طريق تحرير فلسطين بدمائهم، وهم افشلوا وابطلوا مفاعيل صفقة القرن لبيع فلسطين اذ صوبوا المسار والمسيرة باتجاه تحرير فلسطين من خلال الجهاد والنضال، ونحن اذ نبارك التضحيات الكبيرة والدماء الزكية التي تبذل نصرة لفلسطين، فاننا نطالب العرب والمسلمين ان يعودوا الى فلسطين بنصرة شعبها والدفاع عن مقدساتها وبذل الجهد والمال نصرة لفلسطين.